facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المجالي وإلياكيم روبنشتاين


رجا طلب
21-12-2018 05:17 PM

علاقتي بدولة عبد السلام المجالي بدأت منذ تشكيل حكومته الأولى في 1993، ففي ذلك الوقت كنت مديراً لتحرير أسبوعية شيحان التي تربعت على عرش الصحافة الأسبوعية في الأردن لأكثر من عقدين، ونافست الصحيفتين اليوميتين "الرأي"، و"الدستور". الدكتور عبد السلام المجالي كان موضع ثقة الحسين بن طلال رحمه الله وتحديداً في موضوع مفاوضات السلام، فقد كلف برئاسة وفد السلام الأردني – الفلسطيني المشترك في مؤتمر مدريد 1991 حتى تم فصل المسارين، وبعد "انفضاح" اتفاق أوسلو، كلف برئاسة المفاوضات المباشرة مع الاسرائيليين وكان رئيساً للوزراء في الوقت ذاته، وأنجز في 1994 اتفاق وادي عربة.

قبل أسبوعين التقيته في جمعية الشؤون الدولية التى يديرها، وهي جمعية مهمة جداً وتساهم في صناعة سياسات النخبة السياسية الحاكمة في البلاد، وكان اللقاء بهدف دعوته للمشاركة في برنامجي الحواري "جدل" الذي يعرض على فضائية A one tv. وخلال اللقاء التمهيدي للقاء التلفزيوني وخلال "الدردشة"، سألته عن شعوره بالجلوس مع "الأعداء لأول مرة وجها لوجه". كنت أتصور أن السؤال سيهزه، وأنه سينفعل، إلا انه أجاب بمنطق لا يخطر على بالي. أجاب قائلاً: عندما تقرر أن تجلس مع خصمك وتقبل ذلك فأنت تلغي عنه صفة العدو وتبدأ بالتفاوض كخصم من أجل الحصول على مكاسب ومنافع لبلدك، أي يسيطر عليك " منطق آخر وقيم أخرى"، وتشعر أنك تقوم تماماً بدور الجندي الذي يحمي الحدود لأنك تريد حمايتها سياسياً بالإضافة لحمايتها عسكرياً.

انتابني شعور قوي بأن الدكتور المجالي لن يستجيب لطلبي بسبب التراجع الكبير لقيمة موضوع السلام بشكل عام وتراجع القيمة العليا للقضية الفلسطينية، وفاجأني بقبوله إجراء المقابلة وأحسست أن لديه بعد هذا الزمن الطويل ما يقوله.
ما أستطيع قوله عن المقابلة أو ما أحسست أن دولة الدكتور المجالي أراد قوله والتأكيد عليه ما يلي:

أولاً: أن الأردن حقق كل ما يريد من اتفاقية وادي عربة على المستوى الاستراتيجي وبخاصة في موضوع الحدود والأمن والمياه. واضطرت إسرائيل لترسيم الحدود البرية والبحرية لأول مرة مع الأردن منذ عام 1948 .

ثانياً: لم يشعر الأردن بأنه خذل أي طرف عربي والمقصود هنا السوري والفلسطيني.

ثالثاً: الأردن التزم بكل ما اتفق عليه في الوقت الذي حاول فيه نتانياهو خرق الاتفاق وتحديداً في محاولة اغتيال خالد مشعل التي كادت أن تتسبب بتمزيق اتفاق السلام .

رابعاً: الأردن التزم بعدم توقيع أي اتفاق منفصل إلا أنه اضطر لذلك بعد اتفاق أوسلو وبعد أن كاد السوريون التوصل لاتفاق شبيه بأوسلوا .

خامساً: كان الهدف الأكبر بالنسبة للأردن التوصل للقرار الخاص بوصاية ورعاية الأردن للمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، وهو ما حصل عليه لكنه لم يُحترم من قبل الطرف الإسرائيلي الذي وقع الاتفاق برعاية الطرف الاميركي "راعي" الاتفاق الذي قام بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس الشرقية التي هي أرض محتلة ووفقاً لقرارات الشرعية الدولية وتحديداً قرار مجلس الأمن رقم 242 .

لم يتراجع الباشا عبد السلام عن مبادئ السلام، وخلال اللقاء بدا قوياً في الدفاع عن فكرة "إدارة الصراع"، وقال كلاماً مهماً للغاية مفاده أن "الأردن حصل على الأرض والمياه والحدود ليس لأنه منتصر في الحرب بل لأنه قبل التفاوض مع المنتصر"، وهو منطق جديد في اللغة السياسية الأردنية والعربية. وأضاف: "حصلنا على كل ما نريد ليس لأننا منتصرون وليس لأننا أقوياء بل لأننا قبلنا بالجلوس أنداداً للاسرائيليين".

أما ما فاجأني في حواري الهامشي مع الباشا عبد السلام أنه أثنى بشكل ملفت على رئيس الوفد الإسرائيلي المفاوض الياكيم روبنشتاين، قائلاً إن "الرجل كان حريصا على انجاز اتفاق معنا، والأهم أنه نبهني وحذرني من نقاط خطيرة ومهمة، وأعتقد أنه المثال الصارخ لبناء سلام حقيقي".

لم يفصح الدكتور عبد السلام عن هذه النقاط، ولكنه أشار إلى أن هناك مجالاً لبناء صداقة وود مع العدو، وان زمن العداء الدائم قد انتهى.

24:





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :