facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مراكب توظيف الدين


حسين الرواشدة
05-10-2018 12:01 AM

في هذه المرحلة الانتقالية التي تمر بها امتنا يبدو ان سؤال التدين ما زال ملتبسا، فهل من مصلحتنا مثلا ان نقحم الدين في المشهد السياسي رغم اننا لم نمتلك بعد ارادتنا الحرّة، ولم نحسم خيارات الديمقراطية الحقيقية التي تناسب مجتمعاتنا، ولنفترض مثلا ان هذا التدين السياسي عجز او فشل في تقديم ما كنا نعرفه من نماذج نظرية للدولة المدنية او للحل الاسلامي لكل مشكلات الناس او للعلاقة مع الاخر، ايا كان هذا الاخر، او لم يحقق مشروع النهضة او حتى الدولة والمواطنة.. ترى من يتحمل عندئذ مسؤولية ذلك.. وهل سيحكم الناس على الاسلاميين فقط وتجربتهم او على الدين ايضا.
ثمة من يسأل اليوم: لقد تديّنا منذ قرون، ولم نعدم وجود الاتقياء بيننا والمصلحين الصالحين، كما لم تعدم مجتمعنا سمة الايمان ووازع الخشية والخوف من الله تعالى، فلماذا لم تتحضر امتنا وبقيت - دون سواها من الامم - في آخر القائمة الحضارية.. لماذا ظلت «ضعيفة» مهزومة.. وعالة على غيرها رغم ان ديننا هو الباعث على التقدم والنهضة والحضارة.. هل المشكلة في تديننا أم في فهمنا للحضارة ام في توظيفنا للدين في اتجاهات لا علاقة للدين بها.. بقدر علاقتنا نحن البشر بترتيبها ومعرفة ما نحن ادرى به من غيرنا في شؤون الدنيا وقضاياها المتجددة؟.
وثمة من يسأل ايضا: وصلت بعض الحراكات الاسلامية الى السلطة، و»تأسلم» الحكم، فهل ستتغير احوالنا، ام ان وصفة التدين هذه التي نتابع بعض تطبيقاتها في المجال السياسي على الاقل عاجزة عن تغيير احوالنا؟
لم تستطع أسوأ انظمة الحكم في بلداننا العربية استبدادا وقمعا ان تحاصر حالة التدين داخل مجتمعاتها، على العكس تماما فقد شهدت هذه الدولة اقبالا متصاعدا على الدين، وشجعت - معظمها - حركته من خلال بناء عشرات الآلاف من المساجد والجمعيات الخيرية، وتركت للدعاة - من غير المحسوبين على الاسلام السياسي - ان يباشروا الدعوة حتى اصبحوا نجوما مشهورين، كما فتحت الباب امام التجار الذين يمارسون عملهم تحت لافتة «الاسلام» بانشاء مؤسساتهم وبنوكهم، وشهدنا في - المجال الاعلامي- عشرات الفضائيات التي تتحدث باسم الدين، ويتصدرها علماء ودعاة لا يتركون شاردة ولا واردة الا وتداولوها، من الطب الاسلامي الى الفقه والفتوى الى قصص التاريخ وامجاده ناهيك عن الايمان والخلاص واحوال الامة البائسة.
اخشى ما اخشاه في ظل توظيف الدين او استخدام حالة التدين في المشهد السياسي، وفي المراحل الانتقالية التي ما تزال فيها مجتمعاتنا منقسمة على نفسها، ونخبنا تسعى للاستحواذ على السلطة، تحت اية لافتة، ان نصل الى طريق مسدود او ان نفاجأ بالفشل وعندها لا ادري كم سنة سنحتاج لنقنع الناس بأن التجربة فشلت ومسؤوليتها تقع على الحركات ونخبها لا على الدين الذي حملها الى الناس او استخدم في غير وقته ومكانه وبدون فهمه فهما صحيحا للوصول للسلطة.
صحيح، الاسلام دين ودولة، والسياسة جزء اصيل فيه، وقيمه ومفاهيمه التي تدعو للعدل والحرية والحكم النظيف والسماحة.. تصلح لكل زمان ومكان.. لكن السؤال هل وصلت حالة «التدين» الى فهم حقيقة هذا الدين وممارسته على الارض.. وهل اقحامها في السياسة وهي كما هي مفيدة لنا.. او تليق بديننا الحنيف؟
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :