إنحبست أنفاسنا ليلة أمس الأوّل، فقد سمعنا في الراديو أنّ الجرائريين تقدّموا بهدف على الفيصلي في الدقيقة السابعة والثلاثين، تلتها أغنية حماسية لعمر العبداللات تدعوا إلى شدّ الهمّة، وقُبيل نهاية المباراة كان حاتم عقل يضع هدف التعادل من ركلة حرّة بعيدة أربكت حارس المرمى، وملأت قلوبنا بالفرح، وشوارعنا بالسيارات التي تحمل لون السماء، وألوان البياض والحمار والخضار والسواد: ألوان العلم الأردني.فعلها الفيصلي، إذن، وحقّق تعادلاً أكبر من الفوز، كما فعلها وفاز على واحد من أعرق نوادي العالم العربي، الزمالك، في عُقر داره القاهرة المحصّنة، وصار قاب قوسين أو أدنى من حمل كأس النوادي العربية، ليقدّم الفرحة لكلّ الأردنيين، مذكّراً بالمنتخب الوطني الذي كاد أن يُصبح بطلاً لآسيا لولا ضربات الحظّ الظالمة.
وستكتمل الفرحة، بإذن الله، مساء الخميس بعد المقبل، حين يتبادل لاعبو الفيصلي حمل الكأس في ستاد عمّان الدولي، وتمتلئ شوارعنا بالأغاني والأعلام والسيارات، فالفرحة الكروية غابت عنّا منذ فترة، وحلّت مكانها نكايات صغيرة بين النوادي، لا علاقة لها بالرياضة ولا بالأخلاق، ونتمنى أن يكون فوز الفيصلي مدخلاً لإعادة التفكير بالكرة الأردنية، لا غيرها.
لا نقول سوى أنّ الفيصلي رفع رأسنا عالياً، وأعاد لنا الثقة بالكرة الأردنية، ونحبّ أن نرى هذه اللحظة باعتبارها ستقودنا إلى نقطة بداية جديدة يقف وراءها الجمهور كلّه، ويتابع ويشجّع، ويفرح على إنتصارات يُعنى بها كلّ الناس، كلّ الأردنيين.