facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رئيس وزراء مؤمن بقُدرة الشاب الأردني


د. نزار قبيلات
02-12-2018 03:19 PM

أُجزم أن رئيسَ الوزراء لا يرغب بأن يُذكّره أحدٌ بماضي عائلته السّياسي، فقد بات الرجل يُعرف تبعاً لأبواب التصنيف السّياسي الأردني بأنّه أحد أهمّ مُنظّري التّيار المدني الذي ينتمي لمرحلة ما بَعد المقاومة؛ وهو بهذا منحازٌ لجيل خَرج للتو من رحم الحداثة السائلة التي أرجعت الكرَةَ للفرد ولمنطقيّته وحريّته، فأسقطت من حوله كلّ شروط التاريخ ومُربعاته، إنّه الرئيس الوحيد الذي لا يجلس على كرسي الرئاسة متدثّراً بثوب الشّيخة أو بتاريخ العائلة، إنه حتى لا يذكّر مجالسيه بشَهادته الهارفردية، ولا حتى يُحب أن يَرطن بلهجته العمّانية في حديثة للشّاشات والشّباب والمثقفين و المسؤولين، إنه رئيس وزراء مؤمن بقُدرة الشاب الأردني وبكل المُمكنات التي يلزم أن يتسلّح بها من حِرفة وأداة تفكير وذائقة تحلّل وتُركب وتقدّم وجهة نظر، غير أن كُثراً انتقدوا نُعومة دولته أمام ديالكتيك أردني متجذّر في السياسة الأردنية، ديالكتيك كان أنّ نما وصار بحجم ديناصور وصار من الصعب اجتِثاثه.

وفي مغبة الدعاء للرئيس في معركته العسيرة تلك صار لزاماً أن نشير إلى أن دولة الرئيس يستضيف إلى طاولته كلّ من رغب في التحاور والمحاورة حسب قوله؛ فضيوفه لهم صِبغات متباينة سواء من الجيل الليبرالي الجديد أو من ذلك المنعتق من منابر اليسار المتشدد واليمين المتخفّف، فالرجل شرع في سنّ نهج ثمين فأخذ يصيخ السّمع للجميع ناسفاً بذاك برتوكولات معهودة لطالما أطالت مسافة التحاور ولم تقصّرها عند رؤوساء وزراء سابقين كانوا قد ركنوا إلى صحفيين و أصدقاء طامعين وتقارير غير مختمرة وليس، ومع هذا يبدر سؤال مفاده هل مكتب دولة الرئيس مَن يختار الأسماء ويحدد مكان اللقاء وموعده؟ وهنا نسأل أيضا لماذا لا يكون اللّقاء عفويا من قبل دولة الرئيس؛ فيختار حيّ الطفايلة مثلا وخيم المعتصمين وليس المركز الثقافي الملكي! ولماذا لا يقوم الرئيس بإعداد لقاءات مع حراكيين ومعتقلين ومتضررين بدلا من لقاء نُخب وانصاف نُخب ومثقفين طامحين، فهؤلاء قادرون على مداهنة الرئيس ومجاملته، ولماذا أيضاً لا يخرج الرئيس من شَرنقة العاصمة التي ولد فيها وترعرع لصالح ذيبان ووادي الهيدان الذي يحبّ ان يصطاف فيه؟

ولماذا لا يبتعد عنه كل الطامحين بالدخول في حكومته الذين وكلوا أنفسهم الحديث باسم المسحُوقين، وكأن لديهم حلول سِحرية لمُعضلة الشباب الاقتصادية وللتحدي الأمني و الفكري الذي يتهددهم؟ فالجلوس مع البسطاء الذن يخلون من الطموح الوزاري سيمكن دولة الرئيس من سماع كلامٍ واقعي وبريء غير معسول.

الشّباب الذي التقاه الرئيس حتى اللّحظة متنوع ومن عدة تيارات، ما أتاح للرئيس مواجهة من ذلك النوع السميك والمندغم مع فئة مجتمعية فاعلة لها تطلعها الجديد نحو المستقبل، كما لها لُغتها التي تختلف عن لغة المُنظرين والبرجوازيين وبائعي الاستطلاعات، بيد أنّ المعضلة الشبابية يا دولة الرئيس لا تكمن فقط في المناهج الدراسية وقضايا الجنوسة والمرأة والبحث عن الفرصة في الرماد والوديان الجرداء، بقدر ما هو القلق الذي يحمله شباب متعلم باتت المعضلة الاقتصادية تسفح بطموحه وتمنع أحلامه من أن تطارح فكرة السفر والدراسة وكسب المعرفة الجديدة، لقد طوى هؤلاء الفتية شهاداتِهم ومضوا نحو خيم الاعتصام و الدواوير والكتابة على صفحات الفيسبوك التي تنشر خبر الفساد بسرعة البرق وهو شأن جديد أخذ يزيد من استعار نار الحزن والبؤس في نفوسهم التي تفكر بالهجرة أكثر من التمعّن في صحن الوطن، فالمطارات المهشّمة والأعشاش التي يشعر أبناؤها بالخوف لن تمكنهم من الطيران للمستقبل بل للهروب منه نحو منحدر مجهول، فهذا الجيل ولكي يكون قادرا على اجتراح الحلول وابتداع الفرص عليه أن يثق بمؤسسته التي أولى خطوات ترسيس هذه الثّقة تكمن في الجلوس إليهم دون تكلّف، بيد أنّ هذا لا يحدث حتى اللحظة ودولته يستمع للبرجوزازيين والمخمليين العمانيين ولا يتقدم نحو وادي موسى وسحاب وسلحوب والجفر والطّرة، فثمة شباب أدرك العولَمة الجديدة، ولم تعد الحضرية باباً من أبواب الدّهشة بالنسبة له. فلكي يطير الشباب بطائرة المستقبل عليهم ان يثقوا بقائدها، وعليه أن ينزل إلى مواقعهم وساحات اعتصامهم وخيمهم. فجلسة تحاور واحدة تستند للدليل والتحاور والتعاقل من شأنها تهدئة النفوس وإعمال ذهنية الحوار بدل الاعتقال والحبس والتقييد الذي يواجهه شباب خائف مما يسمع وقلق مما يرى





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :