facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أُسيد .. قيم خالدة


د. إنصاف المومني
17-11-2018 08:07 PM

تتلعثم الحروف، وعلى استحياء تسطر منظومة المجد والقيم بمداد من الحبر الجاف. فأنى بكفة الحرف والتنظير أن توازي كفة العمل والتطبيق!

فما زالت صورة (أُسيد) شاخصة أمام كل أردني غيور بل كل إنساني الوجدان والفطرة. وتختلط المفاهيم والرؤى، وبأي صنف تندرج (أسطورة العطاء الأُسيدية) أهي: المواطنة.... العطاء.... المبادرة.... الرجولة.... الأخلاق.... الشجاعة.... الرحمة.... الشهامة .... ومن عبق أنفاس تلك القيم نستنطق دروساً وعبراً من أبرزها المعالم الآتية:-

- عندما عرف الأخلاق علماء التربية والاجتماع قال بعضهم هي: ما يفعله الإنسان دون تريث اتجاه المواقف "فلعلها تأتي ردة فعل سريعة"؛ لأن الأخلاق متجذرة لا تحتاج إلى وقفة متأنية؛ لذا جاءت ردة فعل أُسيد منظومة عملية كاملة لإحياء القيم أمام أزمة أخلاقية عالمية. صرخت بأعماق الصمت البليغ لتقول لنا: "الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة"، وإن الأردن محضن النشامى الرجال الرجال.

- أُسيد الحافظ لكتاب الله البهي الرضي الذي شهد له أقرانه ومعارفه بحسن الخلق أكد لنا المؤكد على حضور الرحمة في مختلف تفاصيل رؤيتنا الإسلامية. " كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ " وأن الدين الخلق، وأن شخصية المسلم منسوجة بجمال الذوق الإيماني الأخلاقي، " وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً"، فالرحمة والسلام والمواطنة الصالحة علاقتهما حميمة بشخصية المسلم، وما إفرازات داعش والعنف والتطرف إلا خروج عن وسطية الإسلام والابتعاد عنه، وسوء توظيف فهمه وتطويعه لأهواء النفوس الجاهلة والمغرضة.

- وفي نهاية المطاف أرسم قبلة عتاب ساخنة على جبين الوطن الحبيب، وأنثر عبرات آنية على دفءصدر ثراه، وأطرح ألف سؤال وابتلاع السؤال ظمأ يحرق الاحشاء، أيا وطني الحبيب يا أم الجميع صاحبة القلب الدافىء الكبير التي إن عقها أبناؤها ستبقى الحانية، فأنى بأبنائها البررة؟! فأين أُسيد وأسودك هل اختفوا خلف ظلال الفساد، وضبابية الموت، والرحيل، وأُقصوا وهجّروا عن بلادهم في ظلمات الغربة والاغتراب، وعن مواقعهم في منظومة الحياة!!!!

في الوقت الذي يسعى جاهدين أدعياء المواطنة والنهضة والحرية والشعارات الجذابة المزيفة إلى زلزلة أمن الوطن وانهيار منظومته، العقدية والأخلاقية والحضارية ، ويقدموا أنفسهم وأجسادهم قرباناً لذلك، نجد في الوقت ذاته من يقدم أسطورة العطاء والمواطنة الصالحة وروعة الأخلاق الإيمانية خلف أستار الإعلام والأقلام لحقيقة أكبر من الخيال.
فسلام الله عليك ورحمته أُسيداً شهيد الأخلاق - نحسبك والله حسبُك ولا نزكي على الله أحدا - نجماً شامخاً في فضاء عذوبة الأخلاق والقيم الإيمانية، وفي ذاكرة الحاضر والآتي.

د. انصاف ايوب المومني: أكاديمية وكاتبة – مكة المكرمة





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :