facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بغداد ..


عصام قضماني
03-01-2019 11:48 PM

لا أذكر على وجه التحديد متى زرت بغداد قبل هذه المرة، لكنني أذكر أن سماءها كانت ملبدة بغيوم حرب وشيكة، وكانت الولايات المتحدة الأميركية تستعد لتوجيه ضربتها الأولى التي أعقبها فيما بعد ضربات وضربات ترنحت تحت عصفها عاصمة الرشيد .

الحدث الذي صدم العالم أنذاك كان إحتلال العراق للكويت , , لا أرغب أن أخوض غمار السياسة ولست هنا أرغب في أن أمارس فلسفة التنظير , ولا أن اتمثل دور الفصيح فتلك صفحة لم تطو بعد وأزعم أن أمتنا لا تزال وستبقى تدفع ثمنها , زلزالا في إثره زلزال .

ذهبنا الى بغداد , كان الوقت ضيقا لم يسعفنا أن ننظر في بغداد ما كنا تستمتع بالنظر اليه , النهران العظيمان , وما بينهما , والمليون نخلة التي يجري تقطيعها , فقط منطقة خضراء ليس لها من إسمها نصيب و محاطة بمئة حاجز وحاجز من الإسمنت .

ومرة أخرى لن أتفلسف كثيرا في الرواية والتعريف بما هو معروف , وقد هالنا أن بغداد باتت على هذا النحو , وهالني أكثر ما ضاع عليها من وقت طويل وهدر كبير أحدده لفترات ما قبل السقوط وما بعده , وقد قيل لو أن هذه المدينة قد هنأت بفيض من وقت وترف لفاضت بخيراتها أكثر وأكثر ليس على العراق بل على الأمة , ويقيني ودليلي في ذلك أنه كانت ستكون عاصمة رابع إقتصاديات العالم قوة وحضارة , وقد كان نورها يفيض ويملأ عين الشمس خيرات وحضارة وفنا وثقافة وشعرا وعلما وعلوما وأدبا منذ كان عاصمة الخلافة وفيها حكاية إحراق المغول لمكتبتها العظيمة.. أعظم مكتبة على وجه الأرض في ذلك الزمن.. عصارة فكر المسلمين في أكثر من ستمئة عام وفيها ملايين وملايين الكتب , فذهب معها عصر العلم والنور إيذانا بدخول الأمة عصرا من الظلام إمتد الى يومنا هذا إلا من بعض بقع نور في الأندلس وبعض حواف الشام ومصر ..
قلت أنني لن أتفلسف فليست بغداد وحدها التي سقطت أو أسقطت في جحيم الطائفية فكل بقعة في العالم العربي فيها ولها طائفيتها الخاصة بألوان مختلفة , ويقينا أن للطائفية مئة عنوان فما عادت محصورة بالدين أو العرق ولا حتى الملة , وقد دخلت السياسة الى بيتها عنوانا هو الأشد قسوة وفتكا .

هل ترى بغداد النور من جديد , نعم ستراه , لو أن أهلها يمنحونها الوقت إذ يغادرون ما هم فيه من أسباب الفرقة وتكون بغداد قلبهم ونبضهم ودينهم ودنياهم .

بغداد في القرون الوسطى هي مركز الدولة مترامية الأطراف ، بغداد كانت مركزا ثقافيا وعاصمة سياسية كبرى لامبراطورية تمتد من المغرب إلى الهند .
بغداد سقطت أربع مرات , المغول والصفويون والعثمانيون والإنجليز والأميركان , هل أستطيع أن أضيف خامسة , ليست عاطفتي هي التي تدفعني لأضيف المرة الخامسة التي سقطت فيها بغداد , بل لهذا السقوط شواهد لما قبله ولما جرى بعده , وهنا لا ولن أستبعد نظرية المؤامرة التي لم أتخذ منها عنوانا أبدا لكل مآسي الأمة , بل حقا هي كانت كذلك .

أزعم هنا وبكل جرأة أنه بعد الملكية الهاشمية التي لم تكن مثل أية ملكية لم تظفر بغداد إلا بفسحات ضيقة من الراحة تعاجلها هزات وردات تنسي أهلها تلك الفسحات .

كان العراق وقلبه بغداد , على موعد مع قيام أكبر إمتداد جغرافي وحضاري زاخر بالثروات والقوى البشرية الثرية بالمعرفة والعلوم والحضارة , مع قيام الإتحاد الهاشمي , وقبل قليل على عاصفة لم تبق ولم تذر , تخيلوا لو أن تلك العاصفة لم تقم كيف سيكون شكل هذه الدولة في عالم اليوم , أنظروا الى الهاشميين كيف يصنعون الدول ؟.

أنظروا الى دول كبرى وقد تساقطت بفعل فاعل , أيها الناس إسرائيل والقوى العمياء التي تظلها لا تريد دولا عظيمة بعظمة الدولة الهاشمية الى جوارها لو أنها قامت بين القدس وعمان وبغداد . (الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :