يُقسم علماء الاجتماع المجتمعات لغايات دراستها إلى قسمين :- إما كبيرة كالمجتمع العربي أو الأردني مثلا أو مصغرة كاختيار محافظة ضمن المجتمع الأكبر كعينة بحثية يتوخى أن تحوي معظم مكونات وصفات المجتمع الأكبر. وعليه ستنحو هذه المحاولة الاستطلاعية إلى رصد وتحليل ما الذي يجري في محافظة الكرك كجزء عضوي من مجتمعنا الأردني الآخذ في التحولات المتسارعة منذ نحو آليات السوق وأخلاقياتها الرقمية أولا على إطلاقها؛ وبكل ما يصاحب ذلك من تمزقات خطيرة في النسيج الاجتماعي الأردني بداء من منظومة القيم الدينية والاجتماعية وليس انتهاء بتعويم كل من /الأسعار/ومحددات الضبط الاجتماعي في مجتمعنا الذي لطالما وصفناه تغزلا بالمحافظ؟؟؟ سواء غير الرسمية_كالأعراف والتقاليد والقضاء العشائري، وضرورة احترام اللغة العربية مثلا كحافظة لهوية مجتمعنا العربي المسلم ،أو الضبط الرسمي متمثلا بالقوانيين وكيفة تطورها وتطبيقاتها الفعلية في مجتمعنا خصوصا ما يرتبط بالاعتداءات المستمرة على المال العام واستغلال المنصب العام في الواسطة أو تلقي العمولات /الرشا.. أو حتى تغيُر النظرة الاجتماعية نحو المعتدين على الأخلاق العامة بحجة الانفتاح والحداثة.. الخ

* الكرك جزء عضوي من المجتمع الأردني الحبيب ؛عُرفت بأنها إحدى المستقرات الحضرية غير المحايدة في مواقفها مع نفسها ووطنها وإزاء ما يحيط بها من أحداث ثقافية وعسكرية وسياسية عبر التأريخ ،وبكل ما يعني هذا العمق من مصاحبات إنسانية في العلاقات بين أهلها وقاطنيها وبتنوع مكوناتهم الديمغرافية الأمر الذي خولها واستنادا إلى هذا الإرث الإنساني اللافت إلى رفد الوطن بمجموعات من الأبناء والقادة الذين عملوا مع أبناء الأردن الكريم والأكبر على بناء وتعميق حضورنا الوطني والعربي وحتى العالمي بقيادة الهاشميين على الدوام.

* ما الذي يجري في هذا الجزء من الوطن ويشكل غابة من التساؤلات الواجب البحث عن إجابات إجرائية عليها من قبل صناع القرار والعلماء والمهتمين في الشأن الأردني العام أفرادا ومؤسسات؛ ومن ابرز هذه المؤشرات على سبيل المثال وطمعا في الحوار المسؤول لها ما يأتي:-

* تُسجل في المحافظة أعلى نسب البطالة والفقر بالتزامن مع أعلى نسب التعليم والفراغ عند شريحة الشباب من الجنسين لغياب المرافق الخدمية لهم والديون للبنوك على المواطنين والمزارعين رغم اهتمام الناس فيها بالعمل العام والسياسي ربما؟؟

* على صعيد الاختراقات للضبط الديني والاجتماعي العشائري والقانوني للأسف ؛شهدت ما يزيد عن ستة جرائم قتل خلال اقل من ثلاثة شهور فتقدمت معطيات ومحددات الجلوات العشائرية الخطاب اليومي والحياتي في مدينة الثقافة الأردنية 2009 وتوزع المتابعون الجادون حول جمر السؤال وأفول القرار الرسمي والإداري بتحديد أكثر حول ثنائية القوانين العشائرية المجمدة رسميا والقوانين المدنية في اجراءات التقاضي المطولة في مثل هكذا جرائم؟؟؟

* * العثور بعد فقدان 13 سائحا في منطقة وادي بن حماد أو غيرها ليوم كامل( عمون أمس واليوم/4/7/2007 ) ولكن السؤال الواخز هو ما قلنا أن هذه المناطق السياحية تفتقد لأبسط مقومات قضاء الحاجات الأساسية للإنسان القاطن أو الوافد؛ وحتى منطقة شط البحر الميت/الحديثة لا يوجد فيه للان منطقة شاطئية نظيفة آمنه لسكان وزوار المنطقة للترويح؟؟

* أما جامعة مؤتة التأريخ والتعليم والمنجم التنموي المُفترض والذي نعتز به وبأدوارها التنويرية النسبية فأنها تئن من أزمة الديون وبالتالي محدودية أدائها لهذه المهام الأساسية كي تبقى مقبولة ومرحب محليا على مستوى المحافظة والوطن.

هذه الاضاءات لا ترمي إلى الانتقاص أو الاعتزاز بما أنُجز ؛ وإنما تسعى إلى توسيع مساحات الشفافية والحوار المسؤول الذي يمثل جلالة الملك عبد الله الثاني قدوتنا العملية فيه، ودعونا نتحاور ونعمل محليا كي نفكر عالميا....

***الصورة لمدينة الكرك(ارشيفية)