facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العشاء الاخير بين النواب والصحفيين


ماهر ابو طير
09-07-2009 05:34 AM

يغيب عشرات الكتاب والصحفيين والنواب ، عن العشاء الذي اقامه نائب عمّاني كريم ، لرأب الصدع بين الصحافة والنواب ، وفيما يكتفي الحضور بتناول طعام العشاء ، فلا يسمع احد من الحاضرين ، وفقا لرواية من حضر ، كلاما سياسيا ، من اي طرف ، تبقى بادرة النائب ، نبيلة ، باتجاه العلاقة بين النواب والصحافة.

أيا كان الذي بدأ بجهود المصالحة بين النواب والصحافة ، وأيا كان الذي دخل على خطها ، وأيا كان الذي قطف ثمرة المصالحة ، اذا ترسخت ، فان السؤال الاهم الذي لم تتم الاجابة عنه ، حتى الان ، يتعلق بتغير الموقف جذريا بين الطرفين ، فالاشتباك بين النواب والصحافة ، له اسباب عميقة ، تتعلق بالنقد والنقد المتبادل ، والمآخذ التي يسجلها الشارع على النواب ، ويتعامل معها الصحفيون ، ولا قدرة لهم ، اساسا ، على تجاوزها ، بمصالحة او بدون مصالحة ، وبعشاء ، او بدون عشاء ، اذ ان القصة اعقد من ذلك بكثير ، وليس ادل على ذلك ، هو غياب كثيرين ، من الطرفين ، عن العشاء ، وعدم تغير لغة النقد المتبادلة بين الطرفين ايضا.

غاب قدامى النواب ، عن "العشاء الاخير" وبعضهم وصل اليه ، بعد مغادرة الضيوف ، واجواء ذات العشاء كانت صامتة ومحتقنة ، ونشبت مشادة بين زميلين ، لاعتبارات ليس هنا مكان سردها ، وتندم كثيرون من الحضور ، لانهم ذهبوا ، ليس انتقاصا من مبادرة النائب الكريمة ، ولكن لكون الترتيبات ، لم يكن لها اطار سياسي ونيابي واعلامي ، فلم يتحدث رئيس مجلس النواب ، ولم يتحدث نقيب الصحفيين ، وباتت القصة اقرب الى "لمة الحبايب" ، وهو مشهد لايعالج اختلالات واضحة في العلاقة بين الصحافة والنواب ، ولا يزيل التباسات ، ولا يفك العقد الماثلة بين الطرفين.

المكاسرة الناشبة بين الطرفين ، جزء من مكاسرة أوسع ، ترتبط بصراعات نخبوية في عمان ، واصطفافات ، ومعسكرات ، وتقاذف بالالقاب والتوصيفات ، ومعالجة هذا المشهد ، في تفلتاته ، ترتبط بمعالجة عامة لكثير من الاوضاع ، عبر تنفيس اي احتقانات موجودة ، وطي صفحة كاملة بكل اسرارها ، وتجاذباتها ، واعادة المؤسسات والاشخاص ، من كل القطاعات الى توصيفها الوظيفي ، وادوارها الاساس ، هو حل المشكلة ، بدلا من مشهد "الملاكمة" الذي تنبري فيها كل الاطراف بلكم بعضها البعض ، مباشرة او عبر وكلاء ووسطاء ، هذا مع افتراض ان هناك ادوارا رقابية للصحافة والبرلمان ، لايجوز ان تغيب ، تحت وطأة الصفقات او المصالحات او ترطيب الاجواء ، لانها ان غابت في هذه الحالة ، تكون الدوافع شخصية ، فيما الدوافع العامة ، لا تغيب تحت وطأة تقبيل الذقون ، او الالتقاء في اي مكان.

لم يسلم النائب الداعي من جهة اخرى ، من رغبة نواب ، بحرمانه من اي رصيد او "كريدت" فغاب بعضهم على هذا الاساس ، وتغيب اخرون لان موقفهم لم يتغير من الاعلام ، وغاب فريق اخر ، لانه يعرف ان القصة لن تتغير بمجرد الاجتماع تحت سقف مطعم واحد ، لان تغذية الاشتباكات تتم لاسباب لا تخطر ببال احد احيانا ، وغاب اخرون لانهم لم يكونوا طرفا منذ البداية ، فلم يرغبوا في منح النائب الداعي "قوة القدرة" على جمع كل هذه الاطراف ، وهذا يؤشر من جهة اخرى ، على ان العامل الشخصي ما زال حاضرا بقوة ، حتى تحت العناوين الكبرى.

مبادرة النائب ، تبقى لافتة الانتباه ونبيلة ، لكنها كشفت ان هناك مشكلة حقيقية ، بغياب العشرات ، من الصحفيين والنواب ، وهو غياب في المجمل يؤشر على ان الاشتباكات ستبقى مستمرة ، بحسن نوايا ، اوبسوء نوايا ، وحتى يأتي توقيت يتم فيه "فك الاشتباكات" بين الف رجل يصدرون كل هذا الضجيج في عمان ، من مختلف الاتجاهات والمواقع والقطاعات ، نعرف ان الهدوء مؤجل حتى اشعار اخر.

يجمعنا في الاساس سقف وطن واحد ، وهذا السقف له استحقاقات علينا ، قبل سقف المطعم ، او اي سقف اخر.. أليس كذلك؟.

m.tair@addustour.com.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :