facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




انكسار زاوية الرؤية


د. محمد القضاة
09-01-2019 12:45 AM

في عالم اليوم كل شيء ممكن، لم يعد الأمر كما السابق، تتبدل أحياناً زاوية الرؤية لتغيير السائد والممكن؛ لكن أن تنكسر هذه الزاوية فهو ما نراه في الواقع المعيش اليومي، ومعها تتغير الحياة بايقاعات متسارعة، ولا تترك لأحد ان يناقش أو يتريث، وما نراه عجيب غريب، وتعالوا معي لنقرأ في سفرها هذه المواقف التي تتبدل بتغير المواقع، كان المرء في الماضي يحترم الناس على مواقفهم وتمسكهم بمبادئهم، وهو أمر أفضى الى بناء مجتمعات مستقرة، وافراد يعرفون ما لهم وما عليهم، غير انّ عقارب العولمة ألغت الحدود والسدود وبدلت المواقف والرؤى، وغدت المواقف تتبدل بتبدل المواقع، وهو أمر جدّ غريب في عالم كان يحاسب فيه الانسان على ادنى فكرة يتبناها، وها نحن اليوم أمام انقلاب حقيقي في كل شيء؛ في منظومة القيم والاعراف، حيث أدت الى انكسار الرؤية وتحدبها، وإلى تصدع الأسس التي تحكم البناء العام في منظومة الحياة برمتها، والتغيير السريع في المواقع يقود في أحيان كثيرة الى انعكاس الرؤية وانهيارها الى درجات يصعب حصرها، وما المرتجى من أفراد يبدلون جلودهم كما يبدلون ثيابهم؟ ما المتوقع من انتقالهم من زاوية إلى أخرى دون أدنى مبرر غير مصالحهم؟ كيف يكون حال المجتمع إذا استمرت هذه الحال وتمكنت منه؟ وما الذي يرتجيه المجتمع من أمة فقدت نزاهتها وتنازلت عنها فتبوأت المراكز الأولى في الفساد والافساد؟ وما الذي نتأمله من دولها التي فقدت انظمتها التعليمية فاعلية التأثير في ابنائها؛ وكأنها تسير نحو أميتها بمحض إرادتها, حتى أحرزت مواقع متدنية في التعليم العام والجامعي ومنظومة البناء الاجتماعي والإنساني؟

انكسار الرؤية أفضى إلى معادلة غدت ركناً تقوم عليه معادلة تتبدل فيها المواقف بتبدل المواقع، وهؤلاء تجدهم اليوم في صف الموالاة وغدا في الاتجاه المعاكس، اليوم يدافع عن أفراد يعرف اقدارهم وينسج حولهم قصص النجاح، وغدا ينقلب عليهم وهكذا صور مزعجة أساسها النفاق والكذب والخداع، وأصحاب هذا الفكر متخصصون بالتآمر حتى على أنفسهم، ومتطوعون للشر، وبارعون في البطش والإجرام والتعسف, ومتفانون في النرجسية وحب الذات, لا فرق عندهم بين هذا وذاك, خبراء في الكذب والنفاق والبذخ والإسراف والتبذير والانحراف.

صار الواحد منهم يظن أنه أفضل ابناء المجتمع في راهنه, فهو عبقري وذكي ومبدع وإنسان, وهو المفكر والنابغة والملهم بيده الحل والربط, وصل بعضهم بسبب انهيار القيم الضابطة والأعراف المنطقية إلى درجة النمرود الجديد, وكأنه سوبرمان المجتمع. وشر البلية ما يضحك حين تقف أمام نفسك تستعرض هؤلاء الذين يبدلون جلودهم ليل نهار دون ان يرف لهم جفن، وما الذي نتوقعه ممن يغيرون مواقفهم ويبدلونها؟ إلى اين يقود هؤلاء أنفسهم ومجتمعاتهم؟ المؤسف أنّ هؤلاء يصدّقون كذبهم وينسجون حولها قصص نجاح في خيالاتهم، لدرجة أن بعض الناس يروجون لهم ما يقارفونه من كذب ونفاق ونجاح؟!

mohamadq2002@yahoo.com

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :