facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في اليوم الأخير للعام الدراسي


د. فرحان عليمات
29-10-2018 12:53 PM

كان نهاية اليوم الدراسي الأخير عندما كنا تلاميذا في المرحلة الابتدائية والإعدادية أليما وفوضويا،أختلط فيه صراعا بين الفوضى والنظام، بين العدل والظلم ، بين القوي والضعيف، بين الأمن والخوف ،وجوه شريرة حاقدة ،ووجوه آمنة بريئة، تلاميذ معتدون وتلاميذ معتدى عليهم، أغلبية التلاميذ صامتة وسلبية ومتفرجة ، بعض منها غذى الفتن والدسائس لإثارة المعتدي ،غياب لسلطة القانون والنظام بسبب الغياب الإجباري لهيئة المدرسة، وكان حال لسان المعتدين يقول : "من أمن العقاب أساء الادب".

اليوم الأخير بات حاضرا في حياتنا وعلى شكل أيام، ففي كل يوم نصحو على قضية أو مأساة أو فاجعة ، ففي الفترة الأخيرة حدثت عشرات القضايا التي هزت مجتمعنا وأثرت عليه ، فمن قضية مطيع إلى اعتداء متنفذين على شرطي ، إلى أعتداء موكب فرح على طفل وموته ، إلى سطو مُسلح على البنوك ، إلى اقتحام مكتب رئيس جامعة وطرده، وطرد مديرة تربية، إلى ضرب مواطن أمام المارة في قلب عمان، وسقوط حكومة على أثر قانون ضريبة الدخل، وتمسك الحكومة الجديدة بالقانون نفسه وجدل وحوارات عقيمة عليه، وقتل ضابط سابق، وموت غامض لناشط، و قائمة مقبولين مخالفة في الطب وطب الاسنان ، الى تغريدات ومنشورات وسجالات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي لا تحمل إلا العواطف أو الدفاع والتخندق إلى فاجعة ومأساة البحر الميت والقائمة تطول.

هناك خوف وقلق واضطراب وضيق حال واحتقان من كل شيء، وعدم رضى عن أداء الدولة بمؤسساتها وشخوصها، بيئات العمل غير مريحة وآمنة ونقية ، صراع في العمل ، في الشارع ، في المنزل، التوتر والحدة والعنف بات حاضرا في كل أوقاتنا، الفساد يتغلغل وشكوى الناس تتزايد، ولا تلبى حاجة المواطن الا بواسطة ، في علاقة اصبحت أقرب ما تكون للإقطاعية بين المواطن وواسطته،والتصفية والطحن وكسرالعظم بين النخب يتعمق، ومواقع التواصل الاجتماعي أخذت الحيز لحل مشاكلنا الوطنية، وكثر الكلام والتنظير لنسمع جعجعة ولا نرى طحنا ، وردود فعل آنية سرعان ما تتحول من درجة الصلابة إلى السيولة والبرودة ، والأنا تتغلغل في كل مكان، والكل يدير النار على قرصه، وتشريعات تقذف كالكرة خارج المرمى وبغير اتجاه واتزان، تشرّع لتعطي فلان وتغيّر لتحرم علان، فبات حالنا أشبه باليوم الأخير من العام الدراسي مع الفارق أن ذاك اليوم حمل ما حمل لطفولة بريئة لم تتجاوز الخمسة عشر عاما، بينما نحن الآن نقارب من الاحتفال بمئوية تأسيس الدولة الأردنية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :