facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ذكرى رؤيا الفجر


د.أسمهان ماجد الطاهر
08-12-2018 02:44 AM

أبي ما زلت اذكر رؤيا الفجر بعد موتك بساعات حين زرتني بغفوة كنت أبحرت فيها لثواني لتمسح دمعي وتقول أكملي طريقك للخير ولا تنسي أبداً أن أبناؤك هم رسالتك الأولى. ابتسمت لي بطريقة لطالما كنت تمسح بها حزني وغضبي ولحظات تمردي وطلبت مني أن ابتسم حتى وانا حزينه. أشعر بروحك ترفرف حولي دائماً وأتمنى لو انك معي تسمح ثرثراتي وقصصي كما كنت تفعل في ركن الحديقة الذي بات منذ سنوات مهجور حزين من دونك. في الزمن الصعب واللحظات الصعبة التي تطرق أبواب حياتنا فجاءة نذكر من فقدنا ونترحم على أرث الطيبة والعطاء . نترحم على زمن كانت القلوب نقية والنوايا طاهرة والكلمات صادقة والعهد عهد الله لا ينقض. في ذلك الزمن لم تتملكنا الإشاعات ولم تغتال الساحرة الشريرة حياتنا بقصصها المرعبة وانتقاداتها المستمرة كما تفعل اليوم وكان البشر قليلون التذمر . هو زمن الماضي الجميل. نعم هو تاريخ البساطة والرضى وقبول الظروف مهما كانت صعبة ومحاولة معالجتها بالحكمة والعقل والمنطق السليم. ما زالت قصص أبي عن عمله في الجيش العربي بالقوات المسلحة الاردنية تملأ قلبي ونفسي حديثة عن الظروف الطارئة وما كانت تحمله من معاناة تحتاج الى الصبر والبقاء والالتزام وضبط النفس والإيمان بأن الأرض لنا والخير باقي فينا إلى يوم القيامة. دائماً كان يقول أبي أن الشمس لا يغطيها غربال وأن الحقيقة لا تزل ولا تضل . أما الإشاعات فقد أخبرني أبي يوماً ان مكوناتها طرفين أحداهما اصحاب ألسنة غلاظ شداد لا يتقون الله في أنفسهم ولا في غيرهم، والطرف الثاني المغفلين الذي سكن الجهل والغفلة في نفوسهم فأصبحوا ضحية سهلة لتصديق الأكاذيب والإشاعات . أخبرني يوماً أبي ان كلاً يرى الناس بعين نفسه فالطيبون يرون الطيبة والخير في من حولهم . أما السيئون فلا يرون إلا ظلام أنفسهم ويحاولون عكس ضلالها على من حولهم. قال لي يوماً لا تتوقفي عند الكلام بل اصعدي فوقه وترفعي عنه وحلقي نحو الأفق كيمامة بيضاء نقيه خاليه إلا من مخافة ربها. علمني أبي ان أسامح وان ابادر بالإعتذار حتى لو لم أكن المخطئة حتى لا يثقل الحزن قلبي ولا أفقد المودة. أمرني بأن لا يسكن الحقد عالمي أبداً، كما علمتني أن أكون قويه وان أسحق الحزن وأبتسم حتى في أشد الظروف. في كل المواقف وفي أسوأ الظروف التي تعترض حياتنا يبقى الآباء معنا، قيمهم وأخلاقهم هي الأرث الحقيقي الذي يجب المحافظة علية. الأهل يقبلون بنا بعيوبنا يسامحون أخطاءنا ويسندون ظهرنا مهما ضعفت أجسادهم، هم المحبة الغير مشروطة هم العشق الطاهر النقي الذي يحفزك لتكون سعيد ويجعلك تملك طاقة إضافية. هم من يمد الأبناء بالقوة ويحفزهم للإستمرار في مواجه تقلبات الحياة وظروفها وأحوالها . أمد الله بعمر الطيبون منهم ومن على قيد الحياة ورحم الميتون واسكنهم جنات النعيم.
A_altaher@asu.edu.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :