facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاردنيون بيعة لا عقد .. والبيعة مرهونة لها الاعناق


مالك العثامنة
09-06-2009 04:56 PM

عمون - كتب مالك عثامنة - يقول من نالوا حظوة القرب من جلالة الملك، أنه لا يحب الرياء وجمل الإنشاء الطويلة التي تهدر وقتا يمكن استثماره فيما هو مفيد، وأن جلالته يحب الجمل المفيدة، القاطعة التي تحمل المعنى مباشرة، لكن إن انشغلنا بالصياغة قليلا، فنحن كعادتنا أردنيون وأمام بني هاشم سادة العرب، نلتزم فطريا بأدب مخاطبة الملوك، وهذا ما يجعلني اليوم، وفي الذكرى العاشرة لجلوس جلالته على العرش المفدى، أقف بكلماتي مهنئا والتهنئة أوجب أن تكون لنابعبدالله الثاني، وهي لعبدالله الثاني لأنه صاحب الحفل، فبه نحتفل، وهو الاحتفال.

كما لن أقف خطيبا يحاول جاهدا استنزاف التهليل والمديح وأعتصر التشابيه اللفظية والبلاغية، فما عندي عقدة نقص بانتماء أو ولاء، ولا أدعي أن لدي فائض من هذا الولاء لأسفحه قصائد شعر وكلمات مديح، فالولاء ولاء بلا زيادة ولا نقصان، وهو الملك، وبيننا وبينه بيعة في أعناقنا تواترناها أبا عن أب، وجدا لجد، وهي الإرث الذي نعطيه لمن بعدنا وديعة نحرص أن يحفظها الأبناء في أعناقهم، ودونها والله قطع الأعناق.

وأما قد قدمنا بما يليق والحديث المتصل بالملك، وأدبنا من أدب الهاشميين يفرض علينا أن نعرف أنه لا "بعد" بعد حديث الملك، إنما نتحدث صادعين لأمر الملك بأن نتصارح ونجتهد في أمور المصلحة العامة.
فبعد الاستئذان، نقول أما بعد،

-الإنجازات تقاس بقدرتها على الاستمرار، وبعزيمة الملك أنجزنا ما أنجزنا مؤمنين بهذا الوطن، وكان الملك قد خاطبنا عشية ذكرى الجلوس على العرش، فتواضع وهو في مقام الرفعة فقال أنه يستمد العزم من عزيمتنا والقوة من إرادتنا...فنقول أن العزم فينا منطلقه إيمان الواثق بقيادته، وقوة إرادتنا هي حاصل جمع تاريخي لتجارب عشناها في وطن كان قدره ان يكون وسط تلاطم الأمواج، وحين بدأتم يا سيدي عهدكم الميمون بشعار "الأردن أولا"، التقطنا الرسالة ولم نأبه لكل تفسيرات المفسرين وفقهاء الحواشي، ولا أسقطنا العبارة على محامل غير محملها البسيط، ولا كنا نرى الشعار أجندات حمالة أوجه،وضحكنا في سرنا من يافطات تصور متأنقين بربطات عنق فاخرة ازدحمت بها جوانب الطرق، "تسوق" الشعار كمنتج سوق، ويصبح الشعار الذي نؤمن به، مؤسسة تفريخ لمؤسسات وهيئات ولجان، وكنا –كأردنيين بسطاء لكن أذكياء- نتعفف عن نظريات "التسويق"، فالأردن أولا لأن الفطرة الأردنية تتطلب ذلك، وهو "أولا" أبدا في محيطه العربي والإسلامي، ولا نبالغ في ذواتنا فنقول أننا نحمل رسالة، بل نحمل وطنا قيادته بدأت برسالة.

-..وتواضع جلالته مرة أخرى في خطابه السامي، فتحدث عن زياراته الميدانية في البادية والريف والمدن والمخيمات، وتلك الزيارات شأن خاص بيننا وبين بني هاشم منذ كنا وكانت الدولة، جزء من وجداننا في التواصل الذي يسمو على شكليات الحكم والعلاقة بين الحاكم والمحكوم، ومن هنا أستمد من سعة صدر جلالته الجرأة لأقول أن كثافة الزيارات وإن كانت تحمل كل معاني النبل الهاشمي المتجسد في مقام مولانا الملك، إلا أنها أيضا كانت تحمل ما أدركناه كأردنيين من وجود قصور مؤسسي في أجهزة الدولة، والتي لو كانت على مستوى مسؤولية المتابعة المستمرة والصادقة، لما احتاج الملك سد فراغها بمكارمه العديدة، والأردنيون وإن رأوا في مليكهم الأب الحاني فإنهم أشد توقا أن يستقبلوه قانعين لا شاكين، متعففين عن الحاجة لا محتاجين.

- ولأنه الهاشمي، ولأنه ملك المملكة الأردنية الهاشمية رأس الدولة وراعيها، تحدث جلالتكم عن أول أولياته، بوجع المهموم عافاه الله من كل هم، عن تحسين مستوى معيشة المواطن ومعالجة مشاكل الفقر والبطالة، وتقديم أفضل الخدمات الصحية والتعليمية لمواطنين. وقد كانت باكورة عهد جلالته بداية حزمة ثلاثية للتنمية على مستوى مشاريع دولة، في التعليم والصحة والسكن الكريم، ولأننا أردنيون، استشعرنا في كل توجيه ملكي نبض مولانا الحقيقي في كل ركن من أركان تلك الحزمة الثلاثية، لكن إزدواجية الفهم والتلقي، ونظرية "الفزعة" التي ترسخت في مفاصل المؤسسات الرسمية، واختلاط مفاهيم التسويق التجاري بمفاهيم التسويق السياسي، كانت دوما تشكل حواجز وعوائق أمام الإنجاز الذي يفترض أن يرتقي إلى مستوى الرؤية السامية، وهي رؤية بسيطة غير معقدة، يؤمن فيها جلالته بالمقدرات الأردنية، لكن "البعض" آثر إلا وأن يخذلنا أمام الملك، ففي التعليم كانت رؤيته السامية واضحة لا لبس فيها، وكانت كل مكرمة بمثابة عنوان يمكن البناء عليه مشروعا على مستوى الدولة، إنما هي تأويلات وتفسيرات، وبيروقراطية الروتين لا بيروقراطية الكفاءة التي أعاقت ما أعاقت، وفي قطاع الصحة، كان واضحا هدف جلالته بالتأمين الشامل لكل مواطن أردني،و برعاية صحية ذات جودة عالية، تكفي المواطن العفيف عناء المرض، ولكن نظريات التسويق والتي تزامنت مع روتين التسويف الحكومي، اضطرت جلالته أن يكون "المتخفي" في أروقة المؤسسات العلاجية والطبية، للمتابعة وقد خذلناه أيضا وما في النية الأردنية أن نخذل مولانا! إنما هي تشريعات وتعليمات، كان الأولى بمن هم أولى بأمرها أن يشرعوها بدل تشريعهم امتيازات وحصانات ومنافع.وأما في حلم جلالته بتملك كل مواطن سكنا كريما يرفد عيشه الكريم، فقد كانت الاستجابة للمبادرة أكثر التجليات لنظرية "الفزعة" التي اختلطت بالتسويف والمنازعة على مواقع ومناصب، وكان "التواطؤ المصلحي" فيها عنوان الخيبة والالتباس التي جعلتها لا ترتقي نحو رؤية سامية ولا أرقى لمشروع دولة جاء من لدن المقام السامي بشكل مبادرة ملكية، وفرت كل عناصر النجاح لها لولا...وكل الخيبة في "لولا"...ونصمت هنا لأن في فمنا ماء وفي قلبنا بعض "خوف".

- ولأنه عبدالله الثاني، بوجدان العسكري، وبقلب القائد الشجاع، يقف بكل هيبة الملك ويصارحنا بضرورة المراجعة التي كان وصفها بمنطوقه السامي على انها ستكون " مراجعة شاملة لتقييم تجربتنا في السنوات الماضية، وتجنب الأخطاء والتقصير أينما كان، وتفعيل دور المؤسسات وأدائها، لتسريع عملية الإصلاح والتحديث والتنمية.."، وإننا أمام هذا المنطوق السامي نلتمس من جلالته الإيعاز لحكومة جلالة الملك أن تجد آلية على مستوى الدولة نحو حوار وطني شامل تنظمه أجندة وطنية لا شرقية ولا غربية بل أردنية خالصة، تضع المسؤولين أمام مسؤولياتهم، وتشارك النخب والفعاليات غير الرسمية في وضع خطوطه، فنخلص إلى حالة تقييمية وطنية شاملة يتم رفعها إلى المقام السامي نتعلم منها الدروس فنتلافى العثرات في مسيرة التنمية التي هي عنوان رئيس لعهد جلالته الميمون.

- ولأن جلالته بعون الله راعي المسيرة، فقد ذكر بخطابه الموجه لنا نحن الأردنيين جميعا بأن "مسيرتنا الديموقراطية هي الضمانة لحماية حقوق الإنسان الأردني وحرياته وكرامته، وإن الإلتزام بروح الدستور هو الضمانة الحقيقية لحماية هذه المسيرة من التراجع، أو الإنحراف بها عن مسارها الصحيح. وقد قلت من قبل إن العمل والعطاء هو المقياس الحقيقي للمواطنة والإنتماء.." فإننا نقرأ الرسالة قراءة تذكيرية بما هو واضح من بديهيات المفاهيم الديمقراطية التي تناساها البعض، فجافاها وجافانا، والملك حامي الدستور يعيدنا لا إلى نصوصه وحسب، بل إلى روحه حرصا من جلالته على المسيرة التي لن تنحرف بإذن الله وهو راعيها، مذكرا من يهمه الأمر أن العمل والعطاء مقياس المواطنة، وليس سواها من قيم مختلفة ومتخلفة لا تتفق ورؤية عبدالله الثاني بن الحسين، ولا رؤية الأردنيين المخلصين.

لقد أوجز جلالة الملك فأبلغ، وهي بيعة لا عقد، والبيعة مرهونة لها الأعناق، اما العقد يبطله عقد ، وما بين الحاكم والمحكوم في الأردن العربي الهاشمي، صلة الشرايين في القلب، فيا ملك القلوب كل عام وأنت بألف خير.عاش الأردن، عاش الملك.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :