facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حتى لا نضيع بين أقدام الفيلة: أين استرتيجيتنا


فتح رضوان
28-08-2018 08:05 PM

لمواجهة فوضى الإقليم المتفاقمة والحروب التجارية بين القوى الكبرى وعواقبها على موجودات الأردنيين

يعنينا الأردن والأردن أولا وقبل كل شيء: الوطن والدولة والمواطن ومصالح هؤلاء جميعا. نحن في فوضى على مستوى الإقليم والعالم لا تفسير منطقيا لها ولا يمكن تشغيل معادلات الاقتصاد ولا مباديء السياسة فيها وأزعم أن كل ما يجرى هو الهزات الارتدادية للحروب التي نشأت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001... أسمتها كونداليزا رايس يوما الفوضى الخالقة ففي مطلع عام 2005 أدلت وزيرة الخارجية الأميركية "كونداليزا رايس " بحديث صحفي مع جريدة واشنطن بوست الأميركية , أذاعت حينها عن نية الولايات المتحدة نشر الديمقراطية بالعالم العربي والبدء
بتشكيل ما يُعرف ب "الشرق األوسط الجديد " , كل ذلك عبر نشر " الفوضى الخالقة " في الشرق الأوسط عبر الإدارة الأميركية.

لا نريد التفصيل في المصطلح أعلاه وما حدث في منطقتنا ...ما يهمنا أين نحن الان والى ما وصلنا في الأردن على وجه الخصوص.

باختصار ما يجري في العالم والمنطقة قد يستعصي على التحليل وطالما أننا صغيري الحجم في الأقليم والعالم فحفاظنا على أنفسنا وأجيالنا ليس مهمة صعبة ولكنها مشكلة إدارة واستراتيجيات مواجهة وإن كانت موجودة في جوانب عديدة ولكنها ليست كافية ولم ترق أبدا لتوقعات المواطن الحائر المسكين والهارب أحيانا في زوايا العالم ما استطاع الى ذلك سبيلا.

إن أكثر ما يميز ما يجري هو سرعة التغير في الاحداث والسياسات إقليميا وعالميا ولأن ما يهمنا في هذا المقام الحفاظ على الوطن بمقدراته وقدراته وفعاليته ووجوده ومصلحة مواطنيه وأجياله فمن الطبيعي أن لا نغفو على ما يحدث حولنا سواء للصديق والحليف أوغيرهما فعلينا تقدير الأضرار والاستعداد لمواجهتها.

وفي هذا السياق لعلنا نرصد عناوين ما لا يجري مواجهته من قبل الحكومة في الاقتصاد والتنمية تحديدا: ما هي استراتيجية الحكومة إزاء عودة المغتربين المتسارعة ... هناك حوالي سبعمائة (700) ألف مغترب أردني خارج الأردن ويحولون ما يزيد على خمسة مليارات دولار سنويا... ومن هؤلاء حوالي ثلاثمائة ألف (300) ألف مغترب في السعودية وحدها وقد أصبحت عودة هؤلاء في ضوء ما نرى شبه مؤكدة وفي فترة زمنية لن تتجاوز خمس سنوات لا ضير بالمبالغة على أساس أن توقع الأسوأ أفضل من العيش في الأمنيات.

أما بخصوص الدولار وسياسات ترمب الحالية وربطه غير المنطقي لمستقبل أسواق المال بعزله من عدمه.

إن أكثر ما يخيف في هذا المقام أنه لا يمكن توقع ما يجري على أساس رياضي أو اقتصادي فالمنطقي أن عزل ترمب سيعزز الدولار فالرجل يتخذ سياسات انعزالية ويبتعد عن أقرب حلفائه ويشجع الدول الكبرى على الابتعاد عن الدولار فالمنطق أن عزله سيعيد التوازن للاقتصاد العالمي ولكن لا شيء مضمون.. ما يريح قليلا أن حجم الناتج المحلي الأردني قياسا بحجم الناتج المحلي العالمي لا يكاد يذكر قياسا بعالم لا نشكل أكثر من واحد بالألف من عدد سكانه ففي حين يقترب الناتج المحلي العالمي من 70 ترليون دولار سنويا لا تتعدى حصتنا منها ألـ 35 مليار دولار ولكن تبقى هناك أرقام كثيرة غائبة وقد تكون مخيفة فنحن لا نعلم حجم مدخرات الأردنيين بالدولار في أنحاء العالم وبالتالي فوجود منصة اتصال وتوجيه وتفكير استراتيجي في هذا الشأن ضرورة ملحة ولا ينفك هذا بحال عن قضية المغتربين التي نتوقع أن جزءا هاما من موجوداتهم سائلة وبالدولار أو ما يرتبط به من عملات وبالتالي ماذا سيحصل لهؤلاء لو اهتز الدولار هل سنسمح بأن يصبحوا متسولين ويرتبط بذلك أيضا هرب رؤوس الأموال الأردنية الى الخارج ومدخرات
الأردنيين غير المعلنة في بنوك سويسرا وغيرها والمخاطر المحدقة على كل هذه الموجودات في صراع فيلة الاقتصاد العالمي... حوادث بسيطة حدثت محليا كقصة البورصات الوهمية أضاعت من أموال الأردنيين ربما ما وصل لمائة مليون دينار على أقل تقدير فعلى ماذا سنصحو لو حدثت هزة اقتصادية عالمية ثم علمنا أنه قد ضاع على الأردنيين عشرات المليارات هل سنحتمل ذلك على صغر حجمنا.

أين نحن من هروب مئات الشركات الاستثمارية من الأردن الى الأسواق الإقليمية والعالمية خلال العشرين سنة الفائتة.

لا نقول أن مهمة مخاطبة أصحاب الأموال المهاجرة من الأردنيين سهلة ولكنها حتما ليست مستحيلة في ظل ما يستشعره كل العالم من مخاطر فوضى اقتصادية عالمية قادمة ربما بدأنا نرى بوادرها.

قد يلومني البعض على عدم التطرق لما أسموه صفقة القرن ...هذه برأيي تسير بخطاها منذ أوسلو 1993 ولم يبق سوى تواقيع نهائية لم تعد تعني كثيرا لنتنياهو طالما أنه يقضم أرضنا في الضفة صبح مساء وقد حقق له ترمب ما أجله كل الرؤساء الأمريكيين من قبله من اعتراف بالقدس عاصمة للكيان الغاصب... ولكن انتبهوا : الحفاظ على عمان من ضرورات المطالبة بالقدس والحفاظ على أهل الأردن من ضرورات بقاء أهل فلسطين.

أخيرا قد نعترف بأن لا حول ولا قوة للأردن بمواجهة خطط أمريكا فهل ينطبق ذلك أيضا على قدرتنا في مخاطبة المواطن غير الواثق لأسباب لا جدال في موضوعيتها ....نحن نواجه واقعا راهنا أن الأردنيين ولا سيما فئة الشباب تهرب في كل اتجاه في هذا العالم ما استطاعت الى ذلك سبيلا فهل نتركهم بين أقدام الفيلة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :