ياتي كل حادث مفج ليؤشر من جديد بوجود خلل بالمنظومة المؤسسية للادارة العامة للدولة وتراجع في تقييم الاداء وتفعيل اللجان المشتركة بين المؤسسات في كل القضايا والمشاريع ، وضرورة تفعيل الجهات الرقابية الناشطة في هذا المجال، وهذا الحادث الذي يجب الا يمر مرور الكرام دون محاسبة ، يكمن الضعف في الادارة العامة التربوية والتعليمية بمفاصلها وتوابعها كاملة . والان لا يتسع المجال لأي طرف التنصل من المسؤولية الاخلاقية والادبية تجاه العواقب الوخيمة المفجعة لحادث البحر الميت الذي اودى بحياة (20) طالبا وطالبة و لا مجال الان لدمل الرأس في الرمال ، فهناك الكثير من المسؤولين الاوروبيين الذين تنحوا من مواقعهم انطلاقا من شعورهم بالمسؤولية الاخلاقية تجاه دولتهم ومجتمعهم واحتراما لمشاعر الناس، جراء حوادث واخطاء غير مقصودة جرت بعهدم ونالوا احترام الشعب ؛ فهناك من المجالس التربوية والتعليمية العاملة كمظلة تشريعية ، تمارس عملها لتطوير الخدمات الناظمة للمدارس والارتقاء بافضل ما لديها لتخريج جيل طالع محدث واهب مبدع. لا مجال لالقاء اليوم بقدر ما نصوب مواطن الخلل ومراجعة سياسات الوزارة في المنظومة التعليمية للطرفين المدارس الخاصة والمدارس الحكومية والاعتراف بالتقصير ، هناك من الاجراءات العديدة التي يمكن ان نعمل بفلكها لاداء افضل وينبغي الان محاسبة المقصرين والقضية لا تقف عند حدود وزارة التربية فقط بل يتجاوزها لوزارة الاشغال العامة وضرورة البحث بدورها الرقابي في الاطراف ومناطق الجسور ولا سيما المناطق السياحية الاكثر ترددا من قبل العامة، ايضا بالاصل ان تخصص مناطق سياحية معرفية وتعليمية لطلاب المدارس تكون امنة في بيئتها وطرقها ومناخها ومؤهلة لاستقبال هؤلاء فلذة اكبادنا ، طالما نادى وامر جلالة الملك عبدالله الثاني بضرورة العمل الميداني للوزراء والاخذ بزمام المبادرة ولكن هذا الامر للاسف لم ينفذ ولم يؤخذ باهتمام ، حتى وقعنا بمثل هذه الكوارث التي جرحتنا جميعا واصابت كل بيت اردني . فالاصل ان يتحمل المسؤولية جميع الاطراف المعنية كوزارة التربية والتعليم ووزارة الاشغال العامة المسؤولة عن الطرق والمباني وصيانة هذه الجسور بالاضافة الى العبارات من خلال تشكيل فرق متخصصة ترفع تقارير فنية للحكومة لاخذ الاجراءات اللازمة حيالها ، وايضا وزارة السياحة والاثار ، دورها بترتيب واعداد مراكز للمعرفة السياحية معنية فقط بالطلاب والمدارس ، وعزائنا لاسر الضحايا وارجو الشفاء العاجل للمصابين.