facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نقد الآثار الأدبية


أمل محي الدين الكردي
12-11-2018 09:33 PM

ترتفع أصوات كثيرة في عصرنا تدعو الى أن يكون النقد موضوعياً لا يتأثر فيه الناقد بشخصيته ولا بذوقه ،ولا بهذه الأحكام التي ينثرها بعض النقاد معبراً عن رضاه وعن سخطه .فعمل الناقد ينبغي أن يكون عملاً علمياً خالصاً.
وحيث أن النقد يقوم على الوصف من جهة ،والتعليل من جهة ثانية .ولكنه تعليل ينبغي ألا يرد الى الأحوال النفسية للناقد ،وإنما يرد الى نفس الأصل الذي يرجع اليه العلماء في تعليلهم،فهم لا يعللون كل ظاهرة في الطبيعة بعلة جديدة ،بل هم يأتون بعلة عامة تدخل تحتها ظواهر مختلفة ،وقد يعللون لظاهرة واحدة تعليلاً اذا نظرنا فيه وجدناه يصدق على جزئيات كثيرة.والحوار عندهم انما هو الوصول الى نواميس الكون وعلله العامة ،التي لا تفلت منها جزئية من جزئياته .وكذلك ينبغي أن يكون الناقد عالماً في تعليله لما ينقده من آثار ،لا يدع سبيلاًالى نفسه في نقده ،والا كان واصفاً لنفسه ، ولم يصف الأثر الأدبي في ذاته.والناقد الأدبي لا يستطيع مهما اجتهد في أن يكون موضوعياًفي نقده ،أن يخرج عن أطار نفسه وشخصيته وذوقه لسبب بسيط هو أن النقد لا يمكن أن يصبح ضرباً من ضروب العلم ، ولو أنه أصبح كذلك لأستحال الى الى طائفة من البراهين العقلية الجافة ،فكان خاصاً بعلمائه وأصحابه ،لا يجد فيه الناس متاعاً إنما يجدون فيه القياسات العقلية المحضة التي تصرفهم عن قرائته والنقد في حقيقته هو قاعدة من قواعد الادب .
ومهما حاول الناقد أن يتخلص من ذوقه وميله في نقده ،فإن أثارها لا بد أن تتضح في هذا النقد ،لأنه آديب ولأنه يخضع لما يخضع له الآدباء من أذواقهم وميولهم ،ومع ذلك لا بد أن يحترس الناقد من ذوقه وميوله ،حتى لا يشتد في احكامه ،فأنه ليس بصدد الحديث عن نفسه ،وإنما هو بصدد الحديث عن آثر أدبي معين ،من حق صاحبه عليه أن يوضح ذوقه هو وميوله هو قبل أن يوضح ذوق الناقد وميوله.
ويجب أن يكون الناقد مرهف الحس دقيق الذوق نافذ البصيرة وأن يترفق في نقده ،حتى يستطيع الحكم حكماً سليماً على الأثر الأدبي الذي ينقده .
وقد أخذت صحافتنا اليومية ومجلاتنا تزخر بأستعراضات نقدية للكتب الجديدة ،بقصد تنوير القرأء وتبصيرهم بالآثار الأدبية الجيدة ،وهو عمل مشكور وجدير بالثناء .وطبيعي أن يساق هذا النقد في صورة خفيفة ،يلخص فيها الآثر الأدبي تلخيصاً موجزاً مع بيان أهم صفاته .أما الدراسة النقدية العميقة فموضعها الكتب ،لأنها من جهة طويلة ،ومن جهة تحتاج الى شيء من العمق الذي لا يألفه القارىء العادي .
ومهمة الناقد من غير شك مهمة جليلة ،لأنه هو الذي يحوط نقده بكل ما يستطيع من نزاهة وإنصاف فلا يتحول مادحاً ينثر الأزهار ،ولا هاجياً يقذف الأحجار . ولا نبالغ اذا قلنا ان النقد المنصف هو النقد الباقي الذي تزدهر به الآداب وكأنها تولد معه من جديد مرة تلو مرة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :