عمون – لقمان إسكندر - الفنان الأردني ياسر المصري رحل في 23 اب الماضي. لم يمض شهر على رحيله. صار الكلام عن الفنان الاردني اخفض صوتا. اقل من شهر ولم نعد نسمع الصرخات التي كنا نسمعها لرفع الفن الاردني من "الورطة" التي وضعناه فيها.

لا كلمات يمكن لك أن تهمسها حتى لنفسك وأنت تعبر الزقاق المؤدي إلى منزل الفنانة الاردنية المنسية هيفاء الاغا. عندما زرتها قبل أيام والتقطت معها الصور.

أحد الفنانين الاردنيين الذين غادروا الفن هروبا يشرح لي المشهد: "نتحدث عن معاناة الفن الاردني، ونتألم له، لكننا لا نفعل شيئا لانقاذه".

في زقاق ما بـ "أبو نصير" نسي الاردنيون هيفاء الاغا.

عندما يرحل المبدع سيرثيه الراثون، ويصفه أهل الفن بـ "البدع" من الكلمات. لكن هيفاء قالت لي: "أنا منسية منذ دهر .. إنهم يتجاهلون أني ما زلت على قيد الحياة".

لا أعمال تعرض على هيفاء. فصلت من النقابة لانها لا تستطيع ان تدفع رسوم النقابة. هذا حالها اليوم. عدا عن كلام يجرح، لا طاقة لنقله.

هيفاء الاغاء، صاحبة دور مهم في صناعة النقابة نفسها، ممثلة أردنية. كانت عضوا في نقابة الفنانين الأردنيين. بداية مسيرتها الفنية بدأت في فترة الثمانينيات من خلال المشاركة بالدوبلاج في أفلام الكرتون والأفلام الوثائقية، منها (الأطفال قادمون) عام 1984، و(مرزوق والمصباح السحري) عام 1998، ثم إتجهت للدراما التلفزيونية عام 2001 من خلال المشاركة بمسلسل (لا تجيبوا سيرة)، لتتوالى أعمالها ما بين السينما والتلفزيون التي من أبرزها (لما ضحكت موناليزا، زين).

هاربون من الفن خشية من جراحه حملوني الى بيت الآغا اشترطوا أن أنقل المشهد بحذر. وها أنا أحاول أكتب جملة واشطب جملتين خشية على مبدعة عرفها الناس وعرفتهم، ثم نسيها قومها "أهل الفن".

"كيف يمكن رعاية الفن إذا لم يكن هناك من يرعى أهله"، قال هاربون من الفن. وقالوا: "قلبنا يتقطع على الفن الاردني.. يتقطع كما يتقطع الان الفن نفسه". 

في منزل يضج بالصور العتيقة لرحلة فنية صاخبة سيذكرها الناس - بعد عمر طويل – ويقولون فيها الشعر. شعر لم يفدها الان، فكيف سيفيدها غدا.