facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




«آخر خَرطُوشَة» .. يَتحدّثون عنها في لبنان!


محمد خروب
12-12-2018 12:43 AM

ليس المقصود بالطبع الإشارة لما يجري على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة،حيث تتواصَل عملية العربدة أوالفقاعة الإعلامية التي بدأها جيش الاحتلال الاسرائيلي التي أسماها عملية «درع الشمال»،بذريعة البحث عن «أنفاق» حزب الله المزعومة,بل هو العنوان الرئيسي المُثير الذي حملَته الصفحة الأولى لصحيفة النهار اللبنانية,بوصفها المُشاورات الأخيرة التي بدأها رئيس الجمهورية ميشال عون,لحل أزمة تشكيل الحكومة الجديدة التي كُلّفَ سعد الحريري تأليفها,لكنه وبعد مرور اكثر من «200» يوم على تكليفه,لم ينجح في مهمته بل أفضَت ضمن امور اخرى,الى عودة التوتّر والتراشق الإعلامي والتصريحات الاستفزازية,المحمولة على «استقواء» بتحالفات إقليمية وأُخرى دولية،أرادت العواصم المَعنِية تَمترُس الاطراف الداعمة لها,في خنادقها الطائفية والمذهبية التي تَتحصّن بها,ولا تُريد لهم مُغادرَتها,كونها الوسيلة الوحيدة ليس فقط لشد عصبيّاتِهم وجمهورهم في الشارع اللبناني,المُنهَك واليائِس والمُحتقِن,جراء غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وانهيار الخدمات الاساسية وتآكل البُنى التحتية,وانما ايضا في الإبقاء على تلك الزعامات في مواقِعها,التي اهتزّت لدى معظمهم وبخاصة بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة,التي جرَت في ايار الماضي وِفق قانون انتخابي جديد,والذي رغم كل عيوبه ونقائِصه فانه كَشَف ولو نسبيا,اوزان وأحجام مُعظم الاحزاب السياسية,وبخاصة المُكَوّنيْن السُنّي والدرزي,حيث لم يعد بمقدور الحريري الزعم انه المُمثل الوحيد للطائفة السُنيَة,كذلك وليد جنبلاط الذي احتكر دائما وطويلا تمثيل المكون الدرزي,فاذا بالأرقام تكشِف تهافت إدّعاءات كهذه.

«آخر خرطوشة»هي الآن بيد رئيس الجمهورية,الذي كان هدّد قبل اسبوع,بإرسال «رسالة» الى مجلس النواب يَطلب فيه منه القيام بدوره,ازاء «الجمود» في تشكيل الحكومة الجديدة.اي البحث عن «مُرشَّح» آخر يُكلّف تأليف الحكومة بدلا من سعد الحريري.ما أثار عاصِفة من ردود الفعل أخذت كالعادة وعلى الفور,طابعا طائِفيا ومذهبِيا,رَفَع من منسوب الردود الغاضِبة وتلك المُتحدِّية الرافضة الانتقاص من دور الرئاسة الثالثة المحصورة بالسُّنة.ورأى فيها الحريري (الذي أضعفَته نتائج انتخابات السادس من ايار الماضي)،مثاب تكريس لأعراف على»حساب الدستور والتوازن الطائفي»,رافضا في الوقت نفسه الاعتذار عن التأليف،فيما كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يقول»انه يَحِق لرئيس الجمهورية دستورياً إرسال رسالة بهذا المعنى لمجلس النواب,لكنه «برّي»يَخشى ان تُؤدّي مُناقشتها الى تعميق الإنقسام.

هي لعبة عضّ أصابع,على قاعدة أنا لا أنثنى,ومن تحميني هي طائفتي وتحالفاتي الاقليمية,وبخاصة في مرحلة حسّاسة ومفتوحة الاحتمالات,ليس فقط يَعيشها لبنان وشعبه الذي يعاني صعوبات متدحرجة وتحفل ساحاته بـ»كَمّ»هائل من الإضرابات والأزمات والتراشقات الكلامية والإتهامات بالفساد والتقصير,والاستخدام غير الدستوري لمرافِق الدولة ومؤسساتها خصوصاً الأمنِيّة منها,كما حدَث في مُواجَهات بلدة الجاهلية الدرزية في جبل الشوف،بل هي أزمة «عربية» بامتياز,حيث لا تخلو معظم الدول العربية من ظواهِر وأعراض الفساد والإهتراء المُؤسسي والإنهيار الخدمي والمعيشي,والمآزق الاقتصادية والاجتماعية وفشل الحلول التي تُقدِّمها الحكومات لمواجهة تلك التحديات,فضلا عن خواء الأحزاب السياسية وعُزلتها وانعدام قدرتِها على جذب الجمهور لخطابِها المتقادم وعقيم التأثير أواجتراح الحلول.فضلاً عن دور الحكومات وإسهامها في إضفاء المزيد من الشلل على العملين..الحِزبي والنقابي.

ازمة تشكيل الحكومة اللبنانية تكمن في رفض الرئيس المُكلّف الحريري توزير احد نواب اللقاء التشاوري,الذي يضم ستة نواب «سُنّة»على القاعدة التي اعتمدها الحريري نفسه لتوزيع حقائب حكومته العتيدة(لكل اربعة نواب حقيبة),فقط لأنهم «سُنّة»،علماً أن هناك اربعة نواب سُنّة في كتل اخرى,ما يعني ان عشرة نواب سُنّة هم خارج كتلة الحريري»السُنّية», التي انحسر عديدها لتصبح «20» مقعداً بعد ان كانت «33»،وهو أمر أصاب مَزاعِمه حصرية التمثيل السُنّي،بضربة مُؤثرِة وأفقدَه القُدرة على الظهور بمظهر الزعيم السُنّي»الأوحَد».

ليس من سبب آخر,غير انه يواصِل العناد والبقاء في حال إنكار أن قواعد اللعبة في لبنان قد تغيّرت,وإن ليس بشكل جذري او ما هو مأمول وصولاً الى إلغاء الطائفية السياسية التي تحكم لبنان منذ استقلاله (..),ولهذا يُقاوِم الحريري حتى الآن فكرة توزير أحد هؤلاء النواب الستة في حكومته,حتى من»حِصّة»أحزاب وكُتل اخرى.اي انه لا يريد ان يرى وزيراً أو نائباً»سُنِّياً»خارج عباءته.ما يترك الأمور مفتوحة على احتمالات أسوأ,في حال وصلَت مشاورات رئيس الجمهورية الحالية الى طريق مسدود,حتى لو افترضنا انه (العماد عون) سيتخلّى عن حقيبة من حِصته (البالغة 11 وزيراً)لصالح وزير سُنيّ من اللقاء التشاوري,الذي يضع الحريري «فيتو»...عليه.

هل يستطيع نبيه بِرّي ان «يَمون»على الحريري,وبخاصة انه «بِرّي» هو صاحب اقتراح «تنازُل»رئيس الجمهورية عن حقيبة من حِصته,كما «تعهّد» عندما قال في ما يُشبه إبراء الحريري من المسؤولية...ان الحلّ بيد رئيس الجمهورية؟.

...الأيام ستروي.

الراي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :