* تعدّ أكبر مدينة للسياحة الدينية في العالم

عمون - بدعوة من وزارة السياحة والآثار الأردنية، يزور أسقف مدينة لورد Lourdes الفرنسية المطران نيكولا بروييه Nicolas Brouwet، المملكة من السابع عشر وحتى الثاني والعشرين من أيلول الحالي، يلتقي خلال زيارته عددًا من المسؤولين ورؤساء الكنائس في الأردن.

وقال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب الدكتور رفعــت بدر، تعّد زيارة المطران بروييه إلى أرض المملكة تاريخية كونها الأولى لسيادته إلى أرض المعمودية. وتأتي أهميتها في أن الأسقف الزائر هو المسؤول عن أبرشية لورد التي تحتضن فيها مزار سيدة لورد العالمي، وهو المزار الذي يكرّم السيدة العذراء ، كمكان حج عالمي، ويعد الأبرز من نوعه في الكنيسة الكاثوليكية، ويؤمّه أكثر من ستة ملايين حاج سنويًا من جميع أنحاء العالم.

ولفت الأب بدر إلى أن الزيارة التي ينظمها المركز الكاثوليكي بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة ومزار سيدة لورد في ناعور، تهدف إلى إبراز أهمية التعاون السياحة الدينية بين البلدين الشقيقين، كما وبين المزارين المريميين في لورد الفرنسية وناعور الأردنية، سيما وأن وفدًا إعلاميًا يمثّل مختلف المؤسسات الإعلامية الكاثوليكية سيكون برفقة سيادته خلال البرنامج الحافل للزيارة، والتي تستمر لمدة ستة أيام.

وأشار إلى أنّ برنامج الزيارة يتضمن لقاءات مع عدد من المسؤولين الرسميين وعلى رأسهم دولة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز ووزيرة السياحة لينا عناب، ورؤساء الكنائس وأولهم المطران بييرباتيستا بيتزابالا المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية وعدد من الاساقفة والسفير البابوي والسفير الفرنسي في الأردن، كما سيترأس ثلاثة احتفالات رئيسية، الأول لقاء صلاة مع مختلف الجمعيات الرهبانية الحاضرة في عدد من الأديرة والكنائس والمدارس والمستشفيات، والثاني أمسية صلاة مع الشبيبة المسيحية بتنظيم من الأمانة العامة للشبيبة وتحييها المرنمة ميرا حبش والعازف حران حجازين وعبدو استانبولي، أما الثالث فترؤسه الاحتفال الديني الكبير في مزار سيدة لورد في ناعور، علمًا بأن سيادته كان أول المهنئين بتدشين مزار سيدة لورد في ناعور عام 2015، وهو اليوم يأتي للصلاة مع الكنيسة المحلية من أجل إكرام السيدة العذراء. ويزور المطران الضيف عددا من المواقع الدينية الهامة في الأردن، ومن بينهما موقع المعمودية – المغطس، حيث سيجري مراسيم المعمودية لأحد الأطفال، وموقع جبل نيبو وكنائس مادبا التاريخية العريقة.

والمطران نيكولا بروييه من مواليد ضواحي العاصمة الفرنسية عام 1962، وبعد حصوله على شهادة الماجستير في التاريخ من جامعة السوربون، التحق بالإكليريكية الفرنسية البابوية في روما للتنشئة الكهنوتية، وتخللت هذه الفترة العمل لمدة سنتين في المعهد الإكليريكي، التابع للبطريركية اللاتينية بمدينة بيت جالا. حصل على درجتي البكالوريوس في الفلسفة وفي اللاهوت من الجامعة الغريغورية في روما، ونال شهادة الماجستير في لاهوت الزواج والعائلة من جامعة اللاتران الحبرية. سيم كاهنًا عام 1992، وتم تعيينه أسقفًا مساعدًا عام 2008، ومن ثم أسقفًا على أبرشية تارب ولورد في جنوب غرب فرنسا منذ عام 2012.

يذكر أن مزار سيدة لورد في فرنسا هو من أهم المزارات الكاثوليكية المخصصة لإكرام السيدة مريم العذراء، وقد أنشىء تكريمًا لظهوراتها منذ العام 1858 لفتاة تدعى برناديت سوبيرو. ويعد اليوم وجهة للحجاج من جميع أنحاء العالم، لا سيما المرضى الذين يأتون للتبرك بمياهه التي حدثت جراءها العديد من الشفاءات بطرق عجائبية. ويحتضن المزار 22 مكانًا تعبديًا، و134 فندقًا مشغورًا على مدار العام، إضافة إلى بيوت الأديرة والكنائس التي تستقبل الحجاج.

وقد زاره كل من البابا يوحنا بولس الثاني مرتين في 1983 و2004، والبابا بندكتس السادس عشر عام 2008.