facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العمل السياسي والمهدي المنتظر


د.رحيل الغرايبة
08-11-2018 01:27 AM

من أكثر معوقات النهوض في العالم العربي ثقافة انتظار المخلص المتعمقة لدينا، وثقافة انتظار المهدي المنتظر وثقافة البحث عن صلاح الدين أو خالد بن الوليد، أوعمر بن عبد العزيز من أجل أن يعيد بناء الأمة وتخليصها من الذل والمهانة و أن يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً.

ثقافة الانتظارتمثل ثقافة المهزوم العاجز، وعند البحث و الاستقصاء فإننا نجد أن هذه الثقافة تخالف مبادئ الاسلام العامة وروحه ومقاصده، وتناقض فلسفة الاسلام في التغيير التي قررتها الآيات القرانية الواضحة الجلية القاطعة ومن أهمها (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) التي تدل دلالة لا خلاف فيها ولا تباين، بأن سنة التغيير المعتبرة في المجتمعات تقوم على ركنين :
الأول : أن التغيير الحقيقي يبدأ من النفس أولاً، فالتغيير لا يأتي مائدة من السماء ولا يأتي عبر الاستيراد من خارج الحدود، وأنما يكون ثمرة لعزيمة داخلية وهمة عالية داخل النفس مصحوبة بالفكروالعلم والأخذ بالأسباب، عبر خطة وبرنامج محدد واضح المعالم والخطوات.

الثاني : التغيير لا يكون الاّ جماعيّاً وهذا مأخوذ من قول (ما بقوم ) بمعنى أن تكون أمة التغيير والطموح نحو النهوض أمر جماعي عام غالب، فلا تكفي العزيمة القوية لدى شخص واحد او اشخاص متفرقين، حتى لو كان قائداً أو زعيماً مع عدم إهمال دور الزعيم والقائد بكل تأكيد.

والعمل الجماعي لا يسمى عملاً جماعياً الاّ إذا كان منظماً ومنسقاً متكاملاً فيه كل معاني الدقة في الاختيار للمسؤول والدقة في توزيع الأدوار، ووضع كل شخص في موقعه المناسب الذي يتناسب مع قدراته و ما لديه من مواهب ومهارات.

من المعروف بداهة أن عملية التحضر والنهوض تسير على سكتين متوازيتين متلازمتين مترابطتين على قدر منضبط ومحكم، السكة الأولى : تمثل العمل الفردي القائم على حسن كفاءة الفرد و بناء شخصيته المكتملة القادر على تحمل مسؤولية النهوض والتغيير، ويتم ذلك عبر التعليم والتدريب والتربية وحسن الإعداد عقلاً ووجداناً وروحاً، والثانية هي العمل الجماعي المنظم القائم على حشد الطاقات وتكامل الاختصاصات وتعاون الخبرات.

نحن في العالم العربي استطعنا أن نحقق نهوضاً فردياً ناجحاً، وظهر لدينا عدد كبير من الكفاءات والقيادات والعقول الفذة والعمل الجيد على صعيد فردي، ولكننا كنا وما زلنا نفتقر إلى دقة العمل الجماعي المنظم على صعيد المجتمع كله بحيث يتشكل المجتمع من مجموعات منظمة وليس من أفراد منظمين على صعيد شخصي منفرد، وعندما نتقن العمل المجتمعي المنظم سوف نشرع بالخطوة الاولى في طريق النهوض المأمول، وإذا بقينا نتقن الشكوى والنقد والمطالبة من اشخاص وقيادات ومخلصين، أو ممارسة لعبة الانتظار لميلاد صلاح الدين جديد، أومجيىء عمر بن عبد العزيز، أو المهدي المنتظر سوف نبقى في مربعات الهزيمة والتخلف البعيدة كل البعد عن الامساك بخيوط الأمل وحبل الفجر الجديد.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :