facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المواطنة في الاسلام


د.فايز الربيع
20-12-2018 01:53 AM

قلّما تتحدث النخب السياسية، والأحزاب–عن المواطنة حسب المفهوم الإسلامي–وتصنّف الأحزاب (بوطنية)- ويقال عن بعض المفكرين والسياسيين بأنهم (وطنيون)–و (تيار وطني)–وكل هذا لا اعتراض عليه ما دام يصب في مصلحة الوطن ورفعته.

أشار القرآن الكريم الى مصطلح (الدار) و (الديار)–قال تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين) والبرّ هنا هو اعلى درجات الإحسان، وقال تعالى (فكذبوه فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين) وفي السنة هي (وطني وداري) ( ثم يرجع الناس الى بلادهم وأوطانهم ).

القرآن الكريم يتحدث عن حب الانسان لوطنه كمعادل وقرين لحب الحياة ولذلك اعتبر الإخراج من الديار مساوٍياً للقتل (..لو انّا كتبنا عليهم ان اقتلوا انفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه الا قليل منهم، ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتا).

ومن بنود المواثيق التي اخذها الله على بعض الأمم ان الإخراج من الديار مساوٍ لسفك الدماء ( وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم–ولا تخرجون انفسكم من دياركم ثم اقررتم وانتم تشهدون، ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وان يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم اخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض...).

لذلك جعل القرآن الكريم استقلال الوطن وحريته–الذي هو ثمرة لوطنية أهله–حياة لأهل ذلك البلد- بينما عبر عن الذين فرطوا في الوطنية واستقلال الوطن أموات وجعل من عودة الروح الوطنية عودة لروح الحياة (الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال الله لهم موتوا ثم أحياهم ان الله لذو فضل على الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون) ومعنى حياتهم هنا عودة الاستقلال اليهم فإخراج الانسان من وطنه يعد أمراً خطيراً (الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله) وعندما أذن الله للمؤمنين بالقتال كان اخراجهم من ديارهم سبباً للإذن به (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير)–وعندما اصبح القتال فريضة ربط ذلك بقضية الوطن والإخراج (وإخراج اهله منه اكبر)-

لقد الف كثير من المؤرخين والفقهاء كُتباً عن بلدانهم مثل (تاريخ دمشق) و (تاريخ بغداد) (الموصل) (القاهرة) (غرناطة) وغيرها دلالة على الاهتمام بها.

كانت المواطنة هي عنوان وثيقة المدينة التي اقرها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل كل الدول الحديثة–وعليه فإن المسؤولية المشتركة للحاكم والمحكوم هو الحفاظ على الوطن بعيداً عن الاستقواء والإقصاء–نحن هنا نقول (المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف ) ونقيس عليه (الاردن القوي خير وأحب الى الله من الاردن الضعيف)–ولا يكون الاردن قوياً الا إذا أخذنا بمضامين القوة–السياسية والاقتصادية–ونحن لا نشك في وطنية كثير ممن ينادون بالإصلاح–والاستجابة الى طريق الإصلاح مدخلاً للُحمة الوطنية–وهذه مسؤولية الجميع.

الراي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :