facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




معناش .. وبدناش


د. عدنان سعد الزعبي
23-12-2018 11:57 AM

اقر بقناعة إن الشعار الذي طرحه المحتجون على الدوار الرابع هو بمثابة شعار يردده كل مواطن اردني في شتى اصقاع المملكة , وهو شعار حقيقي يعكس واقع الحال والتحديات المعيشية التي نواجهها ، والنظرة نحو أمل منشود من الحكومة وبرامجها واستراتيجياتها ,وبشعار :لا مزيد على المواطن ؟! فّهَم المواطن وقهره يكفيه تعبيرا عن ضعفه في تلبية حاجاته الاساسية وهو يرى الامور تسير بشكل بطيء ويأمل بحذر ، أن لا يكون مجرد محاولة لا تسمن ولا تغني من جوع .

معناش تعبير صادق عن حالة جيوب الناس ومعيشة االخلق ومعاناة المواطنين , معناش اكبر صرخة يطلقها المواطن الاردني جراء وصوله حد الكفاف , والعوز والحاجة المطلقة , وهي تعبير عن الدعوة لمن في يده الامر أن يدرك ان الواقع مر وان الاستمرار بذلك واقع قادم سيكون أكثر مرارة , وهي تنبيه لمزيد من الجهد والعمل واللحاق بحالة الناس قبل فوات الاوان .

معناش حالة تصويرية وشغف للبقاء, والحياه , فلقمة العيش بقاء وشربة الماء حياه , والامن بقاء , والانسانية حياه , فكيف يحرم الاردني من البقاء والحياه بفقدانه ابسط حقوقه وحاجاته . الناس عندما تشعر بأن الحلول على حسابه , تراه وبلا شعور سيطلق عبارة معناش وسيكبر بها صباح مساء خاصة وان حلولا رديفة كانت حتى القبض على مطيع مجرد أوهام مخدرة ويأس مريح ، كل هذا حمل الناس على عدم الثقة بكل جهد وطني لمواجهة الفساد ومحاربة الفاسدين المفسدين ، وهي أولى الخطوات التي تتعلق بحياة الناس وبقائهم . وهي مقاربة صعبه .

معناش معادلة وعرة ما بين طرف يمثل الاردن والاردنيين يتم فرض القرار عليه وطرف اقل من القليل يمرح ويسرح دون رقيب أو حسيب . وهنا تبدأ المفارقة المتناقضة التي تصب بالمطالبة بتطبيق العدالة والمساواه والنزاهة ..الخ

لمحة امل اشرقت على سماء الوطن في القبض على مطيع ولكن المعظلة الاكبر هو ما يتبع , ؟؟ فالشخوص الاعوان والشركاء والمسهلون , وغيرهم وغيرهم قصة مثل باقي القصص تحتاج لحل وفك شيفرتها في هذا (الحجب ) الذي طالما استعصى على الكثير من رؤساء الحكومات . فاذا استطعنا (فش غُّل) الاردنيين , فإن الاستمرار بمثل هذه الافعال سوف يحصن الثقة بالحكومة ويعيد التفاؤل الذي يعتبر الاساس في مستقبل اكثر نموا وتقدما .

بدناش التعبير المرادف الذي ردده المواطنون في الدوار الرابع جاء كنتيجة حتمية للتعبير الاول معناش , فالجيوب خاوية , والامال هاوية والتجربة مع الحكومات جافية لم تترك ولو بصيص أمل , خاصة وان العديد من رؤساء الحكومات كاموا كما ينطبق عليهم قوله تعالى ( يقولون ما لا يفعلون ) فكيف بعد كل هذه المعاناة نقبل بفرض المزيد من الجباية على جيوبنا الخاوية ، والضغط على نفوسنا البائسة .

بدناش تعبير جاء ليعكس حالة الرفض وعدم قبول المزيد من الضغط , فرب الاسرة ذات الدخل المحدود او الفقير أو ..الخ , غير قادر على تأمين حاجة اسرته الاساسية للبقاء من مأكل ومشرب وحاجات التكيف , والنمو والتطور حتى نصل للحاجات الانسانية بأكملها التي وصل اليها العالم .

معناش تعبير عن ارتفاع كلف التعليم ، ولا استطيع منع أولادي (الشاطرين بالدراسة) من حقهم في العلم والمعرفة وتحقيق تطلعاتهم , فهم أولا وأخيرا للوطن وحملة رايته في المستقبل , ولا بد من إعدادهم .

بدناش؛ لان اطفالنا وابناءنا يتابعون العالم ولا نستطيع ان نحقق لهم ما اتيح لغيرهم والذي يدفعهم للتساؤل وبالتالي الاحتجاج . بدناش لاننا كمواطنين لا نستطيع أن نرد على سؤال ابناءنا وزوجاتنا وجيراننا وأهالينا في القرى وألارياف , حول المفارقة العجيبة بين من تهيء له المواقع والفرص ، وبين من لا يخطو ولو خطوة وسط حصار أحمق اساسه الصراع بين من يعطي ومن يتقن النفاق. . بين من يتحمل مفهوم المسؤولية وبين من يتقن الكذب والتلفيق والزيف ، بين من يحترم المهنة وأخلاقها وبين من لا يتقن إلا الهبش والنبش , وتقضية المصالح . فلا تلوموا المواطن ولا تعاتبوا الوطن على هذه العبارات فهي الواقع وهي صرخة الألم .؟!

نعم إن مكافحة الفاسدين يعزز الامل القادم , وان محاسبتهم يرسخ الثقة بالحكومة والنواب وأجهزة الدولة وهي قواعد هامة جدا لتثبيت عزم المواطن وتعزيز تحمله , جنبا الى جنب توجيه وتبني فكر الطهارة والتطهير لأن يكون شعار مجتمعنا ووطننا ومستقبلنا , على اعتبار انه معول الثورة الوطنية البيضاء .

معناش وبدناش , عبارات ومفاهيم تحمل روح الحياة عند المواطن وقدرته على التعبير وبإسلوب راق يعكس مستوى الفكر والثقافة عندالغالبية الساحقة من المحتجين . فالمواطنيين يعشقون وطنهم ويوالون قيادته ويزرعون حتمية اجتماعية بعقد فريد بينها وبين الوطن بقيادته ودستوره , فلتكن شعاراتنا على الدوام عاش الوطن وليكن اسلوبنا تطهير الوطن وخلاص المواطن .





  • 1 ..... 23-12-2018 | 12:20 PM

    حولت العمالة الوافدة إلى بلادها في 4 سنوات (2014-2017) 12 مليار دولار حسب قاعدة بيانات البنك المركزي الأردني ولو بقيت هذه المبالغ الهائلة في يد المتعطلين عن العمل الأردنيين لعملت رواجاً اقتصادياً كبيراً ولما كان هناك شكات مرتجعة وغارمات في السجن، أمس رأيت بأم عيني عامل وافد حول 15 ألف دولار حصيلة وفره الصافي لسنتين خلاف ما حوله لزوجته وأطفاله قبل ذلك وهو غير ساكن عند والديه من المتعطلين الأردنيين!

  • 2 اردني 23-12-2018 | 09:15 PM

    مقال رائع وقلم يوصف وجع الشارع


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :