facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




البديري يكتب: عرفات وسر الخلية العسكرية الأولى في القدس


27-10-2018 02:52 PM

طفل صغير يركض في حارة المغاربة في البلدة العتيقة عند دار خاله ولأن الأخوال في العادة أقرب من الأعمام كما يقال في الأمثال فكان الطفل محمد القدوة الذي لاحقا عُرف بياسر عرفات يرنو للإجازة الصيفية لتكون القدس ملعبه الكبير.
وقبل حرب 48 بينما كان فتى سكن في حارة باب الحديد كما قال لي الدكتور أمين الخطيب “كان المجاهدون يحتاجون لسلاح فتقدم شاب قصير القامة مصري وغزاوي اللكنة وأبدى استعداده ليبدأ تهريب السلاح من مصر عبر سيناء والنقب”.

سر تهريب الأسلحة
الدكتور أمين الخطيب الذي انضم لاحقا لليسار للمشاركة في انقلاب أوائل الخمسينات سرد تفاصيل الشاب محمد القدوة قبل أن يتوفيا وتحدث “دكتور الفقراء” كما يسمى في القدس عن تجربة ياسر عرفات الفريدة من باب الحديد أحد أبواب المسجد الأقصى لصحراء سيناء وهو يحمل الأسلحة سرا رغم أنه كان شابا يافعا.
فسألت الدكتور عن سبب عدم نشر التفاصيل فضحك وقال “كي لا أسجن” اللافت أنه كان في أواخر الثمانين من العمر إلا أن كثرة ملاحقة الخطيب تركت في نفسه حسا أمنيا لم يفارقه، السلاح الذي استخدم لاحقا في حرب فلسطين. الحرب نفسها التي دفعت الرجلان لمغادرة الوطن وسرعان ما رجعا.



سر الخلية عسكرية الأولى في القدس
تأسست فتح عام 1965 وقبيل حرب حزيران يونيو كان نشاطها ضعيفا حيث حاولت الحركة تجنيد متطوعين في الضفة الغربية ، إلا أن العمل لم يبدأ بقوة إلا بعد الحرب بأيام، هنا حدث اجتماع لقادة فتح في دمشق والذي كان عاصفا لدراسة كيفية مواجهة الهزيمة فالأفكار تعددت والأكثرية ارتأت التريث والتدريب. عرفات كان واحدا وفردا في الحركة والأكثر حماسا واندفاعا ولم يكن راضيا فخرج من الاجتماع وبدل التريث اختفى.
أيام من التسلل وصل عرفات إلى المدينة التي يعرفها وفيها عددا من متطوعي فتح غير مدربين وفي حالة صدمة كارثية كباقي الشعب الذي أصيب بالشلل الكامل.
لبس زي الفلاحين الفلسطينيين ليتخفّي وسكن في حارة باب حطة عند عائلة الكاظمي المقدسية. وعندما سألت سيدة المنزل عن سبب وجود هذا الشاب فأجابت ابنتها التي اهتمت بإسكانه أو بالأحرى إخفائه لأنها متطوعة في فتح، قالت لأمها “هو عامل مسكين يبحث عن عمل واستأجر الغرفة التي في الأسفل وسيدفع نصف دينار”.
الابنة التي لاحقا انضمت لأول خلية عسكرية شنت هجمات فدائية وعندما طلبت منها الكشف عن اسمها اعتذرت لنفس الأسباب التي دفعت الدكتور امين للتكتم. خلال أيام وضع عرفات أو أبو محمد خطط وأسس شبكات عسكرية منفصلة وفق المبدأ العنقودي في العمل الفدائي لتجنب اسقاط كافة افراد الشبكة. لعله قرأ كتب جيفارا أو هوشي مينه أو لربما تصرف بتلقائية.
الخلية بدأت العمل وفي المقابل بدأ جيش الاحتلال يبحث عن الشاب أبو محمد وهو قصير القامة يلبس لباس الفلاحين وهو كوفية بيضاء اللون وعقال أسود وقميصا أبيض وبنطالا أسود لكن دون جدوى.



عملية سينما زيون
بعد احتلال القدس الشرقية باشرت السلطات الإسرائيلية بإزالة الجدران والأسلاك الشائكة بين شطري المدينة حينها تسللت فاطمة البرناوي وهي من حارة باب المجلس في البلدة القديمة وبرفقة زملائها وضعت قنبلة في السينما، إلا أنها اعتقلت ولم تنفجر القنبلة وهنا تحول البحث عن أبو محمد أو ياسر عرفات الشغل الشاغل لكل الدوائر الأمنية الإسرائيلية التي فهمت أن العمل الفدائي سيصبح الجهة الأكثر خطرا بعد تدمير الجيوش العربية خلال الحرب.
بات واضحا أن عرفات الذي اجتهد في طوباس ونابلس والقدس وغيرها من المدن والقرى عليه المغادرة فهو مفتاح لكافة الخلايا وإن اعتقل سيعترف على الجميع تحت وطأة التعذيب فهرب.
بعض المؤرخين قالوا إنه رجع في عام 1968 سرا مرة أخرى لتكون آخر مرة يدخل القدس والبعض ينفي ذلك معتبرا أن زيارة 1967 كانت الوحيدة لأنه بعد معركة الكرامة بزغ نجم أبو عمار وانكشف تماما واختفى أبو محمد.

عرفات والقدس بعد أوسلو
مرت سنوات ليدخل أبو عمار الضفة الغربية بعد اتفاق أوسلو لكن القدس لم يدخلها وفي إحدى المرات كان على متن طائرة هليكوبتر أردنية كما قال لي أحد رفاقه وطلب من الطيار الاقتراب من القدس ليراها وقد فعل الطيار ذلك. ومرة ذهب لمبنى التلفزيون الفلسطيني في حي أم الشرائط جنوب رام الله وهو قريب من القدس.
طلب الصعود إلى السطح ولعله لم يرى المسجد الأقصى أو حتى البلدة القديمة لبعد المسافة إلا انه كان سعيدا كالطفل الذي يشاهد ملعبه والساحات التي كان يركض فيها.
عرفات رفض الذهاب للقدس ولا حتى سرا فرغم محاولاتي لتأكد إلا أنه لم يذكر أحد ذلك. حتى عندما سألته لم يجب واكتفى بسؤالي حول الحارات والناس وتعداد الأماكن التي كان يلهو فيها وهو طفل وقال لياسر عبد ربه الذي كان حاضرا، “أنا بعرف القدس شبر شبر”.

تهريب الجثمان
أوصى زوجته سهى أن يدفن في القدس وأوصى غيرها من كبار المسؤولين فعندما وصل جثمانه لرام الله وتم دفنه على عجل شعرت المخابرات الإسرائيلية أن الوصية قد تتحقق ولا يخفى أن عدد من رفاقه دفن سرا في القدس.
لهذا نشر الجيش الحواجز لعدة أيام وكان يفتش السيارات بحثا عن الجثمان لعله يُهرّب خاصة وأن العديد من النشطاء في القدس كانوا على استعداد لتهريب الجثمان، بل وعلمت لاحقا أنهم وجدوا قبرا مناسبا له إلا أن الوصية لم تتحقق وبقي على بعد عشرين كيلومترا من حارة المغاربة وباب الحديد وباب حطة في البلدة العتيقة حيث طفل صغير كان يلهو عند أخواله.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :