ولد رحمه الله عام 1921 في مؤتة – الكرك , ووالده هو الشيخ علي بن يحيى الصرايرة شيخ عشيرة الصرايرة , وأحد رجالات ووجهاء الكرك المشهورين والمعروفين , كان والده الشيخ علي قاضي عشائر من الطراز الأول , يثق الناس به ويتقبلوا حكمه وقضاءه لما عرفوه عنه من حسن أخلاقه وسلوكه ، وطيبة معشره وقوله الحق دون محابة أو انحياز لأحد مهما كان , ويحكم بالعدل ولا تأخذه فيه لومة لائم .
تلقى الحاج ممدوح تعليمه الإبتدائي في قريته مؤته ثم درس الإعدادية بالكرك , وانتقل إلى السلط لإكمال دراسته الثانوية في مدرستها الثانوية المشهورة حيث كانت المدرسة الثانوية الوحيدة بالأردن وتخرج من الثانوية عام 1940.
بعد إنهائه الدراسة الثانوية دخل الجيش العربي برتبة ملازم عام 1941 ومكث بالجيش سنتين ، اضطر بعدها للتحول للوظيفة المدنية بسبب تعرضه لحادث على طريق العراق , فعيّن في دائرة النشر والمطبوعات مدة من الزمن ثم انتقل الى دائرة الجمارك وأمضى فيها الخدمة الطويلة حتى تقاعده عام 1975، وعين عضوا بالمجلس الوطني الاستشاري الذي أسس عام 1978.
وخلال عمله بالجمارك عرف عنه الصدق والأمانة والنزاهه والاستقامة في عمله , وتقلّد العديد من المناصب في دائرة الجمارك فمن مديرلجمرك حدود الرمثا الى مدير جمرك مطار عمان المدني عام 1960, إلى مدير جمارك ميناء العقبة في نهاية الستينات , ثم مدير عام دائرة الجمارك عام 1971 –1975 , وأحيل الى التقاعد بعد خلافه مع رئيس الوزراء في حينه .
​كان رحمه الله هادىء الطبع حليماً متأنياُ وعلى درجة كبيرة من الأخلاق , عفيف اللسان محباً للخير مساعداً للمحتاجين عطوفاً على الفقراء والمساكين, أدى فريصة الحاج وهو شاب أعزب , لايحب الغيبة والنميمة ولا يحمل حقدا على أحد , كيف لا وهو الكبير الذي تربى على مكارم الأخلاق في بيت أبيه الشيخ الجليل صغيراً , وفي صفوف الحركة الإسلامية شاباً يانعاً ورجلاً قائداً , ولصفاته هذه كلها أحبه كل من عمل معه من زملاءه بالعمل ومن إخوانه ورفاقه بالحركة الإسلامية والجهاد .
توفى رحمه الله عام 1992 ودفن في مقبرة العائلة ببلدة مؤتة , وحضر جنازته عدد كبير من أقاربه وأصحابه ومعارفه , ولقد تأثر لوفاته الكثير من معارفه وأصدقاءه وبكوا عليه بحرارة ورثوه بالمقالات المعبرة والمؤثرة.
ترك رحمه الله اثنين من الأبناء واثنين من البنات , والأبناء هم علي وهو إبنه الأكبر وبه كان يكنى , وحسن , وله من الإخوة موسى , ويحي ,والمرحومين محمد ومصطفى , وكان هو أكبر إخوته ,رحم الله المتوفين منهم , وأطال الله في أعمار الأحياء منهم ووفقهم لما يحبه ويرضاه .
جهاده :-
​التحق رحمه الله بالحركة الإسلامية منذ بداية تأسيسها بالأردن عام 1946 , وربطته بقائدها المؤسس الحاج عبد اللطيف أبو قورة علاقة أخوية متميزة , حيث كان الحاج ممدوح معه طيلة فترة قيادته للحركة وبعدما تخلى عن القيادة , وكانت علاقة مبنية على الحب والاحترام والتقدير.
انضّم الحاج ممدوح إلى الهيئة التأسيسة للجماعة منذ السنة الأولى لتأسيسها , وكان عضواً في أول هيئة إدارية للمكتب العام في عام 1947.
عندما قامت حرب 1948 في فلسطين ، شكل إخوان الأردن كتيبة أبو عبيدة عامر بن الجراح للجهاد ضد المحتل الصهيوني ، وكانت تضم 120 مجاهدا من الإخوان ومناصريهم وبقيادة الحاج عبداللطيف أبو قورة ,وكان الحاج ممدوع نائبا له ومدربا عسكريا للمجاهدين نظرا لخبرته العسكرية في الجيش العربي ، دخلت الكتيبة إلى فلسطين وعسكرت بمناطق عين كارم ، وصور باهر ، والمالحة ، والقطمون ، القريبة من القدس ، وخاضت هذه الكتيبة العديد من المعارك مع العصابات الصهيونية وأبلت البلاء الحسن في قتالهم ، وسقط العديد من الشهداء والجرحى على أرض فلسطين المباركة .
بعد إنتهاء الحرب عاد الحاج ممدوح ورفاقه في الجهاد إلى الأردن ، واستمر في عمله الدعوي ضمن جماعة الإخوان المسلمين ، وتبنت الجماعة في حينها مساعدة اللاجئين الفلسطينيين في الضفتين الشرقية والغربية بالدعم المادي وتوفير ما استطاعوا من احتياجاتهم , وبالدعم المعنوي ببث روح الصمود والحث على بث روح الجهاد , وإحياء الأمل رغم فاجعة النكبة وقساوتها على الشعوب العربية .
وعندما قام الحاج عبد اللطيف بالتخلي عن قيادة الحركة ليتيح الفرصة للشباب الجامعي تولي القيادة , كان الحاج ممدوح عضوا في المكتب العام الذي انتخب الأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة مراقباً عام للإخوان عام 1953.
رحم الله الحاج المجاهد ممدوح الصرايرة ( أبو علي) وجزاه خيرالجزاء عمّا قدم لدينه وأمته ووطنه وجعل ذلك كله في ميزان حسناته , وأرجو الله أن يكون القدوة والأسوة الحسنة لأبناءه وذريته وللأجيال الشابه من أبناء أمته ووطنه , وحقه علينا جميعا أن لا ننساه ولا ننسى جهاده وتضحياته .