facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




" دولة الرئيس .. رفقا بالشعب"


د.خليل ابوسليم
31-07-2009 06:21 PM

يبدو أن حكومتنا التي لم تعد سعيدة وفي الألفية الثالثة قد اختطت نهجا جديدا في ممارستها للسياسة الداخلية بعدما سجلت فشلا غير مسبوق في معالجة العديد من الملفات على المستوى الخارجي، وهذا النهج يتمثل بمسارين متضاربين نتيجتهما الطبيعية هي الاصطدام مع الشعب، المسار الأول متخصص في معالجة أزمات الحكومة الخاصة، أما الثاني فهو التفنن في مواجهة أزمات المواطنين الغلابى بدافع الحرص على مصالحهم التي أصبحت –الحكومة- تعرفها أكثر منا نحن معشر المواطنين.


ما يتعلق بالمسار الأول فقد دأبت الحكومة ومنذ تسلمها لمهامها على ترفيه بطانتها من خلال سلسلة من الإجراءات تبدأ بالتعيين من باب التنفيع ولا تنتهي بإغداق الأموال من خلال الترفيع، أما المسار الثاني فهو موجه ضد المواطن من خلال مسلسل يبدأ بالترقيع ولا يكاد ينتهي بالتصفيع، بل اخذ ينحو نحو التركيع.


إن هذه الحكومة بإجراءاتها وممارساتها تلك، وبدلا من أن تعمل على وحدة الصف والشارع الأردني في مواجهة الأخطار التي تهدده فإنها بذلك تعمل جاهدة لبث الفرقة بين أبنائه من خلال قمع المواطن على يد أبنائه الشرفاء الذين بنو الدولة وحملوا العرش وحموه في اشد المحن والظروف.


وان المتتبع لسياسة الحكومة يجد أنها تصب في صالح أعداء الأمة والوطن وإعطاء الذرائع للآخرين لمهاجمة الأردن بذرائع حقوق الإنسان وحماية الحريات، وكأن البلد ينقصها مصائب فوق مصائبها المتلاحقة عليها من كل حدب وصوب.


وعندما تسلمت هذه الحكومة أمانة هذا الوطن وهذا الشعب، استبشر المواطن خيرا ليس لأنها سوف تكون أفضل من غيرها- حاشى لله أن تكون كذلك - بل حسن ظن من المواطن بان يمن الله عليه بحكومة تقف إلى جانبه لمعالجة ما يعترضه من مشاكل وأزمات بعدما اتخذت الحكومات السابقة مواقفها خلف المواطن دافعة به إلى حافة الانهيار والجهل والتخلف.


وان المتابع للأحداث خلال الشهر الحالي فقط يجد أن هذه الحكومة قد مارست سياسة الأحكام العرفية بأسلوب ذهبي خاص بها سيبقى الأردنيون يذكرونه لأجيال قادمة مثلما هي أحداث أليمة أخرى ما زالت شواهدها ماثلة للعيان، حيث عملت قبل أيام عدة على تفريق ما بات يعرف باعتصام الزراعة بالقوة، محدثة شرخا عميقا في صورة الوطن على المستوى الخارجي مثلما أوجدت شروخا عدة في وحدة الصف الداخلي، وما لبث المواطن يضمد جراحه لتعود مرة أخرى لممارسة نفس الدور وبنفس الصورة لا بل اشد وأقسى من السابق على كوكبة من أبناء الوطن في جنوبه لمجرد أنهم طالبوا بجزء من حقوقهم المكفولة بموجب الدستور – المسلوبة بقوة الحكومة- التي أقسمت على المحافظة عليه والعمل بموجبه لتنأى بنفسها جانبا وتطبق دستورها الخاص من خلال شريعة الغاب والهراوات التي انتهجتها منذ تشكيلها وما زالت.


لقد وصفت هذه الحكومة عند تشكيلها بالعهد الذهبي نسبة إلى الذهبيين، ليتبين لاحقا أنها ذهبية بكل المعايير وباقتدار، وباعتقادي أن من أطلق عليها هذا اللقب محق في ذلك القول ولكن بالاتجاه المعاكس، حيث ما فتأت تلك الحكومة تعمل جاهدة على ترويع الشعب وتركيعه من خلال إذلاله وتجويعه، حاصدة بذلك من خلال سياساتها العقيمة الموجهة ضد أبناء البلد جميع الأوسمة المتعلقة بالذل والبطش والمهانة لمواطنيها الذين لولا وجودهم ما كانت لتكون هذه الحكومة ولا أزلامها، وقد استحقت عن جدارة واقتدار وسام الشجاعة المذهب من الدرجة الأولى ولكنها شجاعة موجهة ضد أبنائها، ووسام مكافحة الفقر والبطالة من الدرجة الخاصة، ولكن بين أبناء رجالاتها فقط تاركة المواطن يغرق في فقره وجهله.


كنا نتمنى – ولا نترجى- على دولة الرئيس أن يبادر منذ بداية الأزمة للوقوف عليها ومعالجتها بطرق تكفل كرامة المواطن وتحفظ ماء وجه الحكومة – إن بقي منه شيء- بدلا من ممارسة سياسة التطنيش التي عودتنا عليها، تاركة معالجتها بعد استفحالها لفئة من الأغرار في البلد لتأتي النتائج عكس ما أرادتها الحكومة والتي نأمل أن تعجل برحيلها بعدما أصبحت ثقيلة الظل وشديدة الوطأة على المواطن.


أما وقد تمت معالجتها بتلك الطريقة فان ذلك يذكرنا بقصة الشاب الذي سقط عن الشجرة فكسرت ساقه حيث سارع إلى الطبيب لتجبيرها، عندها عمل الطبيب على معالجة الشاب ووصف له تحاميل تؤخذ عن طريق الشرج، وقد استغرب الشاب من سبب وصف الطبيب للتحاميل والذي بادر بسؤاله عن العلاقة بين كسر ساقه والتحاميل، حيث أجابه الطبيب بأنه يريد استئصال المرض من جذوره قائلا له ( يا بني لو لم يكن في ....دود لما صعدت إلى الشجرة).


لقد أصرت الحكومة على تهنئة المواطنين بنتائج الثانوية العامة مثلما أصرت عليهم لاستقبال شهر رمضان بالحزن والدموع بطريقتها الخاصة وبهذا تكون الحكومة قد فقدت نزاهتها ومصداقيتها بعدما فقدت كل مقومات بقائها، وبإجراءاتها تلك تكون بنظر الأغلبية الصامتة قد دقت آخر مسمار في نعشها وباتت عين المواطن ترنو إلى نشرة الأخبار عله يسمع نبأ استقالتها حيث لم يعد أمامها سوى الرحيل الذي بات مرحبا به ومطلبا شعبيا من قبل أحرار الأردن لتستريح وتريح.

kalilabosaleem@yahoo.com







  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :