facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فخامة الإسم لا تكفي!!


سليمان الطعاني
11-12-2018 04:14 PM

على وقع الغياب وعلى أرصفة وشوارع الفقد ضاع مِنّي الوقت والرغبة، وانسابت الأيام من بين أصابعي كما الماء، وتجاوزتني الأشياء وأنا أبحث عن السلام في واقع مكابر مُرٍّ عنيد، متعجرف لا يعرف للعطاء سبيلا، واقع تعوّد التمتع بأوهامه كمدمني الحشيش تماماً، واقع ماتت على أعتابه كل الحكايات البريئة والاحلام الصغيرة، والتفاصيل الأخرى ماتت أيضًا، واقع أخرس متبلّد الحواس لا يحسب حساباً للفقد ولا للخسارة ... عناده كفر ما رأيتُ فيه سوى الكآبة تمتد نحوي لتبدد آثار الأحلام التي ظلّت عالقة في أرجاء نفسي وأرعاها ردحاً طويلاً من الزمن...

ما أصعب أن تجبرك الأيام أن تعاشر رعاعاً من ورثة ابليس على هيئات بشر، متدثرين بفخامة الاسم والأكاذيب والضمائر العارية والنفوس الرثّة، يرمونك بالحجارة ليظهروا في ثياب الواعظينا، يريدونك أن تكون متصلّباً في حساسيتك، أو منحلّاً في شخصيتك حتى تتحمل سخافاتهم ودروسهم المشينة في الخيبات وقلة المروءات! ... حقاً أن فاقد الشيء قد يسلبك كل شيء لكأنه ينتقم فيك من كل ما فقد!

كيف يمكن للمرء أن يتحمل كل هذه السخافات من حوله وهو بين حلم لا يكتمل وواقع لا يحتمل يقرع أبواب النسيان تارةً ويغوص في ثنايا العمر المتهالك ينشد الذكريات والمواقف تارةً أخرى، يتقلب بين ثنايا الأيام كخطء في متاهة ويصمد ويحاول استيعاب الأمر. أفكاره تتصارع بداخله في كل لحظة بينما يظلّ صامتا ولا شيء يحرّر ابتسامته من لعنة الحزن والألم ليعلن انتهاء مسلسل الهراء ومقارعة السوء.

ما أصعبَ أن تنطفئ رغبتك من كل شيء، لا تنجذب إلى شيء ولا يلفتُ انتباهك شيء وتشعر بفراغ قاتل يفتكُ بك، تتعايش مع فكرة أنك قابلٌ للنسيان، ما أصعب أن تشعر بأنّك خسرت أشياء كثيرة لم يعد بمقدورك استرجاعها، ما أصعب أن تصل يوماً إلى قناعة أنّ كل من مرّ بك أخذ جزءاً منك ومضى ..... كم أنا محتاج لأن أتأسف لنفسي عن تلك النوايا الطيبة التي أسديتها على طبق من ذهب لأناس جوعى مروءةً وحياءً، ما أكبر ذنبي في حق نفسي! لن أغفر لنفسي هذا الضعف ما حييت لن أغفره لنفسي...

كنتُ أظنُ أن فخامة الاسم تكفي وأن بريقه يكفي، بيّنت الأيام أن من اعتاد العزفَ على آلة الغش والتزوير والخداع فلن يتقن أبداً لحن الحقيقة مهما دربتَه وعلمته، يقبعون في قافلة الماضي الغابر التي لن تصل بهم الى أي مكان والأيام كاشفة وهي أفضل جهاز لكشف الكذب، كلهم كاذبون يا صديقي، المطرب عندهم غير عاشق وكبيرهم الذي علّمهم السحر يكذب بكل صدق ويخدع بكل أمانة، وصغيرهم.. ينافق بكل براءة ويزوّر بكل تفاني .... لم يعد يغريني أحد منكم!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :