عندما نتحدث عن سياسة تنموية بلدية واتخاذ تدابير لتعزيز التنمية المستدامة نعي ضرورة إقامة شراكات حقيقية لا شكلية بين البلديات المعنية بالتنمية لإتاحة الفرصة امام المختصين في الشؤون البلدية لتبادل الخبرات الدولية الأمر الذي يسمح لهم الاستفسار عن التجارب الذاتية ويمنحهم الفرصة باكتشاف افاق جديدة .

فالشراكة والتوأمة بين المدن هو بالأساس اتفاقاً بين مدينتين على التعاون في مختلف المجالات والأمور التي تعني مناطقهم وبالعادة تشمل هذه الاتفاقيات عدداً من البنود التي تحدد مدى وشكل التعاون المنوي بين المدينتين لا سيما في تبادل المعلومات والخبرات والحلول .

جرش ممثلة في بلديتها الكبرى ومنذ اشهر استطاعت مد جسور تعاون تتعلق بهذا الشأن حيث عقدت اتفاقيات توأمة وشراكة مع عدد من البلديات على المستوى الدولي والمحلي ومن اهمها برلين الألمانية و اورشيتا الرومانية ومراكش المغربية ، لكن الملفت بالأمر وبعيداً عن قيمة هذه الاتفاقيات على الصعيد المعنوي والإعلامي ما نراه حولنا من تردي مستوى الخدمات العامة والمقدمة من البلدية ليسود واقعنا الذي نعيش تخبطاً تنظيمياً غريبا ً واسواقاً عشوائية معيقة غير منظمة وطرق مهترئة واستخدمات غير مناسبة للارصفة وممرات المشاة ومستوى متدني من النظافة العامة ،

لنصل الى مفارقة عجيبة تستدعي من الجميع وقفة جادة حقيقية لادراك الأمر عاجلاً .
فكيف لبلدية تسعى الى النهوض بسياساتها التنموية وهي بذات الوقت عاجزة عن تنفيذ ابسط واجباتها والتي باتت بالنسبة للكثيرين اموراً لا ينفع الحديث عنها فلا يجدي ذلك بشيء .