facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لجنة تحقيقٍ أم تبرئة وإنَّها لفاجعة ؟!


أ.د. خليل الرفوع
27-10-2018 12:52 PM

صدرُ آية من سورة آل عمران تكشف عن طبيعة الموت أسبابا مهما كان الحذر وتوخي البحث عن الحياة ، يقول تعالى : "وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا " فالموت كتاب من الخالق لا يؤجل ولا يقدَّم ، وحينما يتحول الموت إلى كارثة وطنية تعجز الكلمات عن الوصف وتبقى القلوب معلقة في ببعض الآيات القرآنية لتخفف من هول الحدث والخطب . وكلٌّ منا مصاب لأن أبواب هذا الابتلاء انفتح على أطفال لا يتحملون وزر ما آلت إليه تلك الرحلة ، ولأننا نستشعر قلوبَ أمهاتهم وآبائهم وأبناء المعلمات المشرفات والمنقذين وكل من استشهد وأصيب، واللهَ نسألُ لهم الرحمة والمغفرة وأن يكونوا شفعاء لذويهم يوم يقوم الأشهاد .

لقد كثر المحاسبون والمتهمون ، فالمسؤولية على من بنى الجسور وعلى وزراء الأشغال والبلديات والبيئة والتربية السابقين ومن هم على رأس عملهم الآن والقائمين على المدرسة ، ولا يسلم الأهالي من تبعات المسؤولية ؛ لأنهم كانوا يعلمون بالأحول الجوية وأنَّ أمطارا وسيولا ورياحا شديدة ستكون ، وليس الخضوع لرغبات أطفالنا في لحظات العاطفة المتأججة إلا إلقاء لهم في التهلكة ، الموقف الآن موقف حزن وعبرة وليس موقف معاتبة وحساب . ولا بد أن يكون الحساب دقيقا وشديدا على من قصَّرَ تهاونا وكسلا أو بحثا عن المال .

مما لفت نظري أن وزير التربية والتعليم والتعليم العالي ووزير الدولة للشؤون القانونية وزير الشؤون البلدية ، والأخيران عضوان في لجنة التحقيق بحيثيات حادثة البحر الميت قد أصدروا حكما مسبقا متهمين المدرسة بالمسؤولية ومبرئين وزارة التربية والأشغال وغيرهم ممن لهم علاقة بهذا الحادث الكارثي ، فكيف لهم أن يصدروا أحكاما انفعالية قبل أن يباشروا بالتحقيق ، وكيف يبرئون وزارة التربية ( وزيرا وأمينا عاما ومدير الأنشطة ) ، ففي ظل هذه الأحكام القطعية المتعجلة ينبغي على رئيس الوزراء أن يشكل لجنة حيادية تخلو من الوزراء والمسؤولين في الوزارات المعنية ، فلماذا لا تكون مشكلة من قضاة سابقين ؟ أو لماذا لا تترك للنيابة العامة للتحقيق القضائي بدلا من هذه اللجنة الوزارية التي تمثل الحكومة .

نعم الفاجعة أكبر من الحديث فيها ولكن الحق أن تُكْشَفَ الأوراقُ والأفعال كلها ويحاسب كل مقصر ، فإن توافق وزارة التربية على تسيير رحلات لأطفال يُزعم أنهم سيغامرون في منطقة خطيرة في أوقات يُحتمل فيها تشكل العواصف السيول وسقوط الأمطار يوقعُها في عين المسؤولية ، ثم إن البحث عن الحقيقة لا يكون من أطراف متهمة وإلا لماذا لا يكون مالك المدرسة عضوا في تلك اللجنة التي شُكِّلت على عجل وهذا ليس دفاعَا عنه وعن مدرسته ، ولكنه البحث عن الحقيقة ، فمديرة المدرسة ومالكها أيضا في دائرة المسؤولية ، والوطن بحاجة لوزراء يتحملون المسؤولية كلها بدلا من أن يرموا غيرهم بالتقصير والإهمال ، أو يلقون المسؤولية على القدر وسوء الحظ ، رحم الله شهداء الوطن وكل مَنْ قضى نحبه في هذه الفاجعة التي حلت بكل بيت أردني ، وكلهم ينشدون رثاءً مع ذويهم :

أهديتُ للتُّربِ أحلى العمر أجمعه فمنْ يعيدُ ليَ العمرَ الذي ذهبا

ما كنت أحسبُ أنَّ الدهرَ يفجعُني حتى رأيتُ عليك القبرَ منتصبا

تبكي عليك صبايا الحيِّ من وَلَهٍ دوامِعًا من عيونٍ خِلْتُها سُحُـبا





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :