facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مهرجان الزيتون الوطني


د. كميل موسى فرام
18-12-2018 08:44 PM

احتضنت حدائق المللك حسين فعاليات مهرجان الزيتون الوطني ومعرض المنتجات الريفية والذي ينظمه سنويا المركز الوطني للبحوث الزراعية كمسؤولية وطنية وترجمة لرؤية القائد بالاعتماد على الذات من خلال تأهيل الأسر بالانتاج والتسويق ومقاصة المعادلة عائد مادي مجزي وهي النسخة الثانية التي أحرص بالاطلاع على زواياها بما تشكله من عرس وطني يلامس طبقات الشعب المحتاجة التي تمثل هيكل البنية السكانية الأردنية لأنها ترعى بظلها الطبقة المحتاجة التي تعتمد على الأرض وناتجها لتسيير أمور حياتها، حيث التنظيم الرائع بشكله الهندسي المدروس الخالي من لقطات الاجتهاد المجاملة لأصحاب القرار بجميع مراحله فيلمس الزائر وجود لوحة جمالية وفنية بالعرض والتسوق، يرافقها ابتسامة سعادة غير متناهية من الذين افترشوا محطات العرض لتسويق بضاعتهم بقاسم مشترك أن جميع المعروضات هي صناعات وطنية منزلية تترجم العلاقة بين الأرض بنتاجها والانسان بفنون تصرفه، وهناك لوحة فنية متمثلة بالمطابخ الانتاجية وخدمات الطعام والشراب في أروقة المعرض التي تحلق بمنطادها في أجواء التراث والتاريخ، وما بين طاولة عرض وأخرى داخل صالة المهرجان قصص وحكايات يصعب حصرها، منها ما رُويَ على لسان أصحابها، ومنها ما تُرجم بعيون أصحابها، ومنها الحكاية التي سُرِدَتْ كلماتها بالنتائج، كل ذلك ضمن تنظيم مُحكم يعكس صورة لدقة التخطيط العلمي بصورته الجماعية بدليل تواجد مدير عام المركز الدكتور نزار حداد طيلة ساعات المهرجان بأيامه يوزع الابتسامة البريئة والمرحبة للحضور، يذلل الصعاب للمتسوق والبائع، يهديك السلام مرحبا برفقة كوكبة مساعدة من العاملين بالمركز بشعار النجاح كهدف ونتيجة.

هذا العرس الوطني السنوي يعكس صورة واقعية من صور النجاح بالدرجة الكاملة لمؤسسة وطنية تخطط وتتبنى هموم الشعب ضمن درجة الاختصاص، فعندما يذهب رب العائلة لشراء حاجته السنوية من زيت الزيتون مثلا بهدف تخزينها كعرف اجتماعي نشأنا عليه منذ الطفولة (المونة السنوية)، فيهمنا هنا وجود مؤسسسة حكومية تضمن لنا جودة المنتج بفحص المادة الغذائية قبل تخزينها بكشفها الحسي بطرق علمية على أيادي مدربة مؤهلة، وهذه المعادلة بمعطياتها ونتائجها هي الواقع والمبدأ لهذا المهرجان حيث يتم فحص عينات المواد التي ستطرح للتسويق بهدف منحها شهادة جودة وضمان، نتيجة تجعل طرفي المعادلة (البائع والمشتري) تحت رقابية حكومية حيادية وفي قمة الاطمئنان والرضى، ليفتح ذلك المجال لسعر معتدل للسلعة وبالذات لفئة المزارعين أصحاب المحاصيل الزراعية بكميات مقدرة، وهذا الحال ينطبق بصورته الأدق على المنتجات التي تعتمد على الزيتون كأساس للتصنيع ومنها أنواع الزيتون المكبوس، وأنواع الصابون على قاعدة شرائية مضمونة بسلامة المواد التي تصنع منها، وتحيدا في ظل الأنباء اليومية عن اكتشاف كميات من الزيت المغشوش في طريقها للسوق، ومن يعرف فقد يكون الضحية أي منا دون أن يدرك حجم المرض الفكري والأخلاقي الذي نخر قلوب وعقول أصحاب الاختصاص.

هناك حكايات وقصص من داخل قاعة المهرجان؛ قصص نجاحات فردية أدخلت الابتسامة وروت شتلة الأمل لدى المزارع الأردني والفلاح الذي يعتمد بجزئية مقدرة على الدخل الناتج من محاصيله الزراعية، فابتسامة ذلك المزارع وسعادته التي تصهر المستحيل نتيجة وجود مظلة المهرجان الوطني لتسويق منتجه من الزعتر المحلي المصنوع في منزله ضمن مبادىء الصدق والأمانة بكمية زادت عن الطن ونصف مثلاً، هي قصة أخرى وحكاية علينا الوقوف على حروفها التي تشكل قصة أخرى من قصص العزم والتحدي بل ستكون محفزا لصاحبها وآخرين للسير على نفس الدرب في الأعوام القادمة بضمان تسويقها ضمن رعاية حكومية مثلها تطوع المركز الوطني للبحوث الزراعية ممثلة برئيسه وكوادره بالسهر المجاني وتسخير الجهود لترجمة أحلام البعض المتواضعة في مجتمعنا الطيب بعد أحداث ومنعطفات تاريخية أوهنت الثقة بين المواطن والدولة، ولكن ترجمة شعار المركز (المركز الوطني للبحوث) على أرض الواقع قد لمسنا فيها انتماء أوجب علينا إعادة سريعة لأبجديات التعامل مع المؤسسات الحكومية بما تقدمه من خدمات التسهيل لحياتنا التي يغلفها بطانة الخوف من قادم الأيام، وهناك على الزاوية المقابلة نسوة من بقاع الدولة الأردنية وقد حملن لنا تراث كل مناطق الوطن، نقرأ في جبين كل منهن حكاية صمود وتحدي، مثلن درسا بالتعاون في العمل والتسويق بالانابة لأكلات شعبية مناطقية تذوقناها بشغف يقابلها فنون ارتداء الزي الوطني الشعبي المعبر عن أصالة وتاريخ هذا الوطن، خصوصا في زاوية الأكلات الشعبية السخنة وحاجتها لخبز الطابون والشراك الطازج الذي يخبز بأيادي مدربة ماهرة في الحال ومنها المخمس بالزيت الطازج. ربما التوقف على احداثيات ذلك المسن الذي غمر المكان بفرحة يصعب وصفها أو ترجمتها عندما تمكن من تسويق بضاعته من الجميد المنزلي خلال اليوم الثالث من أيام المهرجان بكمية بلغت طن ونصف ومردود مادي كفيل بتسديد ديونه التي يلاحقه شبحها في كل مكان خصوصا من أصحاب الاستحقاق، فشد رحاله لعائلته شاكرا حامدا بوعد بذل جهود مضاعفة في السنوات القادمة وتسخير المزيد من الجهد لزيادة كمية الانتاج وتشجيع الآخرين على العمل نتيجة المردود المادي وظروف التسويق المراقبة، وهي قصة نجاح أخرى يمكن تحليل معطياتها ونتائجها على مستوى العائلة والوطن؛ فذلك المزارع الذي يعتمد على منتجه من تربية الماشية ومشتقاتها الحليبية واللحمية يحتاج لظروف تسويق تمسح حاجز الخوف، بينما هناك مؤسسة حكومية بإدارة أمينة قديرة وحريصة ممثلة بالمركز الوطني للبحوث الزراعية الذي يعمل تحت مظلة وزارة الزراعة بقيمتها السيادية كوزارة مسؤولة عن سلامة الغذاء بمصادره الزراعية والحيوانية، فترجم المركز جزء من رسالته بالاشراف على جميع الأصناف التي طُرحت للبيع بهدف الاستهلاك البشري، رسالة منحنتني وآخرين بطاقة إطمئنان بقيمة المنتج نتيجة لخطوات الامتحان التي يخضع لها المنتج قبل السماح له بدخول سوق المنافسة للاستهلاك البشري وقبل أن تصبح جزء من المائدة المنزلية. قرأت في عيون امهاتنا قصص طويلة سطرتها ودونتها بذور التضحية والعمل فارتسمت على الجبين لتعكس ولو بجزئية ظروف التعب عبر السنين والتجارب التي تبذل بهدف تأمين لقمة العيش الكريم ضمن ظروف الواقع الاقتصادي الصعبة، وهي رسالة أخرى من رسائل المهرجان بالقيمة الحقيقية للصناعات المنزلية وربما في ذلك دعوة للاهتمام بجودة ونوعية المادة الغذائية التي نتناولها بعد الابحار التائهة في ظروف الأغذية السريعة الجاهزة ونحن نجهل مصدرها ومكونها بالرغم من طيب مذاقها بعد خلطها بأنواع البهارات التي تكفل القضاء على فرصة التذوق للمكون.

جهود كوادر المركز الوطني للبحوث الزراعية وبصمات العمل الأمين والدقيق بالتخطيط والتنفيذ استحقت العلامة الكاملة، ونحن على يقين أن إداره كهذة من رأس الهرم حتى العامل في الميدان جديرة بالتقدير ولن أنس ما شاهدته في ختام أيام المهرجان من أهازيج وطنية ولقطات فرح عفوية احتفالاً بالنجاح مارسها العاملون بحمل رئيسهم على الأكتاف فرحة بالانجاز والهتاف للوطن والعمل ولمزيد من هذه المهرجانات التي تهدف لخدمة الطبقة الكادحة بدون حواجز وتكلفة منفرة. باختصار، عشت هذا العام أحداث وفعاليات مهرجان سنوي مبرمج ذات تاريخ مسبق محدد، ضمن تخطيط دقيق باحترافية متناهية تدل على بعد نظر القائمين عليه، بتوفير فرصة ومساحة زمنية للذين يحتضنون الأرض معطفا لحياتهم بما تعطيهم ويقبلون شاكرين، وربما اقامة الاحتفال تحت رعاية دولة رئيس الوزراء أعطى للمهرجان بُعداً يعيد للواجهة حرص الدولة على سلامة غذاء المواطن بمفصل الانتاج المنزلي، وفي ذلك رسالة أوجزها دولة الرئيس بتصريحه الصحفي يوم رعاية الافتتاح، محاولة محدودة لاعادة جزء من الثقة التي افتقدتها الحكومة بعلاقتها مع المواطن، فهنيئا للوطن هذا الانجاز والنجاح وشكرا للقائمين على المركز الوطني للبحوث الزراعية لدقة التخطيط والتنفيذ، والشكر أيضا لوزارة الزراعة بحرصها على سلامة غذاؤنا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :