facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يوميات عدنان ابو عودة


د. نضال القطامين
06-10-2018 03:46 PM

لا يحظى الإنسان كثيرا بجلسة ماتعة مع التاريخ. أخذتني الحياة بعيدا عن القراءة، ونسيت شأن غيري، التمدد في السرير والسهر مع الكتاب، ثم لمعت فجأة في رأسي لحظة استثنائية رائعة، عمّا قصده المتنبي حين تحدث عن خير جليس في الزمان، فاستقبلت من أمري نيّة معاودة هذه المتعة الاستثنائية، وقصدت وسط البلد، فأخذتني قدماي إلى كشك الثقافة دون التفاتة واحدة لا يميننا ولا شمالا..

على كتفي الطريق الموصل إلى "أبو علي"، تذكرت من تحدث عن ثالوث السلطة في العالم متلذذا باحتساء قهوته في "السنترال"، ورأيت المشهد عن هذا الثالوث، ورأيت أنه قصد كشك الثقافة كرأس الهرم، بينما يحرسه المال في أحد أضلاع المثلث "مبنى البنك العربي"، والقوة في الضلع الثالث "مركز أمن المدينة".

دلفت بكامل حماسي، رأيت الناس ينتظمون في طابور طويل مجاور. ساءني أنّهم لا يلتفتون مجرد التفاتة إلى الكتب المعروضة، واضعين نُصْب أعينهم المحاسب في الكشك الصغير والكنافة الملتهبة. اقدر اننا في زمن أمه لا تقراء ولن تقوم لها قاءمه حتى تشرع في القراءه.

تناولت "يوميات عدنان أبو عودة"، وعدت أدراجي محملاً بكنز فريد. كانت تلك الليلة مختلفة عن غيرها من الليالي.

أعادتني القراءة في الصفحات الواضحة والأسلوب الشيّق لزمنٍ جميل، وقرأت كيف تعامل عقل الدولة مع عواصف عاتية وأزمات استثنائية.

أخذتني القراءة الى نابلس والسلط، إلى وصفي التل وأحداث السبعينات و مسوغات قرار فك الارتباط، ومؤكدٌ أنها ستأخذني إلى مفاصل أخرى كبيرة.

قرات في فصل الكتاب الأول، كيف خططت قيادات مصر لإبعاد الأردن عن معركة ال 73، وكيف تعاملت القيادة الأردنية مع غزو الكويت، ومسوغات فك الارتباط، وصياغة أبي السعيد الحذرة لهذا القرار وقد أتى وفقا لقرارات قمة الرباط، قرأت تيقّن أبي السعيد بأن العراب الحقيقي لقرار القمة حول هذا الموضوع هو كيسنجر بوساطة اسماعيل فهمي وزير خارجية مصر، فضلاً عن دخول الأردن حرب ال 73 وظروف تلك الحرب، قرأت انتقاله المثير من التعليم لجهاز المخابرات، رأيته وزيراً في حكومة السبعة أيام، ثم مسؤولا رفيعا حاز على ثقة الحسين في زمن قصير، مناكفاً ومحاوراً يبدي رأيه دون خوف ودون وجل في كل الظروف.

لقد صيغت اليوميات بشكل ينقل القارىء ويضعه وسط المشهد تماما، وأجمل اليوميات تلك التي تنشر وصاحبها على قيد الحياة وقيد النقاش، فيما تتجاوز يوميات أبي السعيد أطال الله عمره ، صندوق المذكرات إلى أقرب ما تكون تأريخا لمراحل هامة في تاريخ هذا الوطن العروبي، فيها وصف تفصيلي للعلاقة الأردنية العربية، وتوضيح كامل التفاصيل لمكونات غرف القرار الأردني إزاء العديد من القضايا.

لم يكن من السهل على سياسي رفيع بحجم أبي السعيد أن يحجم عن كتابة يومياته، لقد أودع هذه الذكريات في وعاء التاريخ الكبير، وأرسل عبر نشرها رسالة لكل السياسيين، الذين ليس من حقّهم احتكار التاريخ، وليس من واجبهم الرحيل دون أن يتاح لهذا الجيل والأجيال القادمة، معرفة تاريخ وطنهم وأمتهم وتأسيس قاعدة معلومات صحيحة عن حقب هامة في تاريخ الأمة الجمعي.

لم أكمل الكتاب بعد، ومؤكد أن لي وقفة ثانية وثالثة، أعرض فيها بعض ما تميز به هذا الجهد الرائع.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :