facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إدارة مكافحة المخدرات .. عَفْية عليكو


أ.د عمر الحضرمي
22-12-2018 01:18 AM

ذات يوم، تلقيت إتصالاً هاتفيّاً من كوثر العيطان / المعهد الدبلوماسي، الذي يشهد الآن نهضة أرجو أنْ تَسْتَكمل دورتها، المهم كان محور الإتصال أن إدارة مكافحة المخدرات تطلب أن ألقي محاضرة على مسؤولي أقسامها بعنوان: «كيف يجب التعامل مع الدبلوماسيين في حالة قيام أحدهم بأعمال غير قانونيّة، مع وجود ما يُعرف بالحصانات والامتيازات الدبلوماسيّة»، التي رسمتها إتفاقية فيينا عام 1961.

لن أجعل محور هذه العجالة موضوع المحاضرة التي ألقيت، وإن كانت العودة إليها شيئاً مهماً وسيكون، ولكن سأتحدث عن أمرين، بعد أن علمت أن السلطات الأردنيّة قد تنبهت مبكراً إلى خطورة هذه الآفة، فأنشأت مكتباً مُخْتصّاً بمكافحة المخدرات في عام 1968 كجزء من إدارة التحقيقات الجنائيّة، حتى 4/1/1973 عندما وجّه جلالة الملك الحسين رحمه الله، بإنشاء إدارة خاصة بمكافحة المخدرات كأحد إدارات مديريّة الأمن العام.

أما الأمر الأوّل الذي أثار اهتمامي فهو ذلك الاندفاع نحو تحّمل المسؤوليّة الذي أحسست به منذ أن خطوت الخطوة الأولى داخل مبنى الإدارة، بحيث تشعر، وأنت تصعد الدرج، أنك فعلاً في حالة ارتقاء لتلتقي بتلك الهمم الساكنة في قمم المسؤولية، والسعادة في تحمّلها. وما أن تنخرط في التواصل حتى تدرك أن البلد، والناس والشباب والبيوت، بإذن الله، آمنة، فهناك من يحرسها.

الكل هناك يبحث عن الثغور المُدْرَكة وغير المُدْرَكة حتى يسّدها ويحميها، ولو كان ذلك يقتضي منه التضحية بكل شيء، فالشعار عند ساكني منطقة «الياسمين» هو أن البلد غال وأن أي ثمن تدفعه لحمايته فهو رخيص، وأن الوطن هو الكرامة والعزّة والشرف والاقتدار والشهامة والرجولة. وإذا ما اختلطت بهذه الثلة من الرجال تجدهم فعلاً كما قيل: «إن الأردنيات ليس لهن مهمة إلا إنتاج «الزُّلُمْ».

أما الأمر الآخر فهو يبدأ أيضاً مع وصولك إلى آخر درجة من درجات السلم المُفْضي إلى البوابة الرئيسة، حيث إذا نظرت إلى يسارك تَرْمقك لوحة تحمل أسماء الشهداء الذين قضوا إداءً للواجب، وهذه نادرة من نوادر المؤسسات في البلد، لا تجدها إلا على مداخل الجيش والقوى الأمنيّة في البلد. هي لوحات أُسْمَوْها لوحات «الشرف»، وهذا أثار في نفسي حقيقة أنّ كل منتسب لهذه الأجهزة هو مشروع شهيد، يعيش ذلك كل لحظة وكل ساعة، ومع ذلك لا يَطْرف له جفن، ولا يداخله خوف، بل يزداد كل يوم فخراً واعتزازاً أنه نذر نفسه لأمته.

ومع كل ذلك تحس، وأنت تتحدث مع الكوادر من مديرها إلى أقل رتبة فيها، أنك أمام بشر مختلفين، فكل واحد منهم يقول لك: رغم الخطر الذي نواجهه إلا أننا ومرجعيّاتنا بقيادة سيّدنا، قد وضعنا أمامنا هدفاً واحداً هو الإصلاح والتوجيه والتضحية، وأننا، بالرغم من كوكبة الشهداء الذين أرتقوْا إلى بارئهم، إلا أننا مصرّون على خدمة البلد، وإنقاذ الذين تورطوا بهذه الآفة، سواء كانوا متعاطين أم متاجرين.

إدارة مكافحة المخدرات مملوءة بالمعاني التي نفخر بها، نحن الأردنيين، ومملوءة برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً.

وإنْ أنت أنهيت زيارتك، وهبطت السلم، وبدأت رحلة المغادرة تحس أنك في حماية الله، وفي حماية رجال عبدوا الله وآمنوا برسوله وبقائدهم وببلدهم وبمواطنهم.

إدارة مكافحة المخدرات.. عَفْيَة عليكو

الراي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :