انتهت أول أمس الجولة الثانية من جولات دوري الأمم الأوروبية الذي انطلق قطاره في رحلته الأولى من محطة إليانز أرينا في العاصمة البافارية ميونيخ بألمانيا على وقع صافرة بداية المباراة التي جمعت منتخب الماكينات "الالماني" مع ضيفه منتخب الديوك "الفرنسي"، والتي انتهت بالتعادل السلبي.

ومن أغرب النتائج التي أسفرت عنها مباريات الجولة الثانية: الفوز العريض لمنتخب لاروخا "الإسباني" على ضيفه منتخب الناريون "الكرواتي" وصيف بطل كأس العالم حينما سحقه بسداسية نظيفة على ملعب مانويل مارتينيز فاليرو في مدينة إلتشي الإسبانية، سجلها اللاعبون الإسبان مناصفة على مدار شوطي المباراة.

وفي الجولة الأولى من جولات البطولة عينها، قلب منتخب الماتادور "الإسباني" الطاولة على مضيفه منتخب الأسود الثلاثة "الإنجليزي"، وفاز عليه بهدفين مقابل هدف في عقر عاصمة بلاده المتوشحة بالضباب لندن، وعلى ملعب ويمبلي تحديدا.

يمسك بدفة سفينة اللاروخا حاليا اللاعب الإسباني نجم الفريق الكاتالوني "برشلونة" سابقا لويس إنريكي الذي استلم مهام الإدارة الفنية للماتادور خلافة لفرناندو هييرو نجم الفريق الملكي "ريال مدريد" بعدما فشل في قيادة الإسبان إلى ما بعد الدور الثاني من بطولة كأس العالم التي أقيمت في روسيا مؤخرا.

لعلني لا أغالي إذا ما قلت أن أبرز الملاحظات التي أسجلها هنا عن إنريكي من خلال مشوار الماتادور في دوري الأمم الأوروبية: الحيادية، والموضوعية، وعدم المحاباة في اختيار التشكيلة المناسبة لكل لقاء خاضه منتخب بلاده في رحلته الأوروبية هذه.

يتجلى ذلك عند الاطلاع على الأسماء الي دفع بها منذ اللحظة الأولى لمباراة إسبانيا وكرواتيا، والتي ضمت في غالبيتها لاعبين يلعبون في صفوف الفريق الملكي "ريال مدريد" العدو اللدود لفريق لويس إنريكي السابق البلوجرانا "برشلونة".

ولربما لا أكون جانبت الصواب إذا ما قلت أن المهنية العالية التي يمارسها إنريكي من خلال إدارته الفنية لمنتخب الماتادور، ويطبقها بحرفية عالية عند قراءته لمعطيات كل مباراة على حدة، تجعلنا ندعو المدراء الفنيين المحليين إلى الاتعاظ من رؤيتها البعيدة المدى، والاعتبار من فلسفتها العميقة عند تكليفهم بالإدارة الفنية لمختلف الفرق والأندية المحلية ومنتخباتنا الوطنية بكافة فئاتها العمرية، وعلى رأسها منتخب النشامى.

لربما يقترح علي أحدكم بالتريث وعدم التسرع في الحكم على مهنية إدارة لويس إنريكي، وأن انتظر المزيد من المباريات التي سيلعبها المنتخب الإسباني وما تسفر عنها من نتائج قد لا تتماشى مع التوقعات التي يفترض بها أن تكون في محصلتها إيجابية وتصب في بودقة استمرارية لويس إنريكي على رأس الجهاز الفني للمنتخب الإسباني ولأطول فترة ممكنة، قد تكون رقما قياسيا يسجله إنريكي في سجلات تاريخ مدربي الماتادور.

لعلني لا أكون عنيدا إذا ما غضضت النظر عن هذا الاقتراح، لا بل والذهاب بعيدا بتحليلي المتواضع هذا للإدارة الفنية الحالية لمنتخب الماتادور، والخروج من هذا التحليل بترشيح المنتخب الإسباني للفوز بلقب أول نسخة لبطولة دوري الأمم الأوروبية، وبعدما يتجاوز بطل العالم منتخب الديوك "الفرنسي" إن كان في نصف نهائي أو نهائي هذه البطولة المثيرة.