facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تعميم الذهبي عن التهنئة والتعزية


طاهر العدوان
26-07-2009 04:09 AM

رئيس الحكومة نادر الذهبي اصدر تعميما نشرناه في صحافة الجمعة يطلب فيه من المسؤولين عدم نشر اعلانات التهنئة والتعزية على حساب الخزينة. وان يتحمل المسؤول تكلفة مثل هذه الاعلانات اذا ما اراد النشر. هذا التعميم يؤثر كثيرا على دخل الصحف, لكنه خطوة بالاتجاه الصحيح مع انني واثق الى حد بعيد بان هذا التعميم لن يصمد طويلا, وقد يأتي رئيس حكومة يعتبر اعادة السماح بنشر هذه الاعلانات على نفقة الخزينة دليلا على اريحيته وعشائريته وربما استغلال هذه الاعلانات لتأكيد ولائه وانتمائه للبلد.

غير ان القضية ليست متعلقة بهذا الرئيس او ذاك, ولا تحل بتعميم او عشرة, لان اعلانات التهنئة والتعزية اصبحت, مع الوقت جزءا من طبائع بعض الاردنيين, تماما مثل المنسف, سخاء في الكرم الى حد التبذير, وسخاء في تقديم الواجب الى حد الرياء والنفاق.

لا تستطيع الصحافة الاردنية ان تستغني عن اعلانات الرياء والنفاق والتباهي والتفاخر, كما لا تستطيع الحكومة ان تمنعها في مناسبات التهنئة والتعزية. (وانا عارف وانت عارف) وفق المثل الشعبي, ان تعليمات تأتي, معظم الاحيان من خارج الحكومة, تطلب من المحافظين والموظفين وشيوخ العشائر نشر اعلانات التهاني وهذا ما اريد التوقف عنده.

اطلعني الزميل نبيل غيشان على نص قانون نشر في الجريدة الرسمية عام ,1958 من اجل منح تعويض (مواساة) لشقيقتي المرحوم سليمان طوقان, الذي استشهد في العراق في انقلاب ,1958 وقيمته الف دينار يوزع بينهما بالتساوي.

من اجل صرف هذا التعويض, تطلب الامر من مجلس الوزراءوضع مشروع قانون, تم اقراره من قبل مجلسي الاعيان والنواب بناء على المادة (31) من الدستور.

وقبل سنوات نشرنا في »العرب اليوم« تحقيقا على حلقات عن رئيس الوزراء الاسبق توفيق ابو الهدى الذي شكل معظم الحكومات قبل عام 1950 وفيه إطّلعنا على فاتورة وافق عليها مجلس الوزراء وقيمتها (5 دنانير) ثمن تنقلات له ولعائلته في سيارة (عمومية), او فاتورة بدينار ونصف ثمن هدية او مشتريات لرئاسة الحكومة, اليوم يمكن ان يتصرف موظفون بناء على تعليمات بالتلفون لنشر اعلانات بملايين الدنانير, كما قبض مسؤولون كبار اموالا طائلة من باب المكافأة, ولم يعرف الشعب عنهم اي ذرة من التضحية انما انانية مفجعة من اجل مصالحهم الخاصة!!

النفاق والرياء اصبحتا عبئا على اقتصاد البلد. ويحتاج القضاء عليهما الى اصلاح قد يكون اصعب من اصلاح قانون الانتخابات. لان القضاء على النفاق والرياء هو (اصلاح للروح الوطنية) التي نحن بأمس الحاجة اليها في هذه المرحلة وفي اي مرحلة مقبلة.

اعلانات التهنئة لانها مفروضة, لا تعكس حالة الرضا, لسبب بسيط, ان الناس مهما كانوا اغنياء لا يحبون ان ينفقوا اموالهم على اشياء لا تعود عليهم بالمصلحة او الربح.

منذ زمن ويافطات التهنئة بالعيد السعيد او بعيد الاستقلال تعلق في شوارع عمان بأمر من رئيس البلدية او المحافظ. واذكر عندما كنت خلال احدى السنوات انتظر مع المئات دخول سينما بسمان لحضور احد افلام العيد, اذ بنا نفاجأ برجال الشرطة يُنْزِلون اليافطات المعلقة في الشارع ويمزقونها, وعندما استفسرنا عن السبب, قيل ان معظمها يعود لاصحاب محلات الاحذية المنتشرة في الشارع, الذين أُجبروا على تعليقها, والتي كتبت على النحو التالي: (احذية كذا تهنئ بالعيد السعيد) مما اعتبر اهانة للمناسبة من باب (التأويل) في فهم المقصود.

اليوم صفحات الاعلان في صحافتنا لا تخطئ لكن موازنة الدولة تُسْتَنْزَف ونأمل ان يصمد تعميم الذهبي.

taher.odwan@alarabalyawm.net
العرب اليوم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :