facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"فانتوم" على مستوى الوطن


سامي الزبيدي
01-07-2009 03:59 AM

ثمة الم مبرح اسمه "الفانتوم" لا يعرفه إلا الأطباء والمصابون فقط وهذا الألم الخفي ينتج عن بتر جزء من الجسد بحيث يشعر المصاب ان الجزء المبتور لا يزال موجودا ولكنه مصحوب بألم لا يمكن احتماله ، بمعنى ان شيئا غير موجود يؤلمك ويوقظك من عز النوم كما تقول فيروز.

اليوم الثلاثين من حزيران يحتفل عزيز بمرور ربع قرن من التعايش مع الم الفانتوم وهو الم أصبح بالنسبة له محبب لأنه يذكره بشقاوات الأمس البعيد .. تلك الشقاوات التي أفقدته جزء عزيزا من جسده وجعلته كذلك يتعايش مع "قطع غيار" بشرية لا بد منها للتنقل، ولكن الأهم من هذا كله ان الألم يذكره صباح مساء بأهمية ما تم فقده.

هذا شأن شخصي قد لا يهم أحدا غير المصاب وأهله ، لكن ثمة الم "فانتوم" على المستوى العام إذ انك حين ترى شخصية عامة عن بعد تأخذك هيبة الموقع فتضفي على الرجل هيبة متوهمة لكن ما ان تقترب أكثر حتى يأخذك الإحباط أي مأخذ فتتمنى لو انك ما اقتربت، ومن فرط الإحباط بموازين الرجال التي مالت ميلا مقلقا بحيث غدت عملية البحث عن النزاهة في ضمائر الرجال كمن يبحث عن إبرة في كومة قش.

ولان البلد كالجسد الواحد إذا مرض عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى نصاب بألم "فانتوم" صباح مساء جراء غياب نوعية من الرجال العموميين فالموقع العام أضحى وسيلة لتحسين الدخل والوظيفة العامة مبعث "نفخة" ونفش ريش ومزايا متحصلة وأخرى ممكنة، فالسياسي آخر همه السياسة والإداري آخر همومه تحسين مؤسسته والقيادي يتفنن في توظيف مرؤوسيه لخدمته الشخصية فانهارت قيم وبعضها تبدل بقيم أخرى اقل ما يقال عنها أنها تنتمي إلى شرائع الغابات والأدغال.

ثمة الم فانتوم لغياب رجال بوزن وصفي التل وهزاع المجالي في السياسة والعمل الوطني وثمة الم فانتوم جراء غياب أدباء بوزن عرار وتيسير سبول وعبد المنعم الرفاعي في الأدب والثقافة وثمة الم فانتوم قضائي جراء غياب عدول مثل الراحل على مسمار وأخوه موسى الساكت وثمة الم فانتوم صحافي لغياب جورج حداد ومن هم بمستواه القيمي والأخلاقي في مهنة المتاعب .

الحاصل ان ثمة الم فانتوم أينما حللنا أو ارتحلنا.
Sami.z@alrai.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :