facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أمام لجنة دراسة إنشاء هيئة السياحة العلاجية


هاشم ارشيد
10-12-2018 07:24 PM

يتميز الأردن بالعديد من العناصر التي تجذب طالب العلاج للقدوم إلى الأردن لهذه الغاية منها السمعة الطبية التي اكتسبتها المملكة منذ نهاية السبعينات من القرن الماضي، وتطور هذه السمعة في السنوات التي تلتها، من حيث توفر التخصصات الطبية المتميزة والنادرة وذات الجودة العالية، ووجود نخبة من الأطباء المتميزين في كافة التخصصات الطبية والجراحية، والتركيز على جودة الخدمة لتضاهي مستوياتها العالمية من خلال حصول العديد من المستشفيات على شهادة الاعتماد الدولي، وشهادة مجلس اعتماد المؤسسات الصحية المحلي، وارتباط بعض المستشفيات باتفاقات تآلف مع جامعات ومستشفيات عالمية، وكذلك للأسعار المنافسة مقارنة بتكاليف المعالجة في الدول الأخرى، والأمن والاستقرار الذي يتمتع به الأردن، والبيئة النظيفة.

وإذا تكلمنا بالأرقام فإننا نجد أن الأردن كان يحقق عائداً من السياحة العلاجية يقدر بحوالي مليار دولار سنويا (قبل تراجع سوق السياحة العلاجية في السنوات الأربع الماضية ولأسباب عديدة). 55% من هذا العائد ناتج عن إدخالات المرضى ومعالجتهم في المستشفيات، و17% منه ناتج عن مراجعات المرضى للأطباء في العيادات الخارجية، ونفقات الفحوص المخبرية والشعاعية، والإجراءات الطبية اليومية خارج المستشفيات، و28% منها عائدة لنفقات الإقامة والطعام والمواصلات والاتصالات وزيارة المواقع السياحية.

أما على المستوى الدولي فإن عائدات السياحة العلاجية عالمياً تشكل ما نسبته 14%- 16% من إجمالي عائدات السياحة الكلية. وتشير الإحصاءات الدولية إلى أن عائدات السياحة العلاجية وصلت أكثر من نصف تريليون دولار عام 2013. مع توقع أن تزيد هذه العائدات بنسبة 9.9 % سنوياً حتى عام 2018.

وقد سجل الأردن حضوراً لافتاً في سوق السياحة العلاجية الدولي في السنوات الماضية، وما زال يعمل للمحافظة على مكانة متميزة في هذا المجال. ومن أهم الدول المصدرة للسياحة العلاجية إلى الأردن هي الدول العربية بالدرجة الأولى وتأتي على رأس القائمة اليمن، والعراق، والسودان، وليبيا، وفلسطين، والسعودية، وسورية، والبحرين، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عُمان، والجزائر، وغيرها. أما التخصصات الطبية المطلوبة فهي عديدة ومنها أمراض وجراحة القلب، وجراحة الأعصاب، وجراحة العظام والمفاصل، والمسالك والكلى، وجراحة العيون، والدم والأورام، والعقم، ومعالجة السمنة، وجراحة التجميل، والأسنان.

فإذا أردنا أن نحافظ على مركز مهم في مجال السياحة العلاجية ونستمر في النمو في هذا المجال فعلينا أن نعترف أولاً بأن هناك منافسة شديدة في سوق السياحة العلاجية، وأن هذا التنافس قد يؤثر على قطاع السياحة العلاجية ويتسبب في تراجعها، والدليل على ذلك أن بعض الدول المنافسة للأردن تولي هذا القطاع اهتماما كبيراً، فعلى سبيل المثال فإن تركيا لم تكتفي بالسياحة العلاجية المصدرة لها من دول البلقان، وبدأت باجتذاب المرضى من العراق، وسورية، وليبيا، والسودان، ودول الخليج العربي، وتخطط لتحقيق عائد من السياحة العلاجية يزيد عن7 مليارات دولار سنوياً، وقد منحت حرية الحصول على التأشيرة لدخول تركيا عبر الانترنت لمواطني 48 دولة، وخصماً قيمته 20% على تذاكر السفر يقدمه الطيران التركي لكل من يزور تركيا للمعالجة.

كما أن الهند تخطط لأن تكون الأولى عالمياً، فهي تنشط في في كافة الأسواق العالمية ومنها سوق الخليج العربي والسوق الإفريقي، فعلى سبيل المثال تستحود الهند سنوياً على أكثر من 20 ألف مريض من نيجيريا فقط مقابل حوالي 300 مليون دولار، ويقدر عائدها السنوي من السياحة العلاجية بـ 4 مليار دولار، وقد منحت حرية الحصول على التأشيرة لدخول الهند عبر الانترنت لمواطني 155 دولة. بالإضافة للتطور السريع لأسواق السياحة العلاجية في تايلاند (التي استحوذت على حصة كبيرة من السوق العُماني بشكل خاص والخليجي بشكل عام)، وسنغافوره، وماليزيا، والصين (سياحة الطب البديل).

أما إمارة دبي فقد وضعت خطة استراتيجية لتكون محطة السياحة العلاجية الأولى في المنطقة. وأبو ظبي تخطط أيضاً لجعل جزيرة المرياح منطقة مالية حرة، لجذب المشاريع الاستثمارية وعلى رأسها فروع للمستشفيات العالمية. بالإضافة للتطور والنمو الطبيعي والتحسن التدريجي المتوقع للقطاعات الصحية في الدول المصدرة للمرضى حالياً.

المطلوب اليوم هو الخروج من التفكير داخل الصندوق والاعتراف بأن هناك تحديا حقيقيا ومنافسة قوية تهدد قطاع السياحة العلاجية في الأردن. والالتزام بالعمل للنهوض بهذا القطاع، والتعامل معه بمهنية عالية، وعدم تركه لغير المتخصصين، أو للبيروقراطية والهواجس الحكومية، والاهتمام بدعم التوسع الرأسي في التخصصات الطبية الجديدة والنادرة، والمراكز الطبية المتخصصة، وتبني برامج تسويقية مهنية من حيث الإعداد والتنفيذ، وتسهيل وصول المرضى من الدول المختلفة دون اعاقات أو تأخير، من حيث التأشيرات وفتح خطوط طيران جديدة في الدول المستهدفة، وتطوير نظام معلومات صحي وطني شامل ومترابط، والاهتمام بالمواقع السياحية وتطوير الخدمات فيها، والمحافظة على نظافة البيئة، وتنمية ونشر الوعي بأهمية السياحة العلاجية وأثرها على الاقتصاد الوطني.

وعليه فإن إنشاء هيئة للسياحة العلاجية في الأردن تهدف إلى تنشيط السياحة العلاجية وإبقاء الأردن على خارطة السياحة العلاجية الدولية يتطلب أن تكون هذه الهيئة غير ربحية ومستقلة، تتشكل وتمول من هيئتها العامة التي تضم كافة الجهات التي لها علاقة بالسياحة بشكل عام والسياحة العلاجية بشكل خاص وصاحبة قرار من خلال تشريعات ملزمة لكافة الجهات الحكومية وغير الحكومية.

مستشار السياحة العلاجية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :