facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المبيضين يكتب : "الحراك البطشي" هل أزعج الرئيس


د.مهند مبيضين
04-08-2009 10:08 PM

أهالي الطيبة قرروا أن المحافظ لا يكفي ولا يحل "وبدهم يروحوا للأعلى منه" ولو كنت مكان الرئيس الذهبي لتحسست رأسي من الفكرة، وقد فعل أهالي الطيبة الجديد في عالم الاحتجاجات، ولهم في ذلك أسبابهم التي يرون أنها موجبة لذلك السلوك، ورد الحكومة الآني على الاحتجاج لم يكن في مستوى الحدث، وهو يذكر بما قاله ذات ظهيرة الوزير سمير مطاوع للرئيس عبد السلام المجالي بأن هناك "طوشه" بجوار الوزارة، لإخفاء حدث كان مهما في حينها.

لكن "الحراك البطشي" نسبة لأهالي الطيبة الأعزاء من عشيرة البطوش، يطرح سؤالا عن دور أبناء القرى في احدث التغيير، في سلطة المدينة، وهنا يجب التذكير أن جاذبية الاحتجاج والرفض والحركات الاجتماعية أسهمت بدفع الكثير من الباحثين الأجانب والعرب إلى دراسة أحوال المدينة العربية وتشكلها الاجتماعي، وبنائها المجتمعي وطبيعة المجاميع البشرية فيها، ويمكن اعتبار المدرسة الفرنسية التي قادها المؤرخ أندرية ريمون واحدة من اهم االجهود البحثية في دراسة المدن العربية الكبرى، وقدم ريمون دراسات هامة عن تونس والقاهرة ودمشق وحلب، وبرز في نفس المدرسة "فرانك ميرميه" و"جون بول باسكوال". ولا يمكن تجاهل الدور الذي قم يه مؤرخون ألمان امثال "دورتيه زاك" الذي بحث كثيرا في عمران دمشق، وكذلك الحال مع النمساوي "فان زول" وغيرهما في المدن الكبرى في الزمن العثماني، ولا نغفل عن دراسات المؤرخ السوري عبد الله عنا عن الحركات الاجتماعية في دمشق.

ما سبق هو كلام علم، لكن إذا كان مسوغ العلماء أخلاقي بالدرجة الأولى لفهم حراك المدن، فإن أبناء القرى وجدوا فيه فرصة لاجتياح فضاء المدينة، أملا في البحث عن فرصة ظهور أو رغبة في تقدم الحياة، بيد أن المدن لم تكن تلك الجنة التي تصورها القروييون الذين وفدوا عمان وغيرها بقدر ما رسخت الهجرات كتلتين في المدينة هما أهل القرى وأهل المدينة.

إذ كان مجئ القرويين إلى المدينة بوعي حاد، وإدراك بان الخفة والتعفف أحيانا هي سلوك اجتماعي في طلب الحاجات، مع عدم الإلحاح في انجاز المهام قد شكلت نوعا من الخطاب، إلا أن تلك القسمات تغيرت اليوم، فمع وصول محتجين لدار رئاسة الوزراء سواء كانت مطالبهم عادلة أو لا، فإن المهم هو الفكرة في تخطي المسافة والوصول لسراي الحكومة، وهو ما يكشف عن أزمة في التواصل مع المواطن وفي أسلوب الحكم الذي لا ينقذه لا مركزية ولا أقاليم ولا حكم ذاتي مثل العقبة، بقدر ما يحتاج لنسف العقليات الموجود وتغيرها فورا.

أخيرا اعتقد أن "الحراك البطشي" يسجل حالة جديدة، وجدية في عرض المواطنين لقضاياهم وهو ما يعني أن مناطقهم خارج التغطية بالنسبة للحكومة، حتى وإن كان هناك انجازات للمياه في المستقبل فمن أضاع فرصة الإبقاء على الأمل هو طريقة الرد وفشل المسئولين المحلين وبرودة الرئيس في لقاءه مع أهالي الطيبة والحوار معهم، وهو ما جعل تدخل جلالة الملك أمس بالدعوة لضرورة الحل السريع لازمة الطيبة إنقاذا للحكومة وإشارة على أن المشكلة لم تحل بعد وعلى عدم الرضا.

Mohannad974@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :