facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كلام في التبويس العام !


رنا شاور
03-06-2009 03:51 AM

قبل أيام ذهبت لمواساة أصدقاء بفقدهم عزيز قطفه الموت، في مجلس العزاء الحزين على مدار الأيام الثلاثة و يزيد انهالت قبلات المجاملة على زوجة الفقيد وبناتها ذهابا وإيابا من القريب ومن الغريب، قبلات كل يوم من أشخاص يأتون كل يوم، وقبلات من أشخاص يجيئون لأداء الواجب ويروحون، وقبلات من الداخل ومن الخارج، قبلات مجاملة لا فيها فيء ولا دفء، إنماإضافة مزيد من الإرهاق فوق الوجع الجاثم، وفي حال بدا بها أهل الفقيد من الضعف والحزن بما لا يسمح بتكليفهم بأكثر مما يطيقون.

الحال في الأتراح كماهو في الأفراح، فقد أصرت الضيفة (المزكومة) على تقبيل الأم وطفلتها الخارجتين لتوهما من غرفة الولادة، دون ادراك أن مشاركة الفرح وإبداء السرور كان من الممكن أن يتما دونما داعّّ لإلصاق بعض الجراثيم إلى من هم بأمس الحاجة إلى أجواء صحية.


تبادل قبلات المجاملة بين الأهل والأصدقاء والمعارف في المناسبات نوع من الوصال الإجتماعي الحميم المرغوب.أما إن زاد عن حدّه، انقلب ضده.

كتبت في ذات الموضوع من قبل، وكتب غيري وقال كثيرون في وسائل الإعلام، ولازالت الظاهرة تتوالد وكأن لا أحد يقرأ ما نكتب ولا أحد يسمع ما نقول وأصبح من الضروري مع قرب مواسم المناسبات أن يكون الدور فاعلا في التوعية الصحية والإجتماعية من الجهات الرسمية وإعادة صياغة مفهوم بعض الجزئيات الصغيرة بين جمهور الناس.


وإذا أردت أن تقيس عزيزي القارئ مدى الاختراق الذي تتعرض له حدودك كل يوم دون أن يكون لك حق الاعتراض، فمن الممكن الاطلاع على ما جاء من حقيقة في علم النفس لهذه الظاهرة، فقد حدد لكل شخص منا مياهاً إقليمية وحدودا تمتد من نصف متر إلى أربعة أمتار، إذ كي تكون مرتاحاً يسمح للمقربين فقط الاقتراب من المنطقة الحميمة التي لا تبعد عنك سوى نصف متر، ثم الدائرة الثانية المقدرة بمتر وربع وهي للمعارف والأصدقاء، تليها الدائرة الثالثة التي يسمح للزملاء وللجميع الاقتراب منها ومداها أربعة أمتار. حتى انك إذا ما حاولت المباعدة ما بينك وبين هذا التناطح (التبويسيّ) جوبهت بأنك لا تحب الناس.. بل أحبهم، وكأن التبويس أصبح فرضاً من فروض العبادة؟!

في نظرة تاريخية سريعة كان هشام بن عبد الملك يرفض أن يقترب منه زائر أو ضيف لمجلسه كي يقبّـله إلا فيما يختص بعائلته والأقربين ويكتفي من زواره اليوميين من القبل بالسلام الشفوي، وكذلك كان المأمون. وفي الصين واليابان كان تبادل القبلات بين العامة مستنكراً إلى أن تم الاحتكاك بالغرب. أما في فرنسا فكانت القبلات حكراً على الملك لويس الثالث عشر وظل بعدها التقبيل ضمن نطاق ضيق إلى أن اتسع وشمل اللازم وغير اللازم..فلتكن فرنسا هي السبب، فهل نطالب بعودة لمجلس هشام بن عبد الملك؟!.

الراي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :