facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




احتضان الصعوبات!


سليمان الطعاني
05-09-2018 01:59 PM

اعتقد الفيلسوف الألماني فردريك نتشة، أن احتضان الصعوبات وتقبلها وهضمها هو الشرط الضروري لتحقيق حياة تامة وسعيدة وذات جودة عالية، مؤكداً أنه في الركن البائس من حياة الانسان هناك دائماً نافذة أمل معتبراً رحلة اكتشاف الذات هي واحدة من أعظم وأكثر الصعوبات الوجودية خصوبة.

في عام 1873 وعندما كان يقترب من ميلاده الثلاثين عالج نيتشة هذا السؤال الأبدي في كيفية العثور على أنفسنا وإطلاق مكنوناتنا وذلك في مقال جميل أسماه (شوبنهاور كمعلم) كجزء من تأملاته المبكرة، يقول فيه:

عندما يرغب كل كائن انساني ليكون جزءا من جموع الناس فهو يحتاج فقط الى الامتناع عن جعل الاشياء سهلة لنفسه، دعه يتّبع ضميره الذي يناديه: "كن نفسك، فإن كل ما تقوم به الآن، وترغب به وتفكر فيه، هو ليس انت". لا تجعل طموحاتك حبرًا على ورق، أو فكرة داخل جمجمة عتيقة، بل اجعلها واقعًا ستعيشه يومًا ما.

كن نفسك لا نسخة تصنعها من أجل الآخرين رغبةً في إرضائهم، اصنع لك عالمًا من عوالم البشر،

ويتابع: لا توجد هناك طريقة لمساعدة اي انسان في حصوله على السعادة طالما يبقى مكبلاً بسلاسل الخوف، وكم ستصبح الحياة خاوية عنده بلا أمل وبلا معنى! لا يوجد مخلوق في الطبيعة أكثر كسلاً وأسفاً من الانسان الذي خسر عبقريته وأغمض احدى عينيه مرة نحو اليمين ومرة نحو اليسار أو الى الخلف وفي أي اتجاه.

لا أحد يستطيع أن يبني لك جسراً، لأنك انت وحدك منْ يعبر نهر الحياة، هناك ربما تجارب وجسور لا نهاية لها وربما هناك أناس محترمون جداً يحملونك وهم مسرورون للعبور ولكن فقط على حساب أن تكون أنت رهينة وتتخلى عن نفسك، هناك فقط ممر واحد في هذا العالم لا أحد يقطعه مشياً الاّ انت، لا تسأل أين سيقود؟ عليك أن تمشي. في هذا المسار حتى تجد نفسك وهو ليس بالمهمة السهلة،

السؤال: كيف يربي المرء نفسه في هذا العصر؟ كيف ينتشل نفسه من القلق المصاحب لانعدام المعنى؟ هل لدينا الشجاعة الكافية لإخراج الكنوز المختبئة فينا؟

يجيب هذا الفيلسوف في تأملاته، أنت لست ذاتك الفريدة النادرة التي لا تتكرر، طالما لم تتحرر من قيودك اليومية والعامة وما يحيط بك من آراء ومعتقدات وتقاليد،

ما يبقيك في الأسر ليس الخوف كما تعتقد، وليس دافعاً خفياً نحو الانسجام والتماهي، إنما هو فقط الكسل، فالناس في كل مكان أكسل من أن يتحملوا تبعات الصدق والشفافية التي يواجهون بها ذواتهم أو اختياراتهم الحياتية، التماهي مع المجموع واتباع الرأي العام في المأكل والملبس والمشرب والانتماء، الابتسامات المزيفة والآراء السائدة أكثر سهولة ويسراً عليهم!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :