facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كلام هادىء في يوم حرية الصحافة


د.نبيل الشريف
03-05-2007 03:00 AM

في اليوم العالمي لحرية الصحافة نقول أن النائحين على ضياع هذه الحرية في الاردن ليسوا على حق ، كما ان المتشدقين بتفوقنا وتميزنا على غيرنا في هذا الجانب لم يصيبوا كل الحقيقة ، اننا - في واقع الامر - نعيش مرحلة انتقالية تفرض علينا العمل بجدية لاعلاء سقف الحرية الصحفية دون التجاوز على حقوق الناس وشؤونهم الشخصية.وحتى يتحقق الحلم بايجاد حرية صحفية مسؤولة في الاردن ، فان المطلوب هو وقفة صادقة لمراجعة النفس من قبل الصحفيين والمسؤولين على حد سواء.
وما لم يعترف الصحفيون ان هناك تجاوزات واخطاء في الاداء الصحفي فستبقى حجتنا في المناداة باعلاء سقف الحريات الصحفية ضعيفة ، فبعض الصحف تستخدم منابرها الاعلامية للهجوم الشخصي على الناس ، وبعضها الآخر ينشر معلومات دون التحقق منها ، وعندما يثبت عدم صحة هذه المعلومات ، فانها لا تعتذر عما وقعت فيه من اخطاء ، وتقوم صحف اخرى باساءة استعمال السلطة للضغط على الناس والمؤسسات لتحقيق اهداف معينة ، ويعتقد بعض الصحفيين ان منابرهم الصحفية تجعلهم فوق النقد وفوق القانون ، أو أنها تعطيهم الحق في توزيع التهم جزافا.
وتقع الصحافة احيانا في اخطاء مهنية قاتلة بسبب نقص التدريب لدى بعض الصحفيين ، ومن المفارقات اللافتة ان صحافتنا الاردنية تطورت كثيرا في الجانب التقني أو الفني ، فمطبعة «الدستور» مثلا هي من أفضل المطابع في منطقة الشرق الاوسط ، ولكن هل تطورت صحافتنا في الجانب البشري بنفس المقدار الذي تطورت فيه في المجال الفني؟، ان الجواب عن هذا السؤال هو بالنفي ، وثمة حاجة ماسة لتعزيز الكوادر البشرية الصحفية بالتدريب ، وهو أمر مفيد على الأقل لمجابهة الاستنزاف الخطير الذي تتعرض له صحافتنا بسبب هجرة الكفاءات للدول المجاورة التي تقدم رواتب أعلى للصحفيين.
بدأتُ بممارسة النقد الذاتي لأداء الصحافة الاردنية ، وهو جزء من المشكلة.. اما الجزء الآخر فهو يتعلق بعدم فهم بعض المسؤولين لدور الصحافة الحقيقي في النظم الديموقراطية.. فمن حق الصحفي ان يثير كل الاسئلة وأن يناقش بجرأة وأن يختلف مع اداء شاغلي المواقع العامة في الامور المتعلقة بادائهم لوظائفهم ، فالصحافيون ليسوا حملة مباخر وليس مطلوبا منهم ان يغدقوا المديح على المسؤولين..
وكثيرا ما يطالب المسؤولون الصحفيين بابراز الايجابيات ، ورغم وجاهة هذا الكلام الظاهرية ، الا أن دور الصحافة الحقيقي يكمن في التركيز على نقاط الضعف حتى يتم علاجها ، والاشارة الى مواطن الخلل ليصار الى اصلاحها.. أما اذا قام مسؤول بانجاز ما كلف به ، فهذا ليس خبرا.. فهذا هو واجبه اولا ، ثم انه يتقاضى راتبه لانجاز المهام الموكلة اليه.
ومن الضروري ان يتمتع المسؤول بسعة الصدر وادراك ان الصحافة عندما تنتقد اداءه ، فانها تقوم بواجبها ، وليس مطلوبا منها ان تتفق معه في كل شيء.. فهي صوت الناس ومن حقها ان ترفع عقيرتها بالنقد الموضوعي والشكوى.
في اليوم العالمي لحرية الصحافة ، نعترف بالانجازات في مجال الحريات ونطالب بالمزيد.. ولكن تحقيق الحلم الذي ننشده بتوسيع هامش الحرية منوط باداء أكثر مسؤولية من قبل الصحافة وبفهم أفضل لدور الصحافة من قبل المسؤولين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :