facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عشرون عاما " الرمز" ملكا


د.عبدالفتاح طوقان
02-09-2018 11:46 PM

خلال الأشهر القادمة، وتحديدا في السابع من شهر فبراير عام ٢٠١٩، يكون قد مر على الأردن عشرون عاما تولي حكمها الملك عبد الله الثاني بعد ان توفي والده المرحوم الملك الحسين.

ولعل من المناسب ان يبحث في تلك الفترة، ما له وما عليه، وأن يوثق ذلك تاريخيا، وان يطلب في المدارس ان يكون عنوان "التعبير " او "موضوع "الانشاء" في بداية السنة الدراسية هو عن مرحلة الملك عبد الله الثاني وبتوجيه ومواد وأرشيف من وزارة الثقافة، ليتعرف الطلبة عن قرب عن هذه المرحلة التاريخية من عمر الأردن والإنجازات التي تمت، والتقصير من الحكومات وأسبابه، على ان يربط ذلك بتاريخ الثورة العربية الكبرى من جهة والأوضاع في المنطقة من جهة اخري.

و اود هنا ان اشير الي انه لم تكن رغبة من الملك عبد الله الثاني ان يتولى الحكم ، و لم يكن يوما طامعا في ولاية ، وبداية عهده القي كلمته الشهيرة "انا لست ابي" ، وذلك اعترافا منه بالقيمة الكبيرة لوالده و مكانته الدولية آنذاك ، وان الملك عبد الله في بداية الطريق فلا تتسرعوا بالحكم عليه و مقارنته بملك حكم أربعين عاما و تعامل مع اكثر من عشرة رؤساء للولايات المتحدة الامريكية و اكثر من خمسة عشر رئيسا لوزراء بريطانيا و شهد نكسة ١٩٦٧ ، و حرب أيلول ١٩٧٠، و حرب ١٩٧٣ و ضياع القضة الفلسطينية في مؤتمر الرباط ومحاولات رونالد ريجان للإطاحة بالملكية و حرب العراق ايران ، و احتلال الكويت ، تقسيم الدول العربية الي كيانات رباعية، وغيرها من الاحداث، فقد كان الملك الحسين سياسيا بامتياز و قارئا للمستقبل.

الملك عبد الله الثاني، كان يحلم بدولة ديمقراطية يملئ سماؤها الحريات غير المقيدة، واقتصاد حر، لان جل تفكيره هو الاقتصاد والعولمة بأدواتها المختلفة من الانترنت الي وسائل التواصل التي أدت الي غياب الحاجز الزمني ومفردات الأمكنة.

اعتلي منصة الحكم ١٩٩٩، وهو جادا في تحسين حياة وعمل الأردنيين، وكان على استعداد للانفجار في وجه ديناصورات التسويف السياسي وأصحاب الامتيازات، وأداة مرنة أثبتت جدواها للتغلب على شكوك الذات والخوف مرة واحدة وإلى الأبد من الوطن البديل والي رغبات الإطاحة بالنظام الهاشمي.

اتي وهو يحمل ايقونة التغيير الفكرية وبقناعة أكثر ثقة في قدرات الشعب وزيادة الإنتاجية، راغبا في تطوير مجموعات عقلية قوية تسانده في حكمه، وان يحقق كسبا للاقتصاد الاردني المزيد من المال، لم يتملكه الشعور بتحكم أكبر بقدر ما كان ايمانه متابعة أحلام الأردنيين واكتشاف عظمة البلاد، غير راغبا في توسيع رقعة مملكته سياسيا او جغرافيا.

اتي الي سدة الحكم ليواجه مديونية غير مسؤولا عنها، وأزمات اقتصادية من نتاج حكومات سابقة، ومديونات متزايدة متلاحقة لعشر سنوات ل حتى ٢٠٠٩ هو أيضا غير مسؤول عنها لأنها نتاج قرارات قامت بها الحكومات السابقة في اخر عهد الملك الراحل الحسين.

واقصد ان نتائج الحكومات الاقتصادية لا تظهر فورا وانما تحتاج الي فترة من خمس الي عشر سنوات ليتمدد أثرها الاقتصادي ويظهر الي العلن. و عندما بدآ العمل حينها تمت محاصرته بالربيع العربي، توقف مساعدات الخليج ، الحرب علي العراق و اغلاق شرايين التجارة معها و من ثم الحرب السورية الداخلية ، الانقسام الفلسطيني بين حماس و السلطة ، و غيرها من أزمات متتالية تتعارض مع رؤيته الاقتصادية للبلاد ، ولم تكن الطواقم الوزارية بحجم المسؤوليات او طموح الملك عبد الله الثاني، و غاب الاعلام الحر ، الاستراتيجيات الإعلامية التي توضح للشعب و تشرح ما يحدث ، فبات الهجوم يتناول شخص الملك و من حوله ، و شعر الشعب بحالة من الخوف عندما غاب الملك في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة فبات يصرخ "اين الملك " مستنجدا به لا منتقدا له علي امل ان يعود منقذا .

و حيث ان الاعلام غائب، و الحكومات ضعيفة، اصبح كل مواطن يخاطب الملك مباشرة، لان قنوات التواصل و الاتصال غير فعالة مع الأجهزة التنفيذية و لا يوجد لديها الحلول ، و قناعة الشارع ان "الملك و فقط الملك " من يؤتمن له و هو ما دفع بغياب الثقة في الحكومات الأردنية و انهيارها التي توجت بطرد حكومة الدكتور الملقي ،و هيمنة سلوكيات التخاطب المباشر " الملك".
وعندما تراكم سوء التصرف من قبل الحكومات ورؤسائها، بدت تهتز صورة الحاكم نتيجة أفعال الحكومات الضعيفة كما سبق وان كتبت ولكن لم يفقد الشعب يوما الثقة به ملكا وبالهاشميين قيادة.

و من أسباب الثقة به هو انه يحمل فلسفة الإدارة الجديدة للبناء ، ورغبته في اشراك وإحضار البلد كلها ( من في الداخل و الخارج) معا إلى العمل، وإقامة العلاقات الصريحة و المباشرة بشكل جذري ، وخلق ثقافة من التواصل الإعلامي الحر والمفتوح دون قيود، والحصول على معلومات مباشرة متجاوزا من يمده بالمعلومات من مستشاريين ، وتقديم وتشجيع التوجيه من المواطنين له عبر وسائل التواصل الاجتماعي و المقالات النقدية ذات السقف المرتفع، وفهم ما يحفز كل مواطن ممن يطالب بالتغيير للأفضل و الذي يقود الي النتائج التعاونية التشاركية بين نسيج المجتمع، ومساعدة الأردنيين على ما يفعلونه وتركهم للتعرف و انتقاد ما لا تعمله الحكومات الضعيفة. كل ذلك كانت إيجابيات للملك عبد الله الثاني و لكنها اصطدمت بقوي التأثير الرجعي و المعارضة لمفاهيم الملك التطورية التي نصبت من انفسها جدرانا بين الملك و شعبه الذي لا يختلف علي القيادة الهاشمية التاريخية للبلاد ، باستثناء مجموعات بسيطة تطرح عكس ذلك ، و فسرت له تلك القوي الرجعية الشو فانية التي تحكمت في مناصب و اقتصاد الدولة لسنوات ، و لا تزال بذكاء خبيث ، هي و أبنائها و اصهارها و حرمت علي العشائر الأردنية الاصيلة و تعدت علي حقوقها ، أن فسرت للملك خطاء جدلية السياسة الثقافية و انتقادات الشرفاء الحريصين علي الوطن القيادة الهاشمية والتي أتت اساسا دعما للملك عبد الله الثاني ورؤيته في حكم البلاد.

الوطن الأردني في مواجهة صعبة من ظروف غير عادية، داخليا وخارجيا، ومواقف الملك من قضية القدس، من قضية فلسطين، من رفضه للرضوخ لبعض دول مجاورة عربية وخليجية، من صفقة القرن، وتحركات الملك علي المستوي الدولي، ومحادثاته في الولايات المتحدة الامريكية، وخطاباته في المجموعة الأوروبية، وموقفه الداعي الي التهدئة في سوريا، كل ذلك جعله في موقف لا يحسد عليه وان يتزايد الضغط عليه باستمرار في غياب واضح للأعلام السياسي الخارجي الذي من المفترض ان يقود السياسية لا يتبعها.

الملك عبد الله الثاني يواجه تحديات صعبة للغاية وفي مرحلة قدوم منخفض جوي سياسي عاصف خارجيا، وفي مواجهة مطالب محاربة الفساد المستشري الذي انتشر في أجساد الوطن، وفي منازلة مع مديونية عالية تهدد الوطن وترتب عليه الكثير في مواجهة أيدولوجية عقيمة لا تريد للبلاد الخير وتتناول الشرفاء وتغتال شخصياتهم.

وفي النهاية، مهما حدث من انتقادات ومن اختلاف إيجابي في النهج واختيار الطريق خلال عشرون عاما والذي هو دليل صحة وعافية للجسد الأردني والعقول النيرة بشقيها المؤيدة والمعارضة، حيث يبقي الملك عبد الله الثاني، رمزا للوطن الأردني الهاشمي ولعشائره الأردنية ولحبات تراب الوطن وكل الأردنيين، الكل يتشارك المسؤولية بحب وعشق للأردن بقيادة هاشمية، لا بديل ولا دخيل.

انتظر قرأه ما يكتبه طلاب المدارس في اول ايام الدراسة لنؤسس لمرحلة تنادي بها الملك وهي " حرية سقفها السماء"، وشعب تنادي الي "انتماء وولاء بلا حدود".

حفظك الله يا وطنا.

aftoukan@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :