facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الدرس السوداني؟


د.مهند مبيضين
17-01-2019 10:33 AM

إذا غضب السوادني فغضبه حامٍ، وإذا قرر التجاهل فيمارس كسله المشهودر بانتظار فرج الله، بيد أن ذلك لا يعني الرضا بما هو موجود، لكنه حين يثور يصعب إعادته للبيت بسهولة، هناك جمهور واعٍ على عكس ما هي الصورة العامة له في الخارج. وفي السودان إرث ثوري وإرث انقلابي وإرث أسلامي، ومزاج حاد، وشعور راهن بأن ما حدث منذ ثورة الانقاذ 1985 والتي أطاحت بحكم جعفر النميري ممكن تكراره ومكن ولادة رئيس جديد بديلاً عن الرئيس البشير.

والسودان بلد يتسع تاريخه للانقلابات، وافضل صور الاعتزال السياسي معاً، فيه الرئيس عبدالرحمن سوار الذهب( 1943-2018) الذي تخلى عن السلطة طوعاً ولم يبق فيها طويلاً، وفيه أيضاً ثورة شعبية اطاحت بنظام الجنرال ابراهيم عبود (1900-1983) وكانت ثورة ضد الاستبداد والقمع والغاء الاحزاب والبرلمان.

كانت خاتمة الانقلابات بعد العام 1958 حيث طوت صفحت التغيير السياسي باتفاق الترابي والبشير، واللذين قدما صورة غير طيبة عن اتفاق الحزب والجيش أو الاسلام السياسي والعسكر في الحكم، فكانت النتيجة كارثية على السودان حتى اليوم، فهذا البلد الذي كان ممكن أن يكون نموذجاً في التنمية والتحول الديمقراطي، واستثمار الثروات، انتج استبداد مضاعفاً وفقراً ورئيساً يعتقد ان يفهم اللعبة الدولية جيداً، لكن الدول هي التي تفهمه وتعرف غرائزة السلطوية، وفي النهاية ضيّع جزء كبير من بلد وانقسم، وقسم آخر منتفض عليه، وثالث مهجر ومبعد، ورابع تحت نَير الفقر.

في السودان اليوم ثورة شعبية، يتسع مجالها؛ لأن رتق البشير اتسع، ولا يمكن رقعه، ولا يمكن البقاء عليه، ولا حلول لديه للحد من التراجع وتضخم السوق وارتفاع البطالة وتراجع التنمية ووقف الغضب، فهو قد لا يسقط سريعا، لكنه يصمد طويلا، وهنا فإن الحلول يجب ان تكون سودانية، إما باتفاق السودانيين نخباً واحزاباً، من الإسلاميين وبقايا القوى السياسية وعلى رأسها حزب الصادق المهدي، بهدف تنحية الرئيس، أو أن تتفق القوى السياسيىة جمعاء على تنحية الإسلاميين، والمجيء بنسخة جديدة للحكم تنهي تجربة الإسلام السياسي في السودان، وهذا خيار قد لا يكون سهلاً، بالنظر لطبيعة المكون الثقافي وعمق الحركة الدينية في المجتمع السوادني المتدين عموماً.

في مقابل الراهن الغاضب فإن خطاب المؤامرة الغربية سوف يكون ملاذاُ للبشير للرد على المحتجين وقد فعل ذلك، وهو الذي يدرك جيدا مصير جاره في الشمال معمر القذافي وجاره المقابل علي عبدالله صالح، إذا لم يبق من جنرالات الانقلابات في مواجهة الاحتجاجات الشعبية أحداً إلا هو، وكان مصير الأثنين قتلا شنيعا، ووقعت دولهم في أتون الصراع والفوضى، وهو ما لا نتمناه ولا نريده لأي أحد أو بلد عربي، فالأجدى احترام العقل السوداني والاعتزال، لأن السودان لا يحتاج للفوضى ومن حقه الاستقرار كي نفوت على اللاعبين الدوليين فيه فرصهم في إثارة الفوضى فيه، وكي ننهي أكذوبة التأخر السوادني بداعي المؤامرة.

Mohannad974@yahoo.com






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :