بتطبيق القانون على ذلك المراسل وفصله من الوظيفة العامة بتهمة الرشوة واعتبارها جريمة يعاقب عليها القانون.. فقد طويت صفحة الفساد تماماً.. وآن لكل تلك الألسن ومنها لساني بأن تخرس وأن لا تتطاول في الحديث عن الفاسدين.. بالإعلان عن ظهور فاسد وإن كان بمستوى مراسل فهذا يعني أن الحكومة رعاها الله تستطيع الآن أن تلقي أسلحتها بعد أن تم كشف الفاسد تباً لنا كم نحن مجحفون بحق الحكومة حين نطلب منها البحث عن الفاسدين، فهي أقرّت ومنذ زمنٍ طويل بوجود الفساد وأقرت بوجود المتنفذين الذين لا يمكن للقانون أن يطالهم أو يحاسبهم.. فهم فوق القانون والدستور والشعب.. إنهم فوق كلّ الأشياء والأسماء والعناوين.. فوق كل المراهنات والتسويات.. ظهر الفاسد وكفى الله الحكومة شرّ القتال وشرّ الفاسدين.. ها نحن نبدأ مرحلة النقاء والطهارة الوطنية الثورية التي تعيد الأمور لنصابها وبداياتها الصافية.. ها هو المجتمع يتطهر من أدران وشوائب الفساد بعد إلقاء القبض على الفاسد ذلك المستخدم الذي تبين أنه المسؤول عن هدر الملايين والمليارات وعن جميع الصفقات والتسهيلات والعطاءات.. لست مدافعاً فأنا أثق تماماً بنزاهة وعدالة القضاء.. لكنني أقف متسائلاً: كيف يمكن القبض على فاسد متنفذ يا دولة الرئيس؟.. ظهر الفاسد فلتغلق كلّ الأفواه المريضة ولتكمم الأصوات الناشزة التي تنعق في وجه المتنفذين والوصوليين والانتهازيين والمتسلقين والحربائيين والمتلونين.. فهؤلاء البريئون الطيبون المساكين الذين يسهرون ويكابدون ليتحملوا الآثام عنا ويتحملوا عدم تلويثنا بالعمولات والرشاوى والسرقات وعدم إصابتنا بالتخمة والشراهة وداء النقرس وكافة أمراض النخبة والصفوة.. إنهم الحريصون على أن يضمنوا لنا الجنّة ليتحملوا وحدهم وزر وعبء الدنيا وما فيها.. ظهر الفاسد ولم يعد من دورٍ لهيئة مكافحة الفساد.. حقاً ما أبشع فضيحة الفقير وما أهون إعدامه.. يقولون بأن الفقراء لا يدخلون الجنّة، وأقول هل هم أصلاً يدخلون الدنيا..
ظهر الفاسد وطويت ملفات بنك البتراء ومغنيسيا والكابسات وعقود المستشارين والتسهيلات وبيع الأعضاء البشرية وفساد اللحوم والأسماك والضخ الجائر لمياه الآبار الأرتوازية وبيع المؤسسات العامة ودينار الجامعات الخليوية ومضاربات السوق المالي وجنون أسعار البندورة وقضايا بيع الأراضي وبناء الأبراج داخل التجمعات السكانية وإدمان المعونات وهوس الصالونات.. باختصار: ظهر الفاسد وآن لنا أن نختفي..

E-mail:majedkhawaga9@yahoo.com