facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"طالما انتخبناكم .. فتحملونا"


د.خليل ابوسليم
13-07-2009 12:37 AM

سأتوقف قليلا عن متابعة ما وعدت به في المقال السابق ( فسادهم وقناعاتنا ) لأعود لاحقا لاستكمال تلك السلسلة من المقالات وحسب مقتضيات الحال، لأسرد عليكم قصة حقيقية باتت أحداثها سمة مميزة من سمات الاستهتار والنفاق الاجتماعي الذي تعودنا عليه، أما الكارثة أو الطامة الكبرى فهي انسحاب تلك السمة أو الصفة على الوضع الداخلي وخصوصا ذلك الجانب المتمثل في العلاقة بين مجلس النواب والسلطة الرابعة.

يحكى أن شابا عشرينيا يتمتع بكافة صفات "العنطزة" ولا يرى من الدنيا بمقدار خرم ابره، كان يسابق الريح بسيارته الفارهة في شوارع عمان ظنا منه انه يستطيع أن يلج بها سم الخياط معتقدا انه أوتي مفاتيح العلم والقوة الأمر الذي تسبب معه بحادث سير لشاب أربعيني يسير على حافة القدر مما ادى إلى وفاته على الفور.

ولان الشاب " المتعنطز " مدعوم ويمتع والده بكافة صفات الدعم اللوجستي باعتباره من الصفوة، حيث قام على الفور بتكليف بعض الوجهاء بالذهاب إلى أهل المتوفى من أجل الحصول على العطوة العشائرية المتعارف عليها في مثل تلك الحوادث.

بالمقابل استعد أهل المجني عليه لاستقبال الجاهة التي كانت على قدر من الجاه والوجاه وحشدوا كل طاقاتهم وإمكاناتهم لكي يظهروا بمظهر يليق بالمستوى التمثيلي للطرفين، لم لا وهو شرف ما بعده شرف أن يكون قدر ابنهم بيد قضاء ابن فلان.

حضرت الجاهة المكلفة من قبل أهل الجاني وبدأت مراسم العطوة بالكلمات والخطب النارية التي تجسد علاقات النفاق الاجتماعي من أخوة زائفة ومحبة مصطنعة بين الطرفين، وأصبح الكل يتسابق بكيل المديح للطرف الآخر وكل منهم يلقي باللوم على القضاء والقدر الذي أصبح شماعة تعلق عليه جميع الأخطاء وباعتبار أن لا احد يستطيع تجنبه أو حتى التفكير بمجرد محاسبته.

وبلحظة نخوة وفزعة غير محسوبة النتائج وتقديرا من أهل المتوفى للجاهة الكريمة، هب شقيقه ليسقط كافة الحقوق القانونية والعشائرية عن الجاني إكراما لأسباب ومصالح متعددة ليس آخرها الجاهة الكريمة.

هذا الأمر تعودنا عليه ويحدث في مجتمعنا بشكل يومي وبمستويات مختلفة حسب الموقع الاجتماعي والمادي لكلا من الجاني والمجني علية.

الملفت للنظر بعد ذلك، هو تبادل الكرامات ( الولائم ) بين أهل الجاني وأصحاب الوجه- الجاهة المكلفة بالصلح- متجاهلين أهل المتوفى، وخصوصا أبناءه الذين بدأت عليهم مظاهر التشرد والضياع لفقدانهم معيلهم الوحيد وتخلي الجميع عنهم بما فيهم شقيقهم (..) وتبرع مشكورا بالتنازل عن حقوقهم ليتركهم يتجرعون أحزانهم وحدهم، بينما بقية المعنيين يتناولون طعام الغداء في مآدب اقل ما يطلق عليها "مآدب الكرام ".

هذا السلوك الاجتماعي بات ينسحب على جميع نواحي الحياة التي نعيشها اليوم، فما تكاد تسمع مشكلة اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية إلا وفيها طرفان كل منهم رابح ولو بشكل مختلف نسبيا عن الآخر، ليبقى الشعب هو الخاسر الأوحد في كلا الحالات.

نحن لسنا ضد الصلح بين أي طرفين متخاصمين، أما أن يتم الصلح على حساب الشعب فهذا لنا عليه مآخذ كبيرة وعلامات استفهام اكبر، خصوصا إذا كان هذا الصلح مع هذا المجلس الذي يأبى أن يتصالح مع قواعده وقبل ذلك مع نفسه لا بل هو من تعدى على تلك القواعد متجاوزا كل الحدود إن بقي لها وجود.

وبناء على تلك المعطيات والنتائج يمكن لنا ان نسقط الوصف السابق على الخلاف الذي بدأ بين مجلس النواب والسلطة الرابعة وانتهى أو كاد بحالة من الاصطفاف الموجه متمثلا بولائم تولم هنا وهناك تطييبا للخواطر وتزريقا للمصالح ومن باب رأب الصدع الذي حدث نتيجة طيش ورعونة من البعض، ليبقى الخاسر الأكبر هو جموع الناخبين الأردنيين الذين أصبح حالهم كحال أبناء المجني عليه السابق الذكر.

أخيرا ليسمح لي معالي الباشا رئيس مجلس النواب باستعارة جملة أوردها في مقابلته مع قناة العربية حيث قال " طالما انتخبونا بدهم يتحملونا "، لأقول له، لا والله يا باشا لن نتحمل مجلسكم بعد اليوم أبدا حيث الغريق لا يخشى البلل ولم يعد لنا شيء نخسره وسنبقى نكتب ونصيح بأعلى الصوت حتى يتم إسقاط هذا المجلس فهذا هو قدركم وهذا هو قضاؤنا فتحملونا.

kalilabosaleem@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :