facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هوية الدولة .. ومعادلة الحكم والاردنيين


سميح المعايطة
26-07-2009 04:16 AM

قبل ان يتم انشاء امارة شرق الاردن كانت الارض الاردنية ساحة سياسية قوية في مواجهة الاستبداد والدفاع عن قضايا الامة , ومن لايعرف التاريخ حتى من الكبار فعليه ان يقرأ توثيق تلك الثورات التي قامت ضد الاستبداد والرجال الذين سقطوا في مواجهة اواخر الدولة التركية , وهنالك رموز وشيوخ عشائر ورجال قدموا ارواحهم فداءا لقضية .

وعندما جاءت الثورة العربية تعامل الاردنييون عبر العشائر ورجالاتها معها على انها مشروع عربي , ووقفوا معها في مواجهة الانجليز وكان انشاء الامارة تعبيرا من الاردنيين عن مناصرة لنهج عربي , واستمرت حركة القوى السياسية عبر المؤتمرات الشهيرة وكان من عناوينها الرئيسة رفض المشروع الصهيوني ورفض بيع الارض لليهود , ومقاومة النفوذ الانجليزي , اي كانت الاجندة واضحة في الحفاظ على هوية الامة وهوية الدولة الاردنية حتى والاردن تحت الانتداب الانجليزي .

ولعل احدى الخطوات الكبرى التي اتخذها الحسين رحمه الله تعالى في السنوات الاولى لحكمه كانت تعريب قيادة الجيش العربي , وكانت خطوة اعتبرها الاردنييون حفاظا على هوية الدولة , وكانت فهما متقدما من القيادة الاردنية لاحدى البنى الاساسية في العلاقة بين الاردنيين وقيادتهم وهي ان الحفاظ على هوية الدولة واستقلالها والتصدي لاي عمليات تمييع لهذه الهوية هو محور اساسي في هذه العلاقة الراسخة بين الهاشميين والاردنيين , وكلما مرت مرحلة صعبة كانت عقول الاردنيين تقييم العلاقة وتزيدها قوة عندما تكون بوصلة الدولة واضحة في الحفاظ على هوية الدولة ومنع اي مخطط مهما كان مصدره ومهما كان اسمه الحقيقي او الحركي .

وفي مرحلة مثل التي نعيش حيث يكثر اللغط , وتتعدد التحليلات حول القادم , ونسمع اقاويل عن روح ليست ايجابية في ادارة المرحلة القادمة من اوساط خارجية تتبعها تلميحات داخلية , واستباق لحل نهائي قد لاياتي , فان من المهم ان ندرك جميعا ان من يفكر في الخارج او الداخل باي مسار يكون ثمنه اعادة هيكلة البنى السياسية , وتمرير تصورات تسوقها جهات صهيونية وامريكية ولاترفضها اطراف عربية في ان اعباء الحل النهائي بما فيها ما يرفض العدو الصهيوني دفعه من حقوق ستكون على حساب شكل وهوية وبنية الدولة الاردنية , من يفكر بهذا ويعتقد ان الامر قد يكون مثل تشكيل حكومة او تعيين مسؤلين او تمرير قانون او مسار اقتصادي فانه يخطىء , لانه لايعلم ان كلمة السر في علاقة الاردنيين بقيادتهم هي الاطمئنان من الاردنيين ان قيادنهم حريصة على الدولة وهويتها , وان هذه القيادة في المراحل الصعبة لم تقدم تنازلا يخل بالمعادلة الاردنية , وان الاردنيين لديهم حالة استشعار دقيقة لاي محاولة من اي طرف للمس بهذه المعادلة , ومن يمارس تسويقا او محاولة التذاكي على الناس في تسمية بعض الامور باسماءها غير الحقيقية لتمرير ما يهدد شكل العلاقة واصل الدولة قد يفاجأ بناس لايعلمهم .

ما نقوله ان الناس تدرك جيدا ما تريد , وانها تعلم اشكال الخطر الحقيقية , وانها قادرة في لحظات ومحطات ان تقف موقفا قد لايتوقعه البعض في الحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية في مواجهة مخطط امريكي او سيناريوهات صهيونية او تفاهمات هنا او هناك في بعض العواصم , وان مصدر قوة اي جهة سياسية رسمية او شعبية او اي مسؤل هو في الحفاظ على كلمة السر الاردنية والحفاظ عليها وهي اطمئنان الاردنيين الى ان قيادنهم حريصة على هوية الدولة وتقف في مواجهة اي مخطط او حل لقضية فلسطين على حساب الاردن واهله .. ومن لديه الحرص الحقيقي على الدولة ونظامها السياسي ومعادلة الحكم الاردنية فعليه ان يكون الحصن في الحفاظ على كلمة السر المقدسة والتي تصب في مصلحة الاردن وتحفظ لفلسطين جوهر حقوقها .

قد يغضب الناس من تردي خدمات اومن وضع اقنصادي صعب لكن كل هذا يحدث في اي مجتمع لكن علاقة الاردنيين بدولنهم ليست علاقة خدمات بل علاقة هوية وبخاصة ان القدر جعلنا مع الاشقاء في فلسطين في مواجهة عدو محتل , ومن ينسى معادلة الدولة الحقيقية فان الواجب ان نذكره بها .

عن الغد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :