facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حصان السياسة يخذل عربة التنمية


د. عاكف الزعبي
10-09-2018 12:30 PM

نجتهد ونكرر اجتهادنا الذي سبقنا اليه كثيرون من اصحاب الاختصاص والتجربة ان العثرات التي تلم بمجهودات التنمية الاردنية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تعود بالدرجة الاولى الى أن عربة التنمية لا يقودها حصان السياسه .

تنمية لا تقودها السياسة لا بد وأن يتقطع سيرها وتتوقف اثناء الطريق . قد تحقق نجاحاً هنا ونجاحاً هناك لكنها لن تنجح في استدامة مسيرتها بسبب افتقادها لقوة التماسك وطاقة الاستمرار وزخم المراكمه .

انجازات تنموية اردنية غير قليلة وفي مجالات عدة تحققت في اكثر من محطة وفي مراحل زمنية مختلفه ، لكن المحصلة النهائية لم تبلغ درجة الصمود والمراكمة فلا نلبث ان نعاني من انكشاف امام التحديات المستجده .

ضعف المحرك السياسي اضعف الحكومات في الاصل فمنها من سعت بنفسها للتنازل عن بعض ولايتها العامه . ومنها من إستسلمت لمشاركة غيرها لها في ولايتها . والنادر من بينها من حاولت ان تستعيد القليل مما فقدته من تلك الولايه . فذهبت ادارة البلاد شراكة بين اصحاب الولاية وجهات لا حق لها في الولايه .

ضعف المحرك السياسي هو المسؤول أيضاً عن تراخى ادارة الدولة تجاه مسؤولياتها عن توجيه ثقافة المجتمع نحو احترام المصلحة العامة والالتزام بالقانون والنأي عن التقاليد والعادات الاجتماعية المتخلفه وإرساء قيم العمل والانتاج .

وهو ذاته الذي أفضى الى اقتصاد يعاني من ضعف مزمن في جهاز المناعه . وخدمات لا تلبي ما يكفي من احتياجات المواطنين . التعليم تراجع الى مستوى متوسط ، والصحة وصلت مستوى الحد الادنى ، والنقل العام في حالة عجز تام ، واما الاسكان لمحدودي الدخل فقد أماته مشروع سكن كريم عند انطلاقته .

ادارة مواردنا الاساسية اصبحت خارج السيطرة التامه. ادارة الموارد الارضية تعاني من اختلالات كبيره . ومواردنا المائية باتت تُسرق جهاراً نهاراً من عصابات الابار غير المرخصة وسُرّاق خطوط المياه . وأما ادارة الايدي العاملة الوطنية وملف العمالة الوافدة فعلى حالهما التي لم تنته الى نتيجة بعد .

ما يدعو للتفكر أن مجهوداتنا التنموية لم تجد طريقها للاستفادة مما كان متاحاً أمامها من فرص كبيرة . نظام سياسي مالك للشرعيه ، واستقرار سياسي وامني ، وابتعاد عن المراهقة السياسية والتبرج الثوري وشعاراته ، وانفتاح مبكر على العالم ، وارتفاع في نسبة التعليم ، وترحيب خليجي خاص بالعمالة الاردنية ، وهجرات متعددة جاءت الينا لم تخل معظمها من فوائد ومميزات نوعيه .

ما أن حطت تحديات الربيع العربي حتى اصبحنا على حالنا الذي نحن فيه اليوم معاناة اقتصادية وخدمية صعبه ، وتراجع اجتماعي وثقافي تكشف عنه صفحات التواصل الاجتماعي التي تلوك الاشاعة وتنضح بالتخلف القيمي وسوء الخطاب .

عندما يتحرك حصان السياسه باصلاح سياسي فاعل يتهيأ الظرف امام الحكومة لمباشرة استرجاع ولايتها العامه ، ويتم تعميق تطبيق القانون بالقوة والعدالة المطلوبتين ، وتدخل الاحزاب مكوناً جديداً وفاعلاً في حياتنا الثقافية والسياسية ، وتشرع اتجاهات المواطنين وسلوكياتهم في مغادرة ثقافات وانتماءات وهويات فرعية متخلفه ، ويصبح مجلس النواب أفضل تمثيلاً وأكفأ اداءً رقابياً وتشريعياً ، وتتحقق مشاركة المواطنين في الحياة العامة على نحو أوسع مما يزيد من ثقتهم بدولتهم ودعمهم لحكوماتهم ، ويعظم استعدادهم للصبر ومواجهة التحديات ، ويخرس الفاشلين الذين يلوكون الاشاعات ويخرس معهم مصادر معلوماتهم الخارجية المشبوهة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :