عمون - لقمان إسكندر – عندما كان مواطنون في جرش يحتجون بصخب على الفريق الوزاري كانت لينا عناب وزيرة السياحة على المنصة تراقب ما يجري بتوتر، وهي ترتشف فنجان القهوة.

حينها كان وزير البلديات وليد المصري يتحدث عن تاريخه العائلي قائلا للجمهور: "القانون مرفوض من قبلكم.. ولن اتطرق للحديث عنه لكن دعوني اكمل..". ولم يدعه الحضور. كان المشهد سرياليا، مخجلا ومحزنا.

المشهد يعبّر عن كوميديا سوداء.

دعونا نفرض أن كل الرافضين مجانين، وأن العقل كله بين يدي الحكومة، وأن الهدوء في ملامح الدكتور عمر الرزاز هدوء تضبطه القواعد الاربعون للحكمة، وأن المعارضين فرادى وجماعات يتعاطون.

على أن المشاهد المرافقة للفرق الوزاري في المحافظات تدعو الرزاز لقذف المشروع في أقرب حاوية نفايات لما تواجهه "سياسته الحكيمة" من عقبات، يعترف بها هو نفسه؟

الحكومة تتعامل مع الشعب مثل سيدة لطيفة قررت أن تمرر قرارها على زوجها بالاكراه الناعم. اكراه معطّر، بألوان مبهجة، تشعر الزوج بالتسامح.

حتى الان لم ينجح الرئيس في تشكيل كتلة آمنة مع القانون. قل حتى لو اجتمع مع بلاط الدوار الرابع نفسه، وليس مع حراكييه فقط، فاحذر يا صديقي.

إن مقولتك التي ترتاح لها نفسك عندما تقول: لا يوجد قانون ضريبة مقبول، ليست في محلها الان.

المشهد يجدد نفسه لصانع القرار قائلا: إن ما يجري أبعد من جوهر ضريبتهم، فاحذر يا صديقي. سيورطونك، ثم يرفعون عنك الغطاء كما رفعوه عن غيرك.

احذر، إن في خلفية المشهد أبعد من رمانة. ليست رمانة يا صديقي. فانعدام الثقة والدمامل التي رعيتموها يوما بعد يوم وسنة بعد أخرى، تنفجر. فاحذر.

احذر، إن الناس جوعى، لا تشبع، بينما قطط هناك تتجشأ شبعا، سمينة وذات دلال.

المسرحية لم تعد مضحكة.