كطفلة مكتحلة بالسنين العتيقة متألقة بألوان البهجة تبدو مدينتنا ومعشوقتنا عمان في هذا الصيف وهي تحتفي بأروقة الأماكن بمدرجاتها بساحاتها وبمسارحها وحدائقها الجميلة... فتطل علينا كل يوم بروعة صباها منتشية بهية في حُلة العيد..



****

عمان في القلب سر قديم وحنين مُعتّق... فبالرغم من أننا أبناؤها ننحدر من أرياف ومدن مختلفة في الأردن، إلا اننا كبرنا ونشأنا في عمان واتحدت أيامنا بأيامها، ونسجنا بين ذكرياتنا وذكرياتها حبلاً ورباطا مكيناً من المحبةِ والوِد.



****

نحن العمانيين الذين كبرنا بها ومعها، ومشينا في دروبها وتدرجنا في الحياة مع ادراجها الطويلة العتيقة.. وصعدنا جبالها ولعبنا عند منحنيات وديانها.. إنجبلنا بحبها وإنجبلت فينا نبضاً وقمةً تتربع عرش حنايانا..



****

من روحك الطيبة انطلقت رسالة عمان للعالم أجمع، وخاطبت فينا العقل والوجدان ووضعت لنا نبراسا في طرق العمر وميادينه، حروف رسالتك المجنحة بالتسامح وتقبل الآخر، هي نقوش مثمرة سُطِرت في مسار الأيام وتاريخ الأمم



****

مع حركتها السريعة ودوران تلك المروحة الملونة المضاءة بالبهجة التي تزين شوارع عمان. اعلانا لمهرجان صيف عمان 2009 تغمرنا نشوة طفولية ونحن نشاهدها على الطرقات في حركة متواصلة لتعلن ان مسيرة البناء والعمران العماني في حركة مستمرة وحراك ثقافي فني لا يتوقف

****

لها في البال نكهة متفردة من بين العواصم العالمية، فلا تُشبه عمان إلا حلا عمان، ولا نكاد نجد مدينة فيها من التنوع البصري والفني والعمق التاريخي والانسجام الاجتماعي والشعبي كعمان، درة العواصم وسيدتها وأيقونة الشعر الأقدم وبادئة الجمال وربة الفنون..



****

تناغم الحجر الأبيض فيها ومحيطها الأخضر وأشجارها الدائمة الشموخ وانا أناظرها من سطح بيتي بالدوار السابع تجعلني اشكر الله كل صباح ومساء على نعمة الأمان والأطمئنان التي حضينا بها منذ نعومة أظفارنا..



****

اهلها الطيبيون وجبالها الوفية التي سطرت حروف العز والفخار وعلقتها نياشين محبة على رؤوس جبالها... وجباه أبنائها التي ضُمخت بالكبرياء العربي الأصيل أعلنت الترحاب رسالة دائمة، وجعلت الأمان والدفئ طقسا عمانيا أردنيا دائم الحضور، قهوتها العمانية المنكهة بالهيل وجبالها السبعة ومنارات علمها وحاضنات عملها وبيوت فنها ومولد ثقافتها هي أعمدة عمانية بالغة القدم...



****

عمان.. أسعد الله بك اوقاتنا..صباحاتنا ومساءاتنا...صيفك وبهاء كيفك ذكريات دائمة موصولة الحنين والتذكر في حاضرنا نحن أبناؤك العشاق الأوفياء لروعة مكانك وزمانك.



diana-nimri@hotmail.com