facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التحرك الأمريكي .. التفاف على السلام .. أم تعزيز له!


أ.د.فيصل الرفوع
07-05-2007 03:00 AM

لم يجف بعد المداد الذي صيغت به خطة خارطة الطريق للتعامل مع الصراع العربي -الإسرائيلي إلا وصرنا أمام توجه أمريكي جديد للتعامل مع القضية الفلسطينية، ولكن وبكل أسف، بطريقة لا تخلو من البعد الدعائي والإعلامي، ولا تهدف إلى حل هذا الصراع، بل ربما تؤدي إلى تجذيره وذلك بالقفز عن المعطيات الأساسية التي تؤطر هذا الصراع وتودي إلى ديمومته واستمراره.فخارطة الطريق التي جاءت بها الإدارة الأمريكية الحالية ، وبالرغم من أنها لم تعالج الجذور التاريخية لهذا الصراع، فقد لمست بعضا من الجوانب المهمة لهذا الصراع، وقد تقود في النهاية - على الأقل نظرياً- إلى تأسيس دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل. كما أنها تؤسس إلى رؤيا ايجابية تجاه عملية السلام المحاصرة بتلابيب الرفض الإسرائيلي وتعنته. وقد ينتج عنه تصور يؤدي إلى سلام شامل ودائم في هذه المنطقة التي تعاني من عدم الاستقرار لحوالي ستين عاماً.

وكعادتها، فان إسرائيل الممتهنة لوضع العراقيل أمام كل مشاريع السلام التي طرحت في المنطقة، وضعت تحفظاتها غير المحدودة أو الواضحة على هذه الخطة، من اجل التنصل منها، علما بأن أي مبادرة تأتي من الإدارة الأمريكية بهذا الخصوص لا بد وان تنطلق من المصالح الإسرائيلية أولا وأخيرا، دون اهتمام يذكر بالمصالح العربية،ناهيك عن المصالح الفلسطينية. وما زالت هذه الخطة في أدراج ساسة إسرائيل، دون أن تجرؤ الإدارة الأمريكية على اتخاذ خطوات عملية لتنفيذها، كما فعلت وتفعل عادة في مثل هكذا حالات، وفي التعامل مع بؤر التوتر والصراع الدولي.

كما جاءت الخطة الأمنية الأمريكية الجديدة، ونحن بصدد مشروع سلام عربي لحل هذه الصراع، والمبني على مبدأ الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة لعام 1967، مقابل الاعتراف العربي بالدولة العبرية والتطبيع الشامل معها. وتأتي جدية هذا المشروع وأهميته من المشروعية التي بني عليها، فقد بدأ في مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002، وتم تعزيز هذا التوجه في القمة العربية التاسعة عشرة التي عقدت في الرياض في 28/3/2007، حيث تعالج هذه الخطة جذور القضية الفلسطينية، وبما يضمن حقوق الإطراف كافة بالعيش في سلام وامن، بما فيها إسرائيل، وهي الخطة التي تلقى إجماعا عربيا وقد تحقق شيئاً من طموحات الأجيال العربية القادمة.أما الخطة الأمنية الأمريكية الجديدة، فهي تهدف إلى التهدئة وتبتعد عنى جوهر الصراع، بل تعتبر التفافا على تنفيذ خطة خارطة الطريق، والتي هي بالأساس مبنية على رؤى أمريكية للتعامل مع القضية الفلسطينية. كما تعتبر تهميشا للتعامل مع مشروع السلام العربي.

ويرى المراقبون بأن هذه الخطة الأمنية لا تهدف لأكثر من منع إطلاق الصواريخ الفلسطينية على المستعمرات الإسرائيلية، مقابل إزالة الحواجز من المدن الفلسطينية وحرية الانسياب لبعض السلع والبضائع للشعب الفلسطيني، وكأنها خطة تنظم تعامل السجان مع سجينه. كما تهدف إلى إقناع حلفائها العرب خاصة ما يسمى بالمعتدلين منهم، بأنها، أي الولايات المتحدة ليست غائبة أو مغيبة عن الصراع بل هي معنية به. وفي نفس الوقت تريد إخراج إدارتها من بعض الحرج الذي وضعت نفسها فيه، داخلياً ودولياً، نتيجة لسياساتها غير المتوازنة خاصة ما يتعلق بتعاملها مع العراق وفلسطين.

إن الخطة الأمريكية الجديدة، و كسابقائها، محكوم عليها بالفشل لغياب الجدية عنها وجاهزية الرفض الإسرائيلي، و لتعاملها السطحي مع هذا الصراع، وبالتالي ، فهي خطوة غير جادة من اجل السلم والأمن الإقليمي.

Alrfouh2hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :