facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأزمَة «الحكومِيّة» في لبنان: هل تَحلّها حُكومَة بـِ"مَنْ حَضَرْ"؟


محمد خروب
28-11-2018 12:25 AM

تبدو أزمة تأليف حكومة جديدة في لبنان,بعد أكثر من ستة أشهر على تكليف رئيس تيار المستقبل سعد الحريري تشكيلها،آخذة في التفاقُم إثر تمسّك الاطراف ذات الصلة بمواقفها,وبخاصة بعد إصرار الحريري على رفض تمثيل نواب «سُنّة» فريق 8 آذار,يرى فيهم «الحريري» وخصوصاً سمير جعجع ووليد جنبلاط وسامي الجميل (ووالِده),انهم سُنّة حزب الله. وبالتالي لا مكان لهم او دور في تمثيل سُنّة لبنان,رغم انهم حازوا أصواتا تفضيلية وازنة،كَسَرَت – ضمن أُمور أخرى – حصرية التمثيل السُنّي الذي واصل الزعم بـ»وحدانِية»تمثيله سعد الحريري ووالِده من قبلِه، الأمر الذي وضع تيار المستقبل في انتخابات السادس من أيّار الماضي البرلمانية في حجمه الطبيعي,ولم يعد بمقدوره مهما واصَل المُكابرة,بأنه المُمَثّل «الشرعِيّ والوحيد» لِـ»سُنّة لبنان».وهنا تكمن المشكلة التي يسعى ما كان يُسمّى فريق 14 آذار (المُنحلّ رسمياً وعملياً)،المناورة بها وعليها لرفض تمثيل نواب اللقاء التشاوُرِي (عددهم ستّة) في حكومته,التي باتت تشكيلتها جاهزة بعد ان تم تحجيم حزب جعجع (القوات اللبنانية)وإجباره على القبول بما عُرِضَ عليه,رغم إسهامه في تأخير المشاورات,بإصراره الحصول على خمس حقائب وزارية منها وزارة سيادية وموقع نائب رئيس الوزراء، وغيرها مما كان يعتقد بإمكانه المساومة عليها,بعد شعوره المُزيّف بفائض قوة (غير حقيقية بالطبع،وإلاّ لكان تمسّك بمواقِفه حتى النهاية,إذا كان فعلاً قد بات»رقماً صعباً»في معادَلة التمثيل المسيحي,وتساويه مع قوة تيار الجنرال عون وصِهره جبران باسيل,المعروف باسم التيار الوطني الحُرّ).

أوساط الحريري تُروّج:إنّ التشكيلة الوزارية جاهزة لديه,وهو يدعو الجميع إلى إتمامِها بتسمية مَنْ لم يُسمّ بعد وزراءَه،ذلك – يُضيفون وفق ما تنقله الصحافة اللبنانية -ان مَنْ يعتقِد ان مثل هذه المواقِف قد تُؤدّي الى اعتذار الرئيس المكلف هو»مخطئ»,ولن يتحقّق له ما أراد». فيما على المقلب الآخر يبدو حزب الله هو الآخر,أكثر تمسّكاً بما كان أعلنه أمينه العام وقادة آخرون في الحزب,بأنهم سينتظرون الى ما لا نهاية,الى أن يتِم تمثيل سُنّة 8 آذار في الحكومة,وانهم لن يُسلّموا قائمة أسماء وزرائِهم في الحكومة العتيدة قبل تنفيذ هذا المطلب. بل يذكِّرون» الجميع» بأنهم انتظروا سنتين ونصف لكي يتم انتخاب الرئيس ميشال عون.وسواء ارتفَعت وتيرة الهجوم عليهم أم خفَّت،فهذا الضجيج لا يعنيهِم ولا يُؤثّر على موقفهم،لأنهم اعتادوا على مِثله ولن يوصِلهم الى أي نتيجة مع الحزب»على ما نقلت صحيفة الجمهورية اللبنانية يوم أمس,عن قِيادي في الحزب.

مَنْ يَنزِل من الفريقين...عن الشجرة العالية التي صعد إليها؟.

لا يلوح في الأفق أن أحداً مِنهما يُبدي إشارة أو استعداداً لذلك،بل إن الجنرال عون الذي «كاد» أن يَحل المسألة على «حسابِه»، بمعنى أن يتنازَل عن حقيبة من حقائب رئيس الجمهورية(تقليد معمول به في لبنان,يقول إن لرئيس الجمهورية عدد من الوزارات,مُتنوِّعة المرجعيات الطائفية والمذهبية)لكنه أبدى في الآونة الأخيرة،رفضاً حاسماً لتقديم «المزيد» من التنازلات.وبالتالي – كما سرّبَت أوساطه – فإن»حِصّته» الحكومية غير مُعرّضة لأي تعديل.ولن يكون الحل إلاّ على حساب «الطَرَفيْن» اللذّيْن يدعيان أنّ كُلاً منهما هو..»أُمّ الصَبِي»..

والحال فإن النخبة السياسية والحزبية، الدينية،الطوائفية والمذهبية,تَبرَع في اختراع المُبرّرات والإحالات السياسية على عواصم إقليمية ودولية.تارة بالغمز من قناة سوريا وإيران بما هما حليفان لحزب الله،فيما لا يتردّد مناصرو الحزب وحلفاؤه,في تحميل شراذم وأحزاب فريق 14 آذار المُتداعي,مسؤولية الخضوع لمُخططات وأوامر عواصم إقليمية وأخرى دولية ذات مصلحة في ضرب دور وقوة الحزب,الذي صنّفتْه(بِجناحَيه السياسي والعسكري)مُنظمة إرهابية,وفرضت عليه عقوبات قاسية،كما فعلت واشنطن وبعض العواصم العربية.

أطرف «الحلول»– بل أَخبثها وأكثرها عُدوانية – طَرَحَها سمير جعجع، زعيم حزب القوات اللبنانية,بِدعوَتِهِ كلاً من رئيس الجمهورية الجنرال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري,اللذيْن يُمسِكان «القَلَمْ» وصلاحيات التوقيع في يدهما (على حد وصفه),الى اتّخاذ قرار حاسم.فإمّا يقولان لحزب الله:نريدك في الحكومة ،أَعطِنا أسماء وزرائِك».فإذا سلّمَهُما إياها كان بِهِ,وإلاّ – يقترِح جعجع – يُشكِّلان حكومة بِـ»مَنْ حَضَر».وكي يُغلِّف دعوته الخطيرة وغَير المُرَشَّحة للتنفيذ تحت كل الظروف،فإنه يدعوهما «نظَراً لحساسِية الوضع ولمنع تدهور الواقع الاقتصادي أكثر،الإتّفاق على عقد جلسات حكومية للضرورة,على غِرار جلسات تشريع الضرورة،كي تتّخِذ خلالها خطوات أساسية جوهرية,لمنع سقوط لبنان في الهاوية».

حكومة بـِ»مَنْ حَضَرْ» يريدها جعجع,مُقدمة مطلوبة إسرائيلياً وأميركياً وخصوصاً إقليمياً,لإنزلاق لبنان إلى مواجَهة ذات طابع طائِفي ومَذْهَبي تكون أكثر ضراوة وكلفة وخراباً وسفكاً للدماء,من تلك الحرب في سبعينيات القرن الماضي التي كان هو أحد أبرز أُمرائها,وأكثرهُم دموية وتماهياً مع المشروع الصهيواميركي في المنطقة.وإذ نجا لبنان رغم كل ما دفعه شعبه وشعوب المنطقة وبخاصة الشعبين الفلسطيني والسوري,من أكلاف وضحايا ودموع ودماء,إلاّ الحرب التي يُبشّر بها جعجع ويدعو إليها عبر خطابه التحريضي,ستكون أسوأ بكثير من الحرب الأهليّة تلك.وهي «أُمِنيَة» نحسب انها لن تتحقّق,لأن جعجع والمعسكر الداعم له والمحرِّض,اضعف بكثير من أن يُغامِروا بإشعالها.حتى لو واصَل الحريري رفض النزول عن الشجرة العالية التي صَعَدها.

kharroub@jpf.com.jo

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :