facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بتوب يا معلمتي ..

03-05-2007 03:00 AM

بالإشارة إلى التقرير الذي نُشر في جريدة الرأي بتاريخ 2 أيار 2007 حيث أقدمت معلمتان في مدرسة حكومية على ضرب طالبة تم تقييدها بشبك الحماية لأحد الشبابيك مما دفعها للبكاء والتوسل قائلة (بتوب يا معلمتي.. بتوب..) مما أثار صراخها المرتفع الجيران الذين يقطنون في حي المدرسة، فقاموا بتصوير الحادثة بواسطة هاتف نقال لتوثيق هذه الجريمة البشعة والتي تقشعر الأبدان لدى سماعها، ترى ما الخطأ الذي ارتكبته هذه الطفلة واستحقت عليه عقاباً لا يليق بالطفولة التي تحملها سنواتها السبع أو الثمانية.. فحسب ما تبينه التشريعات الدولية بأن الطفل هو ما دون الثامنة عشرة، هذا يعني أن طلاب المدارس جميعاً أطفال، وهنا المشكلة الكبرى فيما يتعلق بالمدارس، إنها تتعامل مع الأطفال وهو أصعب أنواع التعامل فهي تقوم على صياغة وبناء الذهنية الأساسية لديهم.فما زلت أذكر تماماً في الصف الأول قصة (غرفة الفئران) والتي ارتبطت في مخيلتنا بالعقاب، حيث كانت المعلمة في الصف الأول تهدد بإدخال المشاغبين إلى غرفة الفئران.. وما هي غرفة الفئران؟! يبدو وأنها غرفة يتم فيه عقاب الخارجين على قوانين الصف الأول، وبما أنني كنت أحد المشاغبين المميزين في الصف منذ اليوم الأول في المدرسة، فلقد كانت احتمالية دخولي إلى غرفة الفئران متوقعة في أي لحظة..!! فعشت تحت وطأة الخوف من غرفة الفئران طوال عام بأكمله، وكثيراً ما كنا نتساءل عن مكان هذه الغرفة، وكان يشكُ أحدهم بمخزن مهجور يقع على يمين الباحة، فيما خلص البعض إلى أنها على الأغلب تقع إلى جانب غرفة المديرة، في النهاية لم نتفق على مكان محدد لغرفة الفئران وظل المكان مجهولاً بالنسبة إلينا.. وفيما بعد اكتشفنا أن لا وجود لغرفة الفئران بتاتاً.. وأننا كنا نعيش الخوف النفسي من شيء غير موجود أصلاً.. كان هذا ما أنطبع في أذهاننا عن المدرسة منذ اليوم الأول، وكل ما تمركز في ذاكرتنا في ذلك الوقت هو الخوف.

ويبدو أن (غرفة الفئران) ولعبة الخوف أصبحت لعبة قديمة مع مرور الأعوام، وظهرت وسائل أكثر تطوراً وتبلورت أفكار جديدة في هذا المضمار تتماشى مع ثقافة الجيل الحديث، حيث ظهرت أعمال العنف الداخلي بالمدرسة وهي أعمال غير قويمة تمارس في حق الطلبة، فما الذي سيتشكل في ذهنية الطفل أزاء العنف المدرسي، سيعتقد على الفور بأن ضرب المدرس بات أمراً عادياً.. وإيذاء معلم ما لتلميذ قد أقدم على عمل غير مستحب هو مجرد نوع من أنواع العقاب.. وبهذا يتمركز العنف في ذهنية الطفل منذ الصغر، إن العملية التربوية مبنية على التفاعل الدائم والمتبادل بين الطلاب ومدرسيهم، والإنسان يكون عنيفاً عندما يتواجد في مجتمع يعتبر العنف سلوكاً ممكناً، مسموحاً ومتفقاً عليه، ولا أعتقد أن هذا ينسجم والمجتمع الذي نعيشه في بلادنا.

يجب علينا القضاء على العنف داخل أروقة المدرسة من خلال الارتقاء بعملية التعليم وتطوير العملية التربوية وتفعيلها كمقدمة لتربية مدنية تقوم على الحوار.
يجب أن نتخلص من ظاهرة العنف في المدارس كما تخلصنا من هاجس غرفة الفئران...!!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :