facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما بين جدلنا العقيم وخطاب نتنياهو


نشأت الحلبي
22-06-2009 12:03 AM

على طول الفترة القليلة الماضية، والتي سبقت تحديدا خطاب رئيس وزراء "إسرائيل" بنيامين نتنياهو، تابعت ذلك الجدل الذي دار حول قصة "الوطن البديل"، واللافت أن الحوار تشعب ليصل حد الحديث عن الهوية الأردنية والإنتماء الأردني، بل ووصل الأمر الى حد أن جُزّء الإنتماء وقسمت الهوية - بضم القاف -، وفي غرب النهر، لم تسكت دولة الإحتلال الصهويني ولم تترك الجدل في الاردن يمر دون تدخل مباشر منها، فكانت قصة التصويت على قانون يعتبر الأردن دولة للفلسطينيين، وفي حين لم يكن الرد الأردني، الرسمي، على المستوى المطلوب على تمرير هذا القانون في الكنيست الصهيوني، إزدادت حدة الجدل، ووصل الأمر بالبعض ليتناغم مع المشروع الصهيوني مع كل اسف وكأنه بات تحصيلا حاصلا، فعاد ذاك النفس – بفتح النون – الذي يبحث عن الحقوق "مبكرا" وكأن ما جرى في الكنيست الإسرائيلي أصبح تحصيلا حاصلا وهناك من بات ينتظر النتائج أو لربما يريد أن يأكل من الغنيمة وهي طازجة.
على كل حال لنقفز عن تلك الحالة وذلك المشهد المؤلم، ولنعتبره نقاشا وطنيا دار بين أبناء الوطن الواحد على خلفية التزاحم على "الغنيمة الوطنية"، وفي هذا طبعا قمة "البراءة" أو لربما السذاجة، وهذه ليست مشكلة إذا ما إفترضنا حسن النية ليس أكثر، وإذا ما إعتبرنا القصف من كلا الجانبين قصفا بشعارات وطنية هدفها كلها الحفاظ على الوطن، وقلت قبل أن يتهمني أي كان بقصر النظر أو حتى "الهبل" أو السذاجة ، بأن هذا عصفا من محاولة رسم صورة للمشهد بطريقة مختلفة تماما وهي بريئة بكل المقاييس هدفها ما سأقول لاحقا.
واللاحق هو أن الصهيوني المتطرف بنيامين نتنياهو، وفي حين قتل كل امل ممكن في السلام، وإذ وجه لطمة الى حليفه الأكبر في واشنطن ونجح في أن يحصر الخلاف بينه وبين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بقصة المستوطنات ليس إلا ليزيح قصة "حل الدولتين" عن المشهد تماما، وهي القصة التي "تشدقت" واشنطن بترديدها وكانت الأضعف في الدفاع عنها مقابل نتنياهو، فإنه – أي نتنياهو – كشف عن أنيابه السامة إتجاه الأردن على وجه الخصوص، وفي قصة شروطه الثلاث : الإعتراف بإسرائيل دولة يهودية، والقدس عاصمة لإسرائيل، ولا حل لقضية اللاجئين على حساب إسرائيل، تكمن أخطر المؤامرات على الأردن لا سيما وخصوصا في موضوع توطين اللاجئين، وفي حين كانت حدة إسرائيل أقل في هذا الباب ويمكن أن تساق الى أي نقاش دولي حول قضية اللاجئين عندما كان يردد هذا وزير الخارجية الصهيوني أفيغيدور ليبرمان، فإن نتنياهو وضع القضية برمتها في غرفة الإنعاش، هذا إذا لم يكن قد دفنها اساسا، فهذا الشرط يعني بأن أي فلسطيني ممن هجروا قسرا عن ديارهم في نكبة 48 ومن ثم في "نكسة" 67 أصبحوا حكما، وحسب شروط نتنياهو، مواطنين في الدول التي هجروا إليها، وإذا ما نظرنا الى الحالة الأردنية المختلفة تماما عن الحالة السورية واللبنانية، فإن تلك إذن الحرب الحقيقية على الأردن وعلى فلسطين معا التي شنها نتنياهو والتي تقزم ذلك الجدل الذي دخل فيه، مع كل اسف، كثيرون في الأردن وإفتعلوا حربا عنوانها الوطنية، والله أعلم ما في باطنها، وإذا ما كان الوطن فعلا همّ هؤلاء، وهنا أعني الطرفين معا، فلتتوجه الحرب ضد نتنياهو.
لم أنتبه جيدا للرد الحكومي الرسمي على تصريحات نتنياهو، لربما من باب أنني لا اريد أن انتبه، لكن ما أراه حقيقة هو أن الإدارة الأميركية إعتبرت خطاب نتنياهو خطوة الى الأمام، وهذا يعني بأن كل الرهانات على إدارة أوباما بالتقدم "خطوة الى الأمام" في العملية السلمية قد سقطت بصورة حقيقية الآن، فهذا يعني بأن واشنطن موافقة على توطين اللاجئين في أقصاع الشتات وحرمانهم من وطنهم الأم، وهو يعني أيضا بأن حتى قصة أن تكون القدس عاصمة لأتباع الديانات السماوية الثلاث قد سقطت أيضا عندما إعتبرت واشنطن بأن يهودية إسرائيل وعاصمتها القدس "خطوة الى الأمام" حسب ما إشترط نتنياهو، فعلى أي دور أميركي يمكن أن نراهن بعد الآن؟؟!!
هناك الآن آراء وطنية اردنية تطالب بإغلاق سفارة "إسرائيل" في عمان الحبيبة، وهنا، وأقسم أنني لم أعد أرى أين تكمن تلك الشعرة الفاصلة بين الدبلوماسية والسياسية والمصلحة، وبين المشاعر الوطنية، فالأردن يتعرض الى هجمة مسعورة وكان هو المقصود بالأذيّة من قبل إسرائيل قبل أي بلد آخر، والمحزن، أن الأردن الذي كانت تهب مدنه وقراه و "مخيماته" عن بكرة أبيها لتناصر أي قضية عربية كانت، لم يجد من ينصاره، فلا نقابة أو حزب أو حتى مدرسة في أي مدينة عربية خرجوا في مسيرة ليعلنوا تضامنهم مع الأردن، ولم تصدر حكومة عربية أو "بلدية" لمدينة عربية بيانا تستنكر فيه الهجمة الإسرائيلية على الاردن منذ حكاية التصويت في الكنيست على الوطن البديل، ولهذا، فهي معركة أردنية خالصة لا تستوجب غرس الرؤوس في الرمال، بل تستوجب التصدي والتحرك حتى لا تمر المياه من تحت اقدامنا دون أن نشعر، وعندها لن ينفع "اللطم" سواء من هؤلاء أو هؤلاء، فالكل مستهدف، والأردن مستهدف كما هي فلسطين.
Nashat2000@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :